القاهرة تختبر جدية «الإخوان» قبل 28 نوفمبر

الجيش يقتل تكفيريين في سيناء.. و«أجناد مصر» تعلن مسؤوليتها عن استهداف الشرطة بحلوان

لويس وغريست والدا الصحافي الاسترالي الذي يعمل في قناة الجزيرة والمحتجز منذ نحو عام في مصر خلال مؤتمر صحافي في بريزبن لطلب العفو من الرئيس عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
لويس وغريست والدا الصحافي الاسترالي الذي يعمل في قناة الجزيرة والمحتجز منذ نحو عام في مصر خلال مؤتمر صحافي في بريزبن لطلب العفو من الرئيس عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
TT

القاهرة تختبر جدية «الإخوان» قبل 28 نوفمبر

لويس وغريست والدا الصحافي الاسترالي الذي يعمل في قناة الجزيرة والمحتجز منذ نحو عام في مصر خلال مؤتمر صحافي في بريزبن لطلب العفو من الرئيس عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
لويس وغريست والدا الصحافي الاسترالي الذي يعمل في قناة الجزيرة والمحتجز منذ نحو عام في مصر خلال مؤتمر صحافي في بريزبن لطلب العفو من الرئيس عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

نجحت السلطات المصرية، أمس، في اختبار التعرف على جدية جماعة الإخوان المسلمين على الحشد في المظاهرات التي دعت إليها «الجبهة السلفية»، أحد الكيانات المنضوية ضمن «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة الإخوان، الجمعة المقبل، بينما أعلنت جماعة «أجناد مصر» مسؤوليتها عن حادث تفجير وقع بمحيط جامعة حلوان قبل يومين، أسفر عن إصابة 5 من رجال الشرطة.
وقال مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية، إن «قوات الأمن شددت قبضتها، أمس، على محيط ومداخل الميادين والشوارع الكبرى، التي شهدت وجودا أمنيا مكثفا مدعوما بمجموعات قتالية وخبراء مفرقعات، وقامت بتمشيط الشوارع لضبط أي عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون أو مواد متفجرة أو حارقة وتأمين المنشآت والمقار الحكومية والشرطية»، مضيفا أن «القوات سيطرت على عدة تجمعات إخوانية شرق وجنوب القاهرة».
ودخل الأزهر على خط الدعوات الرافضة للتظاهر في يوم 28 نوفمبر الحالي، عبر رفع المصاحف بغرض فرض الهوية الإسلامية، وأفتي أمس، بأنها «إحياء لفتنة وخيانة للدين والوطن».
ودفع تحالف تقوده جماعة الإخوان بأنصاره إلى الشارع للتظاهر، أمس، في تحد واضح للسلطات المصرية، بعدما حظرت الحكومة، أنشطة «تحالف دعم الشرعية» وذراعها السياسية حزب «الاستقلال».
ويرى مراقبون أن «مظاهرات أمس كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الأمن على فرض سيطرته، والتعرف على جدية جماعة الإخوان قبل أسبوع من المظاهرات، التي دعا إليها أنصارها».
ففي المطرية (شرق القاهرة)، انفجرت عبوة محلية الصنع أثناء قيام قوات الأمن بعمل كردون أمنى بمحيط العبوة، لكن دون وقوع أي إصابات. وفي الجيزة أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوة بشارع العريش. كما أضرم عدد من عناصر الإخوان النار في 3 حافلات ركاب تابعة لهيئة النقل العام، بعد إلقاء زجاجات المولوتوف عليهم في منطقتي بولاق وإمبابة. وتزايدت أعمال العنف التي استهدفت منشآت وميادين ومواقع شرطية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، واتهمت جماعة الإخوان، المصنفة رسميا وقضائيا جماعة إرهابية، بالوقوف وراء هذه التفجيرات التي قتل خلالها المئات من الأشخاص بينهم عناصر تابعة للجيش والشرطة، خصوصا في شبة جزيرة سيناء. وواصلت الحملات الأمنية عملها في تطهير ومداهمة البؤر الإرهابية بشمال سيناء، وقال العميد محمد سمير المتحدث العسكري، أمس، إنه «تم قتل عنصرين من الإرهابيين نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات بمحافظة شمال سيناء، وضبط 61 فردا من العناصر الإرهابية بشمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية وبورسعيد»، موضحا أنه «تم تدمير 7 عربات من أنواع مختلفة و23 دراجة بخارية من دون لوحات معدنية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية».
وقالت مصادر عسكرية وأمنية، إن «القوات المسلحة بدأت في عمليات عسكرية موسعة في شمال سيناء، مدعومة بتغطيات جوية من مروحيات الآباتشى الهجومية، وعناصر من الوحدات الخاصة بقوات التدخل السريع، وتمكنت عناصر الجيش الثالث الميداني من ضبط عنصرين تكفيريين بالقرب من مدينة القسيمة بوسط سيناء، بالإضافة إلى ضبط عربة نصف نقل محملة بمواد غذائية لدعم العناصر التكفيرية في جبال وسط وجنوب سيناء».
من جهة أخرى، تبدأ محافظة شمال سيناء مطلع الأسبوع الحالي، في تنفيذ إخلاء المرحلة الثانية من المنطقة العازلة من الحدود المصرية الواقعة في اتجاه الشمال الشرقي مع قطاع غزة بمسافة 500 متر إضافية، لتصل إجمالي المساحة المطلوب إخلاؤها إلى كيلومتر واحد، وذلك على خلفية وجود أنفاق في منطقة الشريط الحدودي يزيد طولها على 800 متر. وعممت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة، أمس، للتحذير من مظاهرات «رفع المصاحف» يوم 28 نوفمبر. وسبق أن تظاهرت الدعوة السلفية في هذا الموعد نفسه قبل 3 سنوات بميدان التحرير بوسط العاصمة إبان حكم المجلس العسكري للبلاد، وهي المظاهرة المعروفة إعلاميا بـ«جمعة قندهار».
وقال الأزهر في بيان له، أمس، إن «الدعوة إلى رفع المصاحف ليست إلا إحياء لفتنة كانت أول وأقوى فتنة قصمت ظهر أمة الإسلام ومزقتها»، لافتا إلى أن «هذه الدعوة ليست إلا اتجارا بالدين وإمعانا في خداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدين، فهي دعوة إلى الفوضى والهرج، ودعوة إلى تدنيس المصحف، ودعوة إلى إراقة الدماء قائمة على الخداع والكذب».
في سياق آخر، أعلنت جماعة «أجناد مصر» مسؤوليتها عن حادث التفجير الذي وقع بمحيط جامعة حلوان قبل يومين، وأسفر عن إصابة 5 من رجال الشرطة، وقالت الجماعة، في بيان نشر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»، إن «هذا الهجوم يأتي كرد سريع على الضباط المتربصين بشباب الجامعات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.