أربع أمهات في إسرائيل يعدن إلى غزة

TT

أربع أمهات في إسرائيل يعدن إلى غزة

بعد عدة أسابيع من الرفض، وعلى أثر التوجه إلى المحكمة، سمحت إسرائيل، أمس الخميس، لأربع أمهات فلسطينيات من مواطنيها بالعودة إلى أزواجهن وأولادهن في قطاع غزة.
والأمهات هن فلسطينيات من سكان إسرائيل (فلسطينيي 48)، كن قد تزوجن من رجال من قطاع غزة، وانتقلن للعيش مع عائلاتهن هناك. ويبلغ عدد اللواتي تعترف إسرائيل بوضعيتهن هذه، حوالي 200عائلة، وكانت تسمح لهن بزيارة ذويهن في الجليل والنقب بموجب تصاريح خاصة من الإدارة المدنية التابعة للجيش. ولكن، منذ انتشار فيروس «كورونا»، تغلق إسرائيل الحدود مع قطاع غزة، ولا تتيح لأحد أن يتنقل من طرف إلى آخر.
وبسبب هذا الإغلاق، علق عديدون منهم بعيداً عن عائلاتهم. فهناك مواطنات عربيات إسرائيليات يعشن في قطاع غزة، لا يستطعن زيارة ذويهن في إسرائيل. وهناك من يعشن في قطاع غزة قدمن لزيارة ذويهن في إسرائيل، فعلقن بعيداً عن أولادهن. وقد رفضت السلطات الإسرائيلية السماح للطرفين باجتياز الحدود.
وعلى أثر ذلك، توجه «تنظيم غيشا» الإسرائيلي لحقوق الإنسان، باسم أربع أمهات إلى المحكمة العليا، يطالب بالسماح لهن بدخول القطاع والالتحام بعائلاتهن.
وتوجد بينهن أم لسبعة أطفال، وأخرى لأربعة أطفال، وثالثة لطفلين، ورابعة لطفل واحد، جميعهن يعانين من البعد عن أطفالهن منذ عدة أسابيع. وعرض المحامون على المحكمة شهادات الأزواج، مصورة بالفيديو، وتظهر حالة الأطفال المؤلمة وهم يطلبون رؤية أمهاتهم. وقبل أن تبت المحكمة في القضية، أبلغها مندوب الجيش الإسرائيلي بأنه توصل إلى اتفاق مع الأمهات بأن يعدن إلى قطاع غزة، ولا يأتين إلى إسرائيل لزيارة ذويهن إلا إذا وافقن على دخول حجر صحي لمدة 14 يوماً بسبب «كورونا».
وكان «تنظيم غيشا» قد أدار معركة قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية، بسبب سياسة الفصل بين العائلات الفلسطينية عموماً، وسياسة التحكم بتنقل الفلسطينيين من وإلى القطاع. وقال في تصريحات، إن «هناك مجموعة من الأنظمة والتشريعات التي تستخدمها السلطات الإسرائيلية لتقييد تنقل الفلسطينيين وتتحكم بحياتهم. فكل تنقل لشخص أو سلعة مشروط بتوجُّه مسبق للسلطات الإسرائيلية والحصول على تصريح منها. وبواسطة هذه الأنظمة، تسيطر إسرائيل على حرية حركة وتنقل الفلسطينيين، وتمس بحقوقهم في الحياة العائلية والصحة والعبادة وغيرها. وتؤثر تلك الأنظمة بشكل بالغ على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وتابع بأن في إطار هذه الأنظمة يتم تحديد المعايير بشأن مجالات كثيرة، من ضمنها زيارة قريب مريض، أو الخروج للمشاركة في حفل زواج أو جنازة أحد أفراد العائلة؛ والخروج للتعليم الأكاديمي، أو الاشتراك في دورة تدريب مهني، أو الحصول على تصريح عمل؛ أو استيراد وتصدير المنتجات الحيوية والبضائع، وغيرها. لافتاً إلى أن «عدد الأنظمة هائل ونتائجها لا تطاق».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.