محكمة ألمانية تستمع إلى إفادة المحقق مع الضابطين السوريين

TT

محكمة ألمانية تستمع إلى إفادة المحقق مع الضابطين السوريين

في اليوم الثاني من محاكمة الضابط السوري المنشق أنور رسلان بتهم جرائم ضد الإنسانية، إلى جانب معاونته إياد الغريب المتهم بالتواطؤ في هذه الجرائم، عقدت المحكمة العليا في مدينة كوبلنز الألمانية أمس، جلسة سريعة استمعت فيها إلى شهادة رئيس التحقيق في الشرطة مانويل دوسينغ الذي تولى التحقيق مع المتهمين، ما مهّد لاعتقالهما وتوجيه التهم إليهما.
ورسلان (57 عاماً) بصفته عقيداً سابقاً في جهاز أمن الدولة، وهو ملاحَق بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية. والغريب (43 عاماً)، متهم بالتواطؤ بتوقيف متظاهرين واقتيادهم إلى السجن نهاية 2011. وفرّ الشخصان إلى ألمانيا وطلبا اللجوء مثل مئات آلاف السوريين، منذ نحو 9 سنوات. وهما موقوفان منذ 12 فبراير (شباط) 2019.
وشرح المحقق كيف بدأت التحقيقات التي أوصلته إلى رسلان، عندما تقدم لاجئ سوري بشكوى للشرطة عام 2017 كان طلب الحماية في ألمانيا، قائلاً إنه سُجن وتعرض للتعذيب في سوريا. ثم عاد وقدم بلاغاً للشرطة بأن رسلان كان مدير السجن، حيث جرى تعذيبه في ألمانيا. وأشار إلى تقاطع شكوى اللاجئ مع بلاغ آخر كان قد تقدم به رسلان للشرطة طل فيها الحماية لأنه يتعرض لمضايقات من مؤيدي النظام السوري، حسبما قال، كونه انشق عن النظام السوري. وكان رسلان قد انشق عام 2012 عن النظام، وانتقل إلى الأردن ومنه بعد عامين سافر إلى ألمانيا حيث حصل على اللجوء.
وحسب المحقق، قدم المعلومات التي جمعها إلى المدعي العام الذي بدوره رفع شكوى عليه وتواصل مع المحامي والناشط أنور البني والمركز الأوروبي لحقوق الإنسان طالباً المساعدة في جمع أدلة وشهود. كذلك قدم المحقق ملف إياد الغريب الذي كان قد أدلى بشهادته لدى وصوله إلى ألمانيا طالباً اللجوء، واعترف بأنه عمل لدى المخابرات لبضعة أشهر وأنه كان يرى ما الذي يحصل داخل السجن الذي يرأسه رسلان من تعذيب معتقلين.
وجمع المركز الأوروبي لحقوق الإنسان شهادات 24 ضحية من الذين كانوا معتقلين في السجن الذي كان يرأسه رسلان بين أبريل (نيسان) 2011 وسبتمبر (أيلول) 2012، ولكن لم يرفع أي من الشهود شكوى على الغريب الذي رفض التهم الموجهة إليه وعدّها باطلة لأنها أُخذت منه كشاهد.
وستبدأ المحكمة يوم الثلاثاء المقبل الاستماع لشهادات الضحايا، علماً بأن جلسة يوم الاثنين التي كانت مقررة، تم إلغاؤها لعدم تمكن الشاهد الذي كان من المفترض أن يدلي بشهادته من الحضور لأسباب مرضية. وأبلغ محامي رسلان القاضي بأن الرد المكتوب لن يكون جاهزاً، الاثنين، ما دفع بالقاضي لإلغاء الجلسة. وقد لا يقدم محامي الدفاع رده الأسبوع المقبل كذلك. وكان ملاحظاً أن محامي الدفاع لم يستجوب المحقق دوسينغ بشكل كبير، ما أنهى الجلسة الثانية بشكل مبكر، ودفع بالبعض للتساؤل عن خطته الدفاعية. وسيمثل المحقق مرة جديدة أمام المحكمة في الجلسات التالية.
وكانت المحاكمة «التاريخية» كما وصفها محامي الدفاع عن الضحايا باتريك كروركر، قد انطلقت يوم الخميس الماضي بتلاوة الادعاء التهم على المتهمين. وحضر الجلسة الأولى اثنان من الضحايا، إلا أنهما لم يدليا بأي شهادة أمام المحكمة بعد. وتعد هذه المحاكمة هي الأولى في العالم لمحاكمة مسؤول رفيع في النظام السوري عن جرائم ضد الإنسانية.



رئيس الوزراء الكندي يفقد الدعم السياسي والدعوات إلى تنحّيه تتزايد

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الكندي يفقد الدعم السياسي والدعوات إلى تنحّيه تتزايد

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)

يُواصل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الغارق في أزمة سياسية خطرة، خسارة الدعم داخل حزبه الليبرالي الذي يشهد مزيداً من الانشقاقات، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية أمس (الأحد)، وذلك قبل انتخابات فيدرالية متوقعة في موعد أقصاه أكتوبر (تشرين الأول).

ويتلقى ترودو سلسلة من النكسات منذ الاستقالة المفاجئة لنائبة رئيس الوزراء في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، إثر خلاف حول طريقة مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني).

ويعتزم الجمهوريون رفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية إلى 25 في المائة، وقد قدّمت نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند التي كانت تشغل أيضاً منصب وزيرة المال استقالتها لتتكشف إلى العلن خلافاتها مع ترودو بشأن هذه القضية.

نائبة رئيس الوزراء المستقيلة كريستيا فريلاند (أ.ب)

وقال النائب الليبرالي شاندرا آريا لمحطة «سي بي سي» العامة أمس (الأحد) إن عشرات من زملائه يريدون تنحي رئيس الوزراء، رغم أن حزبهم أقلية في البرلمان.

وذكر عدد من وسائل الإعلام المحلية أن أكثر من 50 من أصل 75 نائباً ليبرالياً من أونتاريو سحبوا دعمهم لترودو السبت خلال اجتماع لمناقشة مستقبله. ورداً على سؤال حول هذه التقارير الصحافية، أجاب آريا أن «غالبية الأعضاء يرون أن الوقت حان لتنحي رئيس الوزراء».

وقال النائب عن كيبيك، أنتوني هاوسفاذر، عبر محطة «سي بي سي»: «سنكون في وضع مستحيل إذا بقي في منصبه».

وكان ترودو الذي يتولى السلطة منذ تسع سنوات، قد أجرى تعديلاً وزارياً كبيراً الجمعة، معلناً عن تغييرات في ثلث الوزارات، من دون أن يأتي على ذكر التوترات الحالية.

من جهته، أشار جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد والحليف اليساري السابق لترودو، إلى أنه لم يعد يدعم الحكومة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي ظل هذا الوضع، يتخلف رئيس الوزراء الذي قاد حزبه إلى انتصارين انتخابيين في عامي 2019 و2021، بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

وطالب الأخير بإجراء عملية تصويت قبل نهاية السنة بهدف تنظيم انتخابات جديدة، إذ إن البرلمان لن يعود إلى عقد جلساته قبل 27 يناير.