عباس يتجه لـ«إلغاء الاتفاقات» في مواجهة «الضم»

باب العامود في الجزء القديم من مدينة القدس أمس (وفا)
باب العامود في الجزء القديم من مدينة القدس أمس (وفا)
TT

عباس يتجه لـ«إلغاء الاتفاقات» في مواجهة «الضم»

باب العامود في الجزء القديم من مدينة القدس أمس (وفا)
باب العامود في الجزء القديم من مدينة القدس أمس (وفا)

قال وزير هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، حسين الشيخ، إن الرئيس محمود عباس سيعقد اجتماعين مهمين للجنة المركزية لحركة «فتح»، واللجنة التنفيذية للمنظمة خلال الأسبوع القادم.
وأضاف: «إن الاجتماعين سيبحثان آخر التطورات السياسية، ووضع استراتيجيات مواجهة الضم في إسرائيل».
ويريد عباس وضع خطة عمل واضحة للرد على احتمال ضم إسرائيل فعلياً أجزاء من الضفة الغربية. ويفترض أن يناقش عباس مع مركزية «فتح» وتنفيذية المنظمة، ويشكلان معاً «القيادة الفلسطينية»، آلية لتنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني لمنظمة التحرير، والثمن المتوقع لذلك.
ويتحدث المسؤولون الفلسطينيون عن مرحلة جديدة ومختلفة وحاسمة، إذا ما أقدمت إسرائيل على ضم الضفة. وقالت مصادر مطلعة في السلطة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحديث يتركز الآن على تنفيذ قرارات متعلقة بإلغاء الاتفاقات مع إسرائيل بكل أشكالها، بما فيها الأمنية، وتعليق الاعتراف بها.
واعترفت منظمة التحرير بإسرائيل قبل الوصول إلى اتفاق أوسلو. ويعني اتخاذ هذه القرارات إمكانية انهيار السلطة القائمة بفعل هذا الاعتراف، وبقية التفاهمات مع إسرائيل، السياسية والأمنية والاقتصادية. وقالت المصادر إنه مهما كان الثمن، فلا يمكن للسلطة القبول بوضع أسوأ من الوضع الحالي؛ حيث تصبح فيه حارسة لإسرائيل التي تتمدد على الأرض الفلسطينية. وأضافت أن «السلطة وجدت لنقل الشعب من الاحتلال إلى الدولة. إسرائيل تريد تغيير هذه الوظيفة وهذا لا يمكن أن يتم. إذا أخذوا القدس والأغوار والمستوطنات فماذا سيتبقى للتفاوض؟».
وتصر إسرائيل على تنفيذ الضم متسلحة بضوء أخضر أميركي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيحصل على اعتراف أميركي بعد ضم الأغوار ومستوطنات في الضفة؛ لكن ذلك قد يتغير إذا تغيرت الإدارة الأميركية الحالية.
وقالت الخارجية الفلسطينية أمس، إن اعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأميركية إليها، بات يشكل ضوءاً أخضر لسلطات الاحتلال للتمادي في عمليات تعميق الاستيطان والتهويد للقدس المحتلة، بما في ذلك الاعتداءات الاستفزازية المتواصلة ضد المقدسات والشعائر والطقوس الدينية الإسلامية والمسيحية.
وأضافت: «إن جميع إجراءات الاحتلال وتدابيره الاستعمارية التوسعية باطلة وغير قانونية وغير شرعية، وسيبقى صوت المسحراتي والأذان وأجراس الكنائس أقوى وأعلى من ضجيج قرارات ترمب وتدابير الاحتلال».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.