أميركا تتهم إيران بمساعدة القطاع النفطي في فنزويلا

إليوت أبرامز المبعوث الأميركي لدى فنزويلا (أ.ف.ب)
إليوت أبرامز المبعوث الأميركي لدى فنزويلا (أ.ف.ب)
TT

أميركا تتهم إيران بمساعدة القطاع النفطي في فنزويلا

إليوت أبرامز المبعوث الأميركي لدى فنزويلا (أ.ف.ب)
إليوت أبرامز المبعوث الأميركي لدى فنزويلا (أ.ف.ب)

قالت الولايات المتحدة، أمس (الخميس)، إن فنزويلا التي تعاني من نقص في السيولة تستخدم الذهب لتسديد دفعات لإيران من أجل إعادة بناء قطاعها النفطي المضطرب، مشيرة إلى تزايد التعاون بين الدولتين المعاديتين لها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال إليوت أبرامز، المبعوث الذي يقود الجهود الأميركية لإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن السلطة، إن إيران ترسل «مزيداً من الطائرات» إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، بما في ذلك خلال الأسبوع الحالي.
وأوضح أبرامز، في مركز الأبحاث المحافظ «معهد هادسون» في واشنطن: «تخميناتنا تشير إلى أنهم يتلقون دفعات من الذهب»، مشيراً إلى أن «هذه الطائرات الآتية من إيران التي تنقل أشياء لصناعة النفط، تعود محملة بثمن هذه الأشياء: ذهب».
وفرضت إدارة الرئيس دونالد ترمب عقوبات تهدف إلى وقف صادرات النفط لإيران وفنزويلا، وهما من الدول الكبرى المنتجة للنفط في العالم.
وتملك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، لكن المحللين يقولون إن هذا القطاع يعمل بأقل بكثير من طاقته الإنتاجية بسبب الفساد ونقص الاستثمارات.
وانهار الاقتصاد الفنزويلي، بينما فر الملايين بسبب نقص المواد الأساسية. وتعرضت إيران لضربة قاسية مع إعادة فرض العقوبات الأميركية بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي.
وأوضح أبرامز أن دور إيران كشف الدعم المحدود الذي يتلقاه مادورو من روسيا والصين اللتين وقفتا إلى جانبه رغم الضغوط الغربية. وقال إن «أحد الأسباب التي تدفعني إلى ذكر ذلك ليس فقط إظهار أن إيران تلعب دوراً متزايداً، بل لفت النظر إلى الدفعات النقدية».
وأضاف: «نحن نعرف أن مادورو أراد الحصول خلال العام الماضي على قروض إضافية روسية وصينية، واستثمارات إضافية، ولم يحصل على سنت واحد».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد تحدث، الأربعاء، عن التعاون بين البلدين الخصمين للولايات المتحدة.
وأشار بومبيو إلى رصد طائرات «كثيرة» في فنزويلا تابعة لشركة الطيران الإيرانية «ماهان» التي تخضع لعقوبات أميركية وغيرها بتهمة نقل مقاتلين وأسلحة لحساب «الحرس الثوري» الإيراني.
وقال بومبيو إن «هذه الرحلات يجب أن تتوقف، وعلى الدول أن تقوم بدورها لمنع تحليق الطائرات في أجوائها، وقد حرم كثر هذه الشركة التي تخضع لعقوبات من الهبوط».
والعلاقات بين إيران وفنزويلا ليست سرية. فقد ذكرت وزارة الخارجية الفنزويلية أن مادورو والرئيس الإيراني حسن روحاني اتفقا على تعزيز التعاون في مكالمة هاتفية في 13 أبريل (نيسان) الماضي.
ومادورو صامد منذ أكثر من عام، رغم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزله.
وتعترف نحو ستين دولة بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد، بعد معلومات عن مخالفات سجلت في الاقتراع الذي سمح ببقاء مادورو بالسلطة في 2018.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».