«الوطني الليبي» يعلن إسقاط طائرات «درون» التركية

اتهامات لـ«الوفاق» بقصف أحياء مدنية في طرابلس

أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» يطلق صاروخاً باتجاه مدينة ترهونة (أ.ف.ب)
أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» يطلق صاروخاً باتجاه مدينة ترهونة (أ.ف.ب)
TT

«الوطني الليبي» يعلن إسقاط طائرات «درون» التركية

أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» يطلق صاروخاً باتجاه مدينة ترهونة (أ.ف.ب)
أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» يطلق صاروخاً باتجاه مدينة ترهونة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش «الوطني الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر، إسقاط مزيد من طائرات «الدرون» التركية، التي تعمل لصالح القوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، خلال القتال المستمر منذ العام الماضي، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين باستهداف مناطق مأهولة بالمدنيين.
واتهمت مجدداً قوات حكومة «الوفاق»، المشاركة ضمن ما يعرف باسم عملية «بركان الغضب»، أمس، «الجيش الوطني» بإطلاق أكثر من 30 صاروخ جراد على منازل المواطنين، استهدفت محيط مطار معيتيقة، ومنطقة عرادة في العاصمة طرابلس. كما وزعت ما وصفته بـ«مشاهد مؤثرة»، تُظهر جانباً من ‏حالة الهلع والفزع لدى النساء والأطفال بسبب القصف، الذي زعمت أنه طال أحياء في طرابلس.
وطبقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة السراج، عن مسؤول بوزارة الصحة التابعة لها؛ فقد أسفر القصف عن جرح أربعة مدنيين، بينهم طفل وعامل أفريقي.
وجرى مساء أول من أمس تبادل للقصف بالأسلحة الثقيلة، بين قوات الطرفين بمحور الرملة جنوب العاصمة، والسواني والكريمية غربها، حيث دمرت مدفعية «الجيش الوطني» مخزناً للأسلحة ومقراً لـ«المرتزقة» داخل منطقة الكريمية. بينما قالت وسائل إعلام محلية، إن ثمانية مدنيين، من بينهم ثلاثة مواطنين سودانيين، لقوا حتفهم بسبب قصف عشوائي نفذته الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج، استهدف الأحياء السكنية في منطقة قصر بن غشير جنوب العاصمة طرابلس. بالإضافة إلى سقوط قذائف عدة على منطقة السبعة شرق طرابلس.
في المقابل، قالت مصادر عسكرية بـ«الجيش الوطني» في تصريحات صحافية، أمس، إن قصف الجيش استهدف بالأساس مقرات عسكرية تابعة لحكومة السراج، وميليشياتها داخل العاصمة طرابلس، بعد تجدد الاشتباكات بين الطرفين، خاصة في محور صلاح الدين، ما بين طريق المطار ووسط المدينة. مشيرة إلى قصف الجانب العسكري من قاعدة معيتيقة، التي تعتبر مقراً لغرفة العمليات، التي يقودها عسكريون أتراك، بالإضافة إلى قصف مقر «كتيبة النواصي» وسط طرابلس.
وقال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» بالجيش الوطني في بيان مقتضب له، مساء أول من أمس، إنه تم إسقاط طائرة مسيرة تركية في بني وليد، كانت تحاول استهداف شاحنات التموين والوقود لمحاصرة المدن بالمنطقة.
وفي مقابل ذلك، قالت مصادر تابعة لقوات حكومة «الوفاق»، مساء أول من أمس، إن مساعد آمر «اللواء 134»، المكلف حماية قاعدة الوطية التابعة لـ«الجيش الوطني»، والتي تقع إلى الغرب من طرابلس، قتل مع آخرين خلال غارة جوية لسلاح الجو التابع للميليشيات، استهدفت القاعدة، حيث لا تزال قوات حكومة «الوفاق» المعترف بها دولياً تسعى للسيطرة على القاعدة، التي تبعد نحو 125 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس، والتي تعتبر أقرب منشأة من هذا النوع إلى العاصمة.
وتعد القاعدة المعروفة أيضاً باسم «قاعدة عقبة بن نافع»، من أهم القواعد العسكرية غرب ليبيا، وأكبرها مساحة، حيث تمتد على مساحة تصل إلى 10 كيلومترات مربعة، ويفصل بينها وبين العاصمة طرابلس 140 كيلومتراً فقط في الجنوب الغربي.
وتنطلق من القاعدة، التي تقع بالقرب من الحدود التونسية، وهي الأقرب إلى طرابلس ضمن القواعد العسكرية التي تسيطر عليها قوات الجيش، الطائرات التي تنفذ ضربات جوية على مواقع تسيطر عليها قوات «الوفاق».
واعتبرت عملية «بركان الغضب»، أن من شأن سيطرة قواتها على القاعدة، التي تحتوي على أكبر بنية تحتية عسكرية، وتتسع لسبعة آلاف عسكري، أن يمنحها ذلك تفوقاً جوياً لتأمين كامل المنطقة الغربية.
وقالت إن تحريرها، أو إخراجها عن الخدمة، ينهي تواجد قوات «الجيش الوطني» جنوب العاصمة، واعتبرت أن هذه القاعدة العسكرية «الوحيدة في ليبيا التي لا تستعمل مطاراً مدنياً، ولا علاقة لها بالطيران المدني، لكنها تعد شريان الحياة للجيش الوطني في الغرب الليبي».
إلى ذلك، تحدثت مصادر عسكرية وسكان محليون، أمس، عن قيام الميليشيات الموالية لحكومة السراج بهدم، وإحراق مباني مقرات أمنية رسمية في مدن الساحل الغربي للبلاد، التي سيطرت عليها مؤخراً. كما رُصدت صور فوتوغرافية متداولة لقيام بعض عناصر هذه الميلشيات بسرقة ملفات ومستندات من مبنى المباحث الجنائية بمدينة صرمان، قبل حرقة وهدم جزء منه.
بموازاة ذلك، وفي ظهور إعلامي نادر، دعا الرائد محمود الورفلي، أحد ضبط القوات الخاصة بـ«الجيش الوطني»، والمطلوب للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في مدينة بنغازي (شرق)، العسكريين الذين لم ينضموا بعد إلى قوات «الجيش الوطني» إلى الالتحاق به، وخاطبهم في تسجيل صوتي منسوب إليه، قائلاً «الآن جاء دوركم للقيام بالواجب. فهذه بلادكم وهذا المحتل أمامكم... فقوموا بواجبكم العسكري، وساندوا قواتكم المسلحة، واتركوا خلافاتكم جانباً، وانظروا الآن إلى هدف واحد فقط هو استرجاع وطنكم المسلوب».
وكانت المحكمة الجنائية قد أصدرت في أغسطس (آب) عام 2017، مذكرة اعتقال بحق الورفلي، استناداً إلى معلومات تفيد بتورطه بشكل مباشر في ارتكاب جرائم قتل مصنفة كجرائم حرب، شملت 33 شخصاً في بنغازي والمناطق المحيطة، بين عامي 2015 و2017.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.