غوتيريش يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار لمحاربة «كوفيد ـ 19»

طالب بوقف فوري وشامل للقتال في اليمن وسوريا وليبيا وبلدان أخرى

الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
TT

غوتيريش يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار لمحاربة «كوفيد ـ 19»

الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداءه لوقف النار في كل أنحاء العالم، محذراً من أن «الأسوأ لم يأتِ بعد» في مناطق النزاع. ولاحظ أنه رغم إعلان الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران التزامهما، تصاعدت الأعمال العدائية في اليمن. وكذلك حض على وقف شامل للقتال والحرب في سوريا وليبيا وغيرها من الحروب، من أجل التفرغ لما سماه «المعركة المشتركة» ضد وباء «كوفيد- 19».
وخلال مؤتمر صحافي مع الصحافيين العاملين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عبر أثير الفيديو، ذكَّر غوتيريش بأنه وجَّه نداء قبل عشرة أيام من أجل وقف النار فوراً في كل أنحاء العالم، بهدف «تعزيز العمل الدبلوماسي، والمساعدة في تهيئة الظروف لإيصال المساعدات المنقذة للحياة، وإحياء الأمل في الأماكن الأكثر تعرضاً لوباء (كوفيد- 19)»، موضحاً أن «هذه الدعوة متجذرة في اعتراف أساسي: يجب أن تكون هناك معركة واحدة فقط في عالمنا اليوم: معركتنا المشتركة ضد (كوفيد- 19)». وإذ حذر من أن للوباء الراهن «عواقب اجتماعية واقتصادية وسياسية عميقة، بما في ذلك ما يتصل بالسلام والأمن الدوليين»، نبه إلى أن إرجاء الانتخابات أو القيود على التصويت وعلى الحركة، وازدياد البطالة وغيرها «يمكن أن تساهم في تصاعد السخط والتوترات السياسية»، فضلاً عن أن الجماعات الإرهابية أو المتطرفة «يمكن أن تستفيد من عدم اليقين الناجم عن انتشار الوباء». ولاحظ أن نداءه لوقف النار لقي تجاوباً من عدد متزايد من الدول والشركاء الإقليميين والجهات الفاعلة، والشبكات والمنظمات التابعة للمجتمع المدني، وجميع مبعوثي الأمم المتحدة للسلام، والمدافعين عن أهداف التنمية المستدامة.
وإذ حذر أيضاً من أن «الأسوأ لم يأتِ بعد» في الدول التي تشهد نزاعات، أشار إلى قبول النداء من أطراف النزاع في كل من الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وكولومبيا وليبيا وميانمار والفلبين وجنوب السودان والسودان وسوريا وأوكرانيا واليمن، مستدركاً أن «هناك مسافة كبيرة بين التصريحات والأفعال». وأوضح أن «هناك صعوبات هائلة في التنفيذ»، لافتاً إلى أنه «في عديد من الحالات الأكثر خطورة، لم نشهد أي وقف للقتال؛ بل ازدادت حدة الصراعات». وقدم أربعة أمثلة على الدفع الدبلوماسي المكثف، وأبرزها في اليمن، موضحاً أنه «رغم دعم وقف النار من الحكومة والحوثيين والأطراف الأخرى، تصاعد النزاع». وأضاف أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث «يجري استعدادات لكي تعقد الأطراف اجتماعاً لمناقشة إدارة أزمة (كوفيد- 19) وآلية وقف النار على الصعيد الوطني»، مطالباً كل الحكومات والحركات المعنية ومؤيديها بـ«وضع حد لهذا النزاع الكارثي والكابوس الإنساني، والجلوس إلى طاولة المفاوضات».
وأعطى مثلاً آخر عن سوريا؛ حيث جرى الإبلاغ عن أول حالة وفاة مرتبطة بـ«كوفيد- 19»، فدعا إلى الاستجابة لنداء المبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، من أجل وقف نار «كامل وفوري» على الصعيد الوطني، مضيفاً أن وقف النار في إدلب «صامد»، ولكن «من الضروري أن يبدأ سريان وقف النار الدائم على الصعيد الوطني، للسماح بتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الذين يعانون».
إلى ذلك، أفاد بأن «حكومة الوفاق الوطني» و«الجيش الوطني الليبي» رحبا بدعوات وقف القتال. ومع ذلك: «تصاعدت الاشتباكات بشكل كبير على كل الخطوط الأمامية، مما أعاق جهود الاستجابة الفعالة لـ(كوفيد- 19)». وحض الطرفين، وكل الأطراف الأخرى المشاركة بشكل مباشر وغير مباشر في هذا النزاع، على «وقف الأعمال العدائية على الفور، للسماح للسلطات بالتصدي بفعالية لتهديد (كوفيد- 19)».
ولفت إلى أنه في أفغانستان، ازداد القتال، ولكن أعلن في 26 مارس (آذار) تشكيل فريق من 21 عضواً، يضم خمس نساء، لإجراء مفاوضات مباشرة مع «طالبان»، معتبراً أن «الوقت حان لكي توقف الحكومة و(طالبان) الأعمال العدائية».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.