«الناتو» يدعو الدول الأعضاء إلى حماية شركاتها الاستراتيجية

أمينه العام حذر من آثار جيوسياسية كبرى لأزمة {كورونا}

ستولتنبرغ في ختام اجتماع بالفيديو مع وزراء الدفاع في دول الحلف (إ.ب.أ)
ستولتنبرغ في ختام اجتماع بالفيديو مع وزراء الدفاع في دول الحلف (إ.ب.أ)
TT

«الناتو» يدعو الدول الأعضاء إلى حماية شركاتها الاستراتيجية

ستولتنبرغ في ختام اجتماع بالفيديو مع وزراء الدفاع في دول الحلف (إ.ب.أ)
ستولتنبرغ في ختام اجتماع بالفيديو مع وزراء الدفاع في دول الحلف (إ.ب.أ)

شركات التصنيع إضافة إلى الأخرى التي تعمل في قطاعي المرافئ والاتصالات والبنية التحتية في أوروبا قد تجد نفسها في وضع صعب اقتصادياً، نتيجة الأزمة الناجمة عن انتشار وباء «كوفيد - 19». مما يعطي بعض خصوم حلف شمال الأطلسي (الناتو) فرصة ذهبية لدول مثل الصين الدخول إليها بحجة الإنقاذ والسيطرة عليها. هذا ما حذر منه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس. وقال الأمين العام للحلف إن «بيع بنى تحتية استراتيجية من قبل الدول الأضعف يمكن أن يقوض قدرة دول الحلف على المقاومة في حال حدوث أزمة جديدة». واعترف بأن «النمو تضرر والنفقات العامة أيضاً».
وكانت الدول الأعضاء في الحلف تعهدت بتخصيص 2 في المائة من إجمالي ناتجها الداخلي الوطني للنفقات الدفاعية في 2024. لكن ستولتنبرغ شدد على أهمية الاستثمارات في القدرات العسكرية، لأنها تأتي «كتعزيز للقدرات».
وقال ستولتنبرغ إن الخصوم المحتملين لدول الحلف سيحاولون استغلال الأزمة الاقتصادية للسيطرة على هذه الشركات أو بنى تحتية استراتيجية لتقويض وحدة الحلف العسكري.
وقال ستولتنبرغ في ختام اجتماع بالفيديو مع وزراء الدفاع في دول الحلف، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»، إن «هذه الأزمة يمكن أن تكون لها آثار جيوسياسية كبرى». وأضاف أن «الأزمة الاقتصادية يمكن أن تسمح باستثمارات في صناعات وبنى تحتية استراتيجية»، مؤكداً أنه «من الضروري حماية هذه الشركات». ولم يذكر ستولتنبرغ الدول أو المجموعات التي يمكن أن تقوم بمحاولات السيطرة هذه، لكن التحذير يطال خصوصاً الاستثمارات الكبيرة التي توظفها الصين في بنى تحتية في قطاعي المرافئ والاتصالات في أوروبا.
وشدد ستولتنبرغ أيضاً على ضرورة مكافحة التضليل الإعلامي بشأن تحركات الحلف ووحدته. وقال: «يجب أن نطوق حملات التضليل التي يقوم بها أطراف مرتبطون بدول أو غير دول على شبكات التواصل الاجتماعي وتهدف إلى زرع الشقاق بيننا وإضعافنا بمعلومات خاطئة حول المساعدة المتبادلة التي نقدمها».
وأضاف أن «الردّ الأمثل يمرّ عبر صحافة حرة تدقق في الوقائع وتطرح أسئلة صعبة أحياناً». وأوضح ستولتنبرغ أنه «من المبكر جداً استخلاص العبر من هذه الأزمة، لكن يجب علينا الاستعداد لـ(الأزمة) المقبلة». وأضاف أن «(حلف شمال الأطلسي) ليس الجهة الرئيسية المتدخلة في حال حدوث أزمة صحية لكن يمكنه دعم جهود القطاع المدني».
وتابع أن «الدرس الرئيسي في هذه الأزمة هو الصلة الوثيقة بين الجهود المدنية وقدرة القوات العسكرية على تقديم الدعم، ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا تحسينها قبل الأزمة المقبلة». ورفض ستولتنبرغ الإدلاء بأي تعليق على وقف التمويل الأميركي لـ«منظمة الصحة العالمية».
وفي سياق متصل قال الجيش الأميركي إن روسيا أجرت، يوم الأربعاء، تجربة لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية واصفاً ذلك بأنه مثال على التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة في الفضاء. يأتي ذلك في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون إن الفضاء يتحول بشكل
متزايد إلى مجال مهم للصراع مع تعزيز الولايات المتحدة ودول أخرى، مثل روسيا والصين وضعها العسكري في المدار القريب من الأرض وقرب القمر.
وقال الجنرال جون ريموند قائد «القيادة الفضائية الأميركية» في بيان: «الولايات المتحدة مستعدة وملتزمة بردع العدوان والدفاع عن بلدنا وعن حلفائنا وعن المصالح الأميركية في مواجهة الأعمال العدائية في الفضاء». وتوقع محللون أن تكون التجربة لنظام «نودول» الصاروخي الروسي الجديد المضاد للأقمار الصناعية.
وأجرت الولايات المتحدة والصين تجارب مماثلة مضادة للأقمار الصناعية. وفي مارس (آذار)، أجرت الهند أحدث تجربة صاروخية مضادة للأقمار الصناعية استهدفت قمرا في مدار قريب من الأرض مما تسبب في انتشار شظايا لا تزال تدور حول الأرض حتى اليوم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.