برشلونة أكثر الأندية تأثراً بتوقف البطولات

رغم مبادرة اللاعبين بتخفيض رواتبهم 70 % خلال فترة الأزمة

ميسي كان صاحب فكرة تخفيض رواتب لاعبي برشلونة (أ.ف.ب)
ميسي كان صاحب فكرة تخفيض رواتب لاعبي برشلونة (أ.ف.ب)
TT

برشلونة أكثر الأندية تأثراً بتوقف البطولات

ميسي كان صاحب فكرة تخفيض رواتب لاعبي برشلونة (أ.ف.ب)
ميسي كان صاحب فكرة تخفيض رواتب لاعبي برشلونة (أ.ف.ب)

بعدما كان من أكثر أندية كرة القدم العالمية صلابة من الناحية المالية، يجد برشلونة الإسباني نفسه أمام خطر محدق نتيجة التوقف الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، وما نجم عن ذلك من توتر في علاقته مع لاعبيه، على خلفية المفاوضات من أجل خفض الرواتب في ظل هذه الأزمة.
وتوقع النادي في الميزانية التي وضعها لموسم (2019-2020) أن يبلغ رقم أعماله 1.047 مليار يورو، لكن الواقع الذي فرضه «كوفيد-19»، وجعل من إسبانيا تسجل ثاني أعلى عدد من الوفيات عالمياً بعد إيطاليا، قلب الأمور رأساً على عقب، وأوقف الدوري المحلي، مع تبقي 11 مرحلة على نهايته.
ولتفادي الأسوأ على الصعيد المالي، اتخذت إدارة النادي تدابير صارمة، وأقر رئيسه جوسيب ماريا بارتوميو، في مقابلة مع صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكتالونية الأسبوع الماضي، بأنه من الواضح أن برشلونة لن يتمكن من تحقيق 1.050 مليار يورو من الإيرادات، كما كان متوقعاً.
وبدوره، رأى رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس أنه «إذا لم يتم خوض الجزء الأخير من الدوري، فالخسائر ستكون 700 مليون يورو»، بما في ذلك نحو 500 مليون يورو قيمة بدل حقوق النقل التلفزيوني.
وبعد جدل مثير، توصل النادي الكتالوني ولاعبوه إلى اتفاق لخفض الرواتب بنسبة 70 في المائة، تضاف إليها نسبة اقتطاع للمساهمة في ضمان دفع رواتب الموظفين الآخرين في النادي بشكل كامل خلال فترة الأزمة التي تمر بها إسبانيا والعالم.
وعلى الرغم من الاتفاق على خفض رواتب تعد من الأعلى في العالم، طرحت الصحافة الإسبانية احتمال أن تتخطى خسائر برشلونة عتبة 130 مليون يورو، إذا لم يختتم الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا، بينها 48 مليون يورو قيمة إيرادات بيع تذاكر المباريات، وزيارة متحف ملعب «كامب نو»، ونحو 84 مليون يورو من حقوق النقل التلفزيوني.
وسيوفر الاتفاق الذي أبرم مع اللاعبين قرابة 14 مليون يورو شهرياً، إضافة إلى مليونين نتيجة خصم من رواتب قطاعات أخرى، بحسب بارتوميو الذي أوضح أن «المبلغ الإجمالي سيكون 16 مليون يورو شهرياً، وهو اتفاق مرن مشروط بمدة الحجر الصحي الذاتي، وتوقف المسابقات». وبالنسبة لبقية موظفي النادي، لجأت الإدارة إلى حل البطالة الجزئية الذي وافقت عليه رابطة الدوري الإسباني، الأحد، لكن معظم الموظفين سيظلون يتلقون رواتبهم بالكامل، بفضل المساهمة المالية من ميسي وزملائه.
وعد مصدر في رابطة الدوري الإسباني، الأحد، أن التوجه الذي سارت به الأندية المطبقة للبطالة الجزئية، بالاتفاق مع اللاعبين على خفض رواتبهم «سيضمن أن تكون معاناة صناعتنا (كرة القدم) أقل في هذه الأزمة الصحية التي نجمت عنها أزمة اقتصادية».
وأمل المصدر في أن يعلن 90 في المائة من أندية بطولتي المحترفين في إسبانيا (الأولى والثانية) تطبيق البطالة الجزئية، وهو إجراء منصوص عليه في القوانين الإسبانية، وتسعى من خلاله شركات تمر بوضع استثنائي إلى الحصول على إذن بفصل العمال، أو تعليق عقود العمل، أو تقليل ساعاته مؤقتاً، عندما تواجه صعوبات فنية أو تنظيمية تعرض استمراريتها للخطر.
والموظفون الذين طبقت عليهم البطالة الجزئية، يحصلون على 70 في المائة من رواتبهم من الدولة، خلال الأيام الـ180 الأولى من تطبيق هذا الأمر، قبل أن يحتكم لاحقاً إلى إجراءات أخرى، بالتفاوض مع الشركات المعنية.
وخلافاً للفترة الصعبة التي مر بها برشلونة في مفاوضاته مع اللاعبين والموظفين، لم يصدر عن الغريم التقليدي ريال مدريد أي شيء حتى الآن على هذا الصعيد، وذلك بفضل السياسة المالية التي اعتمدها في المواسم الأخيرة، من خلال تقليص حجم الإنفاق، لا سيما في سوق الانتقالات والرواتب، ما خوله أن يحقق أرباحاً صافية بقيمة 300 مليون يورو منذ عام 2009، وفقاً للصحافة المتخصصة.
ورغم مخاطر الأزمة المالية التي تلوح بالأفق، قال بارتوميو: «برشلونة غير قلق لأنه أغنى نادٍ في العالم. لدينا مدارس ومتحف... هذا الوقف يؤثر علينا أكثر من غيرنا، لكننا سنتعافى بشكل أسرع من الأندية الأخرى».


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».