وفد كردي في بغداد لاحتواء أزمة الرواتب

رسالة من الإقليم للحكومة الاتحادية تحصر المطالبات في حدود 400 مليار دولار

وفد كردي في بغداد لاحتواء أزمة الرواتب
TT

وفد كردي في بغداد لاحتواء أزمة الرواتب

وفد كردي في بغداد لاحتواء أزمة الرواتب

وصل وفد من إقليم كردستان العراق إلى بغداد، أمس، في محاولة لاحتواء أزمة الرواتب التي أعادت التوتر إلى العلاقات بين الجانبين، إثر قرار الحكومة الاتحادية وقف صرف رواتب موظفي الإقليم بعد امتناع سلطات كردستان عن تسليم حصتها المقررة من صادرات النفط إلى شركة «سومو» الاتحادية.
وعاد التوتر إلى العلاقات بعد فترة هدوء نسبي سهلتها العلاقة الجيدة بين الأكراد ورئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي التي بدا أنها تتدهور مع انتهاء ولايته. ووجه مجلس وزراء إقليم كردستان رسالة طويلة إلى بغداد طالبها فيها بمبالغ تقترب من 400 مليار دولار.
ويقود الوفد الكردي إلى بغداد نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني الذي يرافقه وزيرا المالية والتخطيط، في مهمة لبحث الملفات الاقتصادية والمالية والمناطق المتنازع عليها، بحسب نائب رئيس البرلمان الاتحادي عن «التحالف الكردستاني» بشير حداد. وقال حداد في تصريحات إن الوفد «سيناقش ملف انخفاض أسعار النفط وتداعياته على الاقتصاد العراقي، ومشاركة الإقليم في خفض الإنتاج بنسبة يتم الاتفاق عليها، وأن حكومة الإقليم مستعدة للاتفاق مع بغداد على تسليم كمية النفط المتفق عليها من النفط شريطة ضمان مستحقات الإقليم المالية كافة».
واستهل الوفد الكردي زيارته بلقاء السفير الأميركي في بغداد، ويتوقع أن يلتقي عبد المهدي ووزيري المالية والنفط الاتحاديين، فضلاً عن مسؤولي الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
ووجه ديوان مجلس الوزراء في حكومة إقليم كردستان، أمس، رسالة طويلة مؤلفة من 10 نقاط إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية، تمحورت حول السياسة التي اتبعتها حكومة إقليم كردستان انطلاقاً من التزامها الدستوري حل المشاكل العالقة، خصوصاً ما يتعلق بالرواتب والاستحقاقات المالية لموظفي الإقليم. وأشارت الرسالة إلى أن «سياسة حكومة إقليم كردستان كانت وما زالت تهدف إلى معالجة الإشكاليات القائمة مع الحكومة الاتحادية، وفقاً لمرجعية الدستور وبالاستناد إلى أحكامه». واعتبرت الرسالة أن «الإيعاز بوقف تمويل رواتب موظفي الإقليم يعد تجاوزاً على مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، خصوصاً أن تمويل رواتب موظفي الحكومة الاتحادية في المحافظات يسير بانسيابية ومن دون تعليق».
وتحدثت الرسالة عن أن «إقليم كردستان يستحق شهرياً نسبة 1 - 12 من المصروفات الفعلية للنفقات الجارية للسنة المالية 2019 أسوة بباقي المحافظات العراقية، إلا أن المستحقات المالية للإقليم لم تصرف في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2020».
ولم تأت الرسالة على ذكر أسباب الامتناع عن تسليم بغداد حصة الـ250 ألف برميل من النفط المقررة في قانون الموازنة، لكنها ألحقت بجداول ووثائق حول المبالغ المالية المستحقة للإقليم على حكومة بغداد، وضمنها جدول لجبر «الأضرار الناتجة عن جرائم النظام السابق المرتكبة في إقليم كردستان ابتداءً من عام 1963 وصولاً إلى عام 2003، والتي بلغت إجمالاً 384.7 مليار دولار عن خسائر بشرية ومادية وبيئية والإهمال المتعمد للبنية التحتية».
كما ألحقت بها وثيقة أخرى، أكدت أن «حكومة إقليم كردستان صرفت 7 مليارات دولار كتكاليف لإيواء النازحين واللاجئين من عام 2014 إلى 2019، وتضمنت كذلك مصاريف عن تأمين الوقود لتوليد الكهرباء في كركوك للفترة من عام 2011 إلى 2020».
وحذرت النائب عن «تحالف النصر» هدى سجاد في بيان، أمس، الوفد الحكومي الذي سيمثل الحكومة المركزية خلال المفاوضات مع الوفد الكردي، من «التراخي أو التفريط بحقوق أبناء الشعب». ودعت سجاد التي يقود تحالفها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، إلى مراعاة 5 نقاط، ضمنها «إجراء تسوية بشأن مبالغ الضرر (الذي تسبب به الإقليم للعراق) والبالغة 128 مليار دولار كما هو مثبت في تحقيق هيئة النزاهة في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019».
وشددت على «ضرورة تسليم جميع مبالغ مبيعات النفط المنتج في الإقليم، حسب ما أقر بقانون الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2019 ولكل السنوات التي قبلها والسنة التي بعدها، والتصريح بكل المنافذ الحدودية وتوحيدها مع هيئة المنافذ الحدودية وجباية التعرفة الجمركية وإيداعها في الموازنة العامة الاتحادية». كما طالبت الوفد بـ«إعادة مبلغ الأربعة مليارات دولار الخاصة بمصرف التجارة العراقي والمصادر من قبل إقليم كردستان».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».