ناشطون مغاربة يطالبون بإغلاق مصانع «تُهدد صحة» المواطنين

281 إصابة جديدة... والقوات المسلحة تدعم جهود التصدي لـ«كوفيد ـ 19»

عمّال يضعون كمامات للوقاية من فيروس كورونا خلال عملهم في مصنع لإنتاج سترات طبية لحماية العاملين في القطاع الصحي قرب الدار البيضاء (أ.ف.ب)
عمّال يضعون كمامات للوقاية من فيروس كورونا خلال عملهم في مصنع لإنتاج سترات طبية لحماية العاملين في القطاع الصحي قرب الدار البيضاء (أ.ف.ب)
TT

ناشطون مغاربة يطالبون بإغلاق مصانع «تُهدد صحة» المواطنين

عمّال يضعون كمامات للوقاية من فيروس كورونا خلال عملهم في مصنع لإنتاج سترات طبية لحماية العاملين في القطاع الصحي قرب الدار البيضاء (أ.ف.ب)
عمّال يضعون كمامات للوقاية من فيروس كورونا خلال عملهم في مصنع لإنتاج سترات طبية لحماية العاملين في القطاع الصحي قرب الدار البيضاء (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة المغربية مساء امس (الجمعة) تسجيل 281 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس {كورونا} المستجد (خلال 24 ساعة)، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 2564 حالة.
وكان محمد اليوبي، مدير مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية في وزارة الصحة المغربية، أكد مساء أول من أمس، تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوف عمّال وعاملات بوحدات إنتاجية وصناعية ومراكز تجارية في مجموعة من المدن، ضمنها الدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس. ونتيجة كلامه هذا، تحرك نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لمطالبة رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني، بالتدخل، في شكل عاجل، لإغلاق عدد من الوحدات الإنتاجية التي تهدد السلامة الصحية للمغاربة.
وعدّ النشطاء استمرار تلك الوحدات الإنتاجية في ممارسة أنشطتها دون مراعاة الظروف الصحية الراهنة للبلاد، بمثابة قنابل موقوتة تهدد الأمن الصحي لأسر العاملين فيها، من جهة، ولمخالطيهم في وسائل النقل العمومي وللمواطنين جميعاً، من جهة ثانية. وأشار النشطاء إلى أن هذه الأنشطة لا تقتصر على المدن الأربع المذكورة، بل تشمل مدناً أخرى. وانتقدوا أيضاً الحكومة لكونها «أخطأت»، في نظرهم، جراء عدم تدخلها منذ بداية جائحة «كورونا»، وعدم توقيفها المعامل والشركات الإنتاجية التي لا تعتبر أنشطتها ضرورية للحياة اليومية للمغاربة، مثل معامل إنتاج المواد الغذائية.
في غضون ذلك، طالب نشطاء بضرورة فتح تحقيق عاجل مع صاحب معمل لصناعة الأدوية بمحافظة عين السبع في ولاية الدار البيضاء الكبرى، بعدما تحوّل معمله إلى بؤرة لفيروس كورونا، حيث سُجّلت إصابات في صفوف العاملات فيه، وتم وضعهن تحت الحجر الصحي في المستشفيات. وقال النشطاء إن صاحب المعمل كان يحث العاملات على ضرورة الحضور إلى العمل، رغم خطورة انتشار الفيروس. وأشاروا إلى أنهن كن يرغبن في البقاء في منازلهن، والحصول على تعويض الضمان الاجتماعي، بيد أن مسؤولي المعمل شددوا على ضرورة حضورهن لمقر العمل. يذكر أن المعمل جرى إغلاقه من طرف السلطات بعدما تأكدت إصابة العديد من العاملات فيه بالفيروس. وكان اليوبي قد أعلن مساء الخميس أن حالات الإصابة بـ«كورونا» الناتجة عن بؤر عائلية وبؤر الوحدات التجارية والصناعية سجلت إصابات متباينة. ففي الدار البيضاء، سجلت 85 حالة، وفي مراكش 66 حالة، بينما سجلت في طنجة 21 حالة، وفي فاس 68 حالة. وجرى خلال 24 ساعة فقط تسجيل 113 إصابة في البؤر الأربع، فيما وصل مجموع الإصابات في جميع أنحاء البلاد صباح الجمعة إلى حدود 2528 حالة مؤكدة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين في قطاع الصحة العسكرية بالمغرب أن القوات المسلحة المغربية عبأت كل إمكاناتها لدعم المستشفيات العمومية في مواجهة جائحة «كورونا» والاستعداد لاحتمال توافد مكثف للمصابين.
ولمواجهة الأزمة، أرسلت القوات المسلحة الملكية «فرقاً طبية للدعم حتى يتسنى ضمان التكفل الجيد بالمرضى، ولتقييم الوضع، وتحسين التجهيزات»، دعماً للأطقم العاملة في المستشفيات العمومية، بحسب ما نسبت الوكالة إلى الطبيب الرئيسي بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط العقيد المهدي الزوبير. وأضافت الوكالة أنه أعيد تنظيم المستشفيات العسكرية لاستقبال أكبر عدد ممكن من المصابين بالعدوى، كما تم إنشاء وتجهيز مستشفيين ميدانيين في ضواحي الدار البيضاء خصيصاً لهذا الغرض. وأُرسلت أطقم طبية عسكرية، تضم أطباء وممرضين، إلى 45 وحدة استشفائية بالمملكة بحسب ما أوضح العقيد الزوبير للصحافيين خلال زيارة للمستشفى، مشيراً إلى أن «الوضع ما زال تحت السيطرة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».