لماذا يموت بعض الشباب الأصحاء بسبب «كورونا»؟

شابة ترتدي كمامة أثناء حضورها صلاة جماعية لضحايا «كورونا» في نيبال (إ.ب.أ)
شابة ترتدي كمامة أثناء حضورها صلاة جماعية لضحايا «كورونا» في نيبال (إ.ب.أ)
TT

لماذا يموت بعض الشباب الأصحاء بسبب «كورونا»؟

شابة ترتدي كمامة أثناء حضورها صلاة جماعية لضحايا «كورونا» في نيبال (إ.ب.أ)
شابة ترتدي كمامة أثناء حضورها صلاة جماعية لضحايا «كورونا» في نيبال (إ.ب.أ)

رغم أن كبار السن وأولئك الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية، هم الأكثر تضرراً من فيروس كورونا المستجد، فإنه في بعض الحالات، يصيب الفيروس صغار السن والشباب الأصحاء، ويتسبب في وفاتهم، الأمر الذي يشكل لغزاً يحاول الكثير من الأطباء وخبراء الصحة حله.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد تبنى العلماء عدداً من النظريات المختلفة في هذا الشأن، وقد أرجع بعضهم سبب وفاة الشباب الأصحاء بسبب الفيروس إلى ما يعرف باسم «الحِمل الفيروسي viral load»، أي كمية الفيروس التي تصيب الفرد، قائلين إنه كلما حصل الشخص على جرعة كبيرة من الفيروس، مثلما يحدث مع الأطقم الطبية التي تتعامل مع مرضى «كورونا»، كانت النتيجة أسوأ على صحته، حتى وإن لم يكن يعاني من أي مشكلات صحية سابقاً.
وتم دعم هذا السبب من قبل إدوارد باركر، الأستاذ بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، والذي قال «بالنسبة لـ(كوفيد - 19)، تشير بعض التقارير القادمة من الصين إلى أن كمية الفيروسات في جسم الشخص هي التي تحدد خطورتها عليه. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على فيروس سارس».
ويجادل علماء آخرون بأن الجينات الوراثية قد تكون هي السبب في وفاة صغار السن جراء إصابتهم بالفيروس، مشيرين إلى أن هناك أفراداً يتركهم تكوينهم الجيني أكثر عرضة لذلك.
ويؤيد هذا الاعتقاد الأخير مايكل سكينر، عالم الفيروسات في جامعة إمبريال كوليدج لندن، والذي يقول: «من المحتمل أن يكون لدى البعض منا تركيبة جينية معينة تجعلنا أكثر استجابة للإصابة بتبعات هذا الفيروس الخطيرة».
وأكد سكينر حدوث ذلك مع فيروس «الهربس»، الذي يسبب تقرحات مؤلمة على الشفاه وفي الحلق، حيث إن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس نتيجة لتركيبهم الجيني، وأشهر هذه المضاعفات ما يعرف بـ«التهاب الدماغ الهربسي»، والذي يمكن أن يؤدي إلى النوبات والتشنجات في الأطفال.
وأضاف سكينر: «يمكن أن نشهد نتائج مماثلة لدى بعض مصابي (كورونا)، حيث يمكن أن يتسبب تركيبهم الجيني في معاناتهم من الآثار الجانبية الخطيرة بشكل أكبر من غيرهم».
وكانت منظمة الصحة العالمية قد ناشدت الشباب حول العالم الالتزام بالقيود المحلية المتعلقة بالحركة والتجول وسط تفشي «كورونا»، ليس فقط من أجل حماية كبار السن الذين يتعاملون معهم، ولكن أيضاً من أجل حماية أنفسهم.
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة أكثر من 70 ألف شخص في العالم، وأصاب 1277580. منذ ظهوره للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في الصين.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
TT

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

عززت السعودية وفرنسا التعاون الثقافي، الثلاثاء، بإبرام 9 برامج تنفيذية بين عدد من الهيئات الثقافية في البلدين، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حي الطريف التاريخي في الدرعية.

ووقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودية، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في حي البجيري بالدرعية، على البرامج التنفيذية المشتركة، بحضور الرئيس ماكرون، على هامش زيارته الرسمية للمملكة.

استقبال الرئيس الفرنسي لحظة وصوله إلى الحي التاريخي (واس)

وكان في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله حي الطريف التاريخي، وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بحضور وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، والسفير فهد الرويلي لدى فرنسا، ونائب وزير الثقافة حامد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان الطوق، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وتجوّل الرئيس ماكرون والوفد المرافق له في الحي التاريخي، مطلعاً على ما يمثله من قيمة تاريخية للسعودية بوصفه نقطة الأساس التي انطلقت منها الدولة السعودية، ولكونه أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، كما تخلل الجولة عرض للخيول وزيارة لمتحف الدرعية.

وشهدت الزيارة عرضاً لأوجه التعاون الثقافي المتنامي بين الرياض وباريس في مختلف المجالات الثقافية، واستعراضاً لآفاق هذا التعاون والفرص المستقبلية الكبيرة، إلى جانب توقيع عدة برامج تنفيذية بين كيانات ثقافية سعودية وفرنسية.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وشملت البرامج التي تم التوقيع عليها بين السعودية وفرنسا، 3 برامج تنفيذية بين هيئة التراث وعدة مؤسسات فرنسية؛ أولها مع المركز الوطني للآثار الفرنسي (CMN) متضمناً تبادل الخبرات في تطوير المواقع التراثية لتعزيز تجربة الزوار في مناطق التراث الثقافي، وفي تقييم المواقع الأثرية والتراثية، وتبادل الخبرات في فاعلية عمليات المراقبة، والبرنامج الثاني مع مركز تشغيل المشاريع والأصول الثقافية والتراثية الفرنسي (OPPIC) مشتملاً على بناء برنامج شامل لبناء القدرات، وتقديم خدمات دعم مختصة، وتوفير المهندسين المعماريين الأكثر كفاءة للمشاريع الثقافية، وتدريب الحرفيين والمختصين في مجال الترميم الحرفي والفني، وفحص ومراجعة القصور الملكية.

في حين جاء البرنامج التنفيذي الثالث مع المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية الفرنسي (INRAP) بشأن إجراء التقييم للمواقع الأثرية، ونشر الأبحاث العلمية الخاصة بالحفريات. وستدعم هذه البرامج التنفيذية الجهود التي تقوم بها هيئة التراث في توثيق وحماية وتشغيل مواقع التراث الثقافي في السعودية.

وفي مجال المتاحف، فقد وقّعت هيئة المتاحف أربعة برامج تنفيذية؛ أولها مع المدرسة الوطنية العليا للتصميم الصناعي في فرنسا (ENSCI)، واشتمل على تقديم الدعم التعليمي.

والبرنامج الثاني مع القصر الكبير - تعاون المتاحف الوطنية (RMN - Grand Palais)، وتضمن تبادل المعارض المؤقتة، وتقديم الاستشارات بشأن تشغيل المتاجر الثقافية، فيما جاء البرنامج الثالث مع المعهد الوطني للتراث الفرنسي (INP) لتقديم دورات تدريبية قصيرة وبرامج مخصصة للمحترفين في القطاع المتحفي، في حين جاء البرنامج التنفيذي الرابع مع المدرسة الوطنية العليا للتصوير الفوتوغرافي (ENSP) في مجال الاستشارات التقنية وتبادل الخبرات، وتنفيذ برامج تدريبية في التصوير الفوتوغرافي للمحترفين والطلاب.

الاتفاقية تعزز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

وفي قطاع المكتبات، وقّعت هيئة المكتبات برنامجاً تنفيذياً مع مكتبة فرنسا الوطنية (BnF) للتعاون في مجال المخطوطات الإسلامية والعربية، وتبادل الخبرات في مجال حفظ وإدارة المخطوطات. وفي قطاع الأفلام، وقّعت هيئة الأفلام برنامجاً تنفيذياً مع المركز الوطني للسينما والصور المتحركة الفرنسي (CNC)، وتضمنت بنود البرنامج التنفيذي التعاون في تطوير المواهب السينمائية السعودية، والأرشفة وحفظ التراث السينمائي، وتحفيز العمل على الإنتاج المشترك، وتبادل الخبرات في تطوير الأنظمة والسياسات المتعلقة بالقطاع السينمائي.

ويأتي توقيع هذه البرامج التنفيذية في إطار تعزيز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا، وضمن جهود وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في تمكين القطاعات الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.