أرقام «كورونا» في البرازيل... تلّة أم قمّة إيفرست؟

TT

أرقام «كورونا» في البرازيل... تلّة أم قمّة إيفرست؟

أعلن باحثون أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ في البرازيل هو أكبر بـ15 مرة من الأرقام الرسمية، مقدّرين أن أكثر من 300 ألف شخص أُصيبوا بالمرض ومتخوّفين من خسارة الكثير من الأرواح في الأسابيع المقبلة.
والبرازيل هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أميركا اللاتينية التي وصل إليها متأخراً مقارنة بآسيا وأوروبا، وتسجّل رسمياً 1736 وفاة، بحسب آخر حصيلة معلنة، وتنتظر ذروة المرض أواخر أبريل (نيسان) أو مطلع مايو (أيار).
لكن بحسب تقديرات مجموعة «كوفيد-19 برازيل» التي تضمّ باحثين جامعيين، فإن في البلاد التي تعدّ 210 ملايين نسمة 313288 إصابة بالمرض، أي 15 مرة أكثر من عدد الإصابات الذي تعلنه وزارة الصحة والبالغ 20727.
ويعود سبب هذا الفارق الكبير إلى معدّل فحوص الكشف عن الإصابات، وهو أقلّ بكثير من المعدلات في دول أخرى متضررة كثيراً بالفيروس. ففي البرازيل، يبلغ هذا المعدّل 296 شخصاً من أصل كل مليون شخص، وهو عدد ضئيل جداً مقارنة بألمانيا (15730) أو حتى فرنسا (5114) وإيران (3421).
وقال دومينغوس ألفيس، العضو في مجموعة «كوفيد-19 برازيل» ورئيس مختبر المعلومات الصحية في جامعة ساو باولو، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «البرازيل في وضع سيئ جداً ولن نتمكن من ضبط المشكلة إلا من خلال إجراء الفحوص على نطاق واسع». واعتبر أن الأرقام الرسمية تُظهر ما كان عليه الوباء «قبل أسبوع أو أسبوعين»، مشيراً إلى أن أرقام المجموعة تساعد في «تحذير السكان من الحجم الحقيقي للوباء، لأن البعض يميلون إلى تخفيف اليقظة».
ويقرّ ديماس كوفاس، رئيس معهد «بوتانتان» الذي ينسّق الفحوص في ولاية ساو باولو، البؤرة الرئيسية للمرض في البرازيل، بأن الأرقام الرسمية منخفضة. وصرّح الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي: «ما يحصل ليس إلا البداية، نحن بعيدون عن الذروة وسندرك في الأسبوعين المقبلين ما إذا كنا نتسلّق جبل إيفرست أو مجرّد تلة».
ومن أجل الحصول على أعداد أقرب إلى الواقع، يعوّل كوفاس على 1.3 مليون فحص مستوردة من كوريا الجنوبية بينها 725 ألفا وصلت الثلاثاء.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.