تحذيرات من «كارثة إنسانية» في مخيمات اللاجئين بالجزر اليونانية

على جانب من السياج أحد المهاجرين وعلى الجانب الآخر رجل أمن يحرس مخيماً للاجئين في جزيرة بشمال اليونان (أ.ف.ب)
على جانب من السياج أحد المهاجرين وعلى الجانب الآخر رجل أمن يحرس مخيماً للاجئين في جزيرة بشمال اليونان (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من «كارثة إنسانية» في مخيمات اللاجئين بالجزر اليونانية

على جانب من السياج أحد المهاجرين وعلى الجانب الآخر رجل أمن يحرس مخيماً للاجئين في جزيرة بشمال اليونان (أ.ف.ب)
على جانب من السياج أحد المهاجرين وعلى الجانب الآخر رجل أمن يحرس مخيماً للاجئين في جزيرة بشمال اليونان (أ.ف.ب)

تعتزم المفوضية الأوروبية مناقشة مقترحاتها الجديدة بشأن أزمة اللاجئين في اليونان عقب عيد الفصح، أي منتصف أبريل (نيسان) الحالي. وحذّر مجلس الخبراء للمؤسسات الألمانية المعنية بشؤون الاندماج والهجرة (سي في آر) من «كارثة إنسانية» في الجزر اليونانية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وجاء في المذكرة، التي نُشرت أمس (الثلاثاء)، أن خطط استقبال لاجئين من اليونان مهددة بالإرجاء بسبب وباء كورونا. وقال المجلس، في مذكرة، كما نقلت الوكالة الألمانية: «يُخشى عقب التطورات على الحدود اليونانية - التركية أن تواجه سياسة اللجوء والهجرة الأوروبية في المستقبل القريب مجدداً تفاقمات، غير مُسْتَعَدٍ لها بالقدر الكافي حتى الآن من الناحية الهيكلية». وجاء في المذكرة أن الأزمات الراهنة تبين مدى ضرورة إجراء إصلاح جذري لسياسة اللجوء والهجرة الأوروبية، مثل توحيد إجراءات اللجوء، والمساعدات المقدمة لطالبي اللجوء في دول الاتحاد. وأوضح المجلس أن الفوارق الكبيرة الحالية بين سياسات اللجوء في الدول الأعضاء بالاتحاد تحفز اللاجئين على الانتقال إلى دول أخرى غير المسجلين فيها، موضحاً أنه من الأفضل مراعاة رغبة اللاجئ، لكن أيضاً التلويح بخفض المساعدات المقدمة له حال رفض العودة إلى الدولة المختصة بالنظر في طلب لجوئه. وأشارت المذكرة إلى أنه يمكن منح اللاجئين المعترف بهم مزيداً من حقوق حرية الانتقال تدريجياً، ذلك إلى جانب توسيع الهجرة النظامية إلى أوروبا، ما سيصب أيضاً في صالح تغطية النقص في العمالة الماهرة أيضاً.
يُذكر أن مهاجرين توافدوا على مدار الأسابيع الماضية إلى الحدود اليونانية، بعدما أعلنت الحكومة التركية أن حدودها مع اليونان مفتوحة. وتصدت قوات الأمن اليونانية للمهاجرين على الحدود، مستخدمة العنف في بعض الأحيان.
وطالب المجلس، في مذكرة بشأن الإصلاح المتعثر منذ سنوات لسياسة اللجوء الأوروبية، ألمانيا ودولاً أوروبية أخرى بصفتها دولاً تشكل «ائتلاف الراغبين»، باستقبال لاجئين من اليونان.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة «سي آي» الألمانية غير الحكومية أن سفينة المساعدة الإنسانية «آلان كردي» ستستأنف عملياتها لإنقاذ المهاجرين قبالة ليبيا، على أن تكون الوحيدة الناشطة في هذه المنطقة بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأوضحت المنظمة، في بيان مساء الاثنين، أن السفينة التابعة لها، والتي يقودها القبطان الألماني باربل بويسه، غادرت الميناء الإسباني الذي كانت ترسو فيه منذ شهرين، لإجراء صيانة، على أن تبلغ «نهاية هذا الأسبوع على الأرجح» منطقة عملياتها قبالة السواحل الليبية.
وتوقعت المنظمة «صعوبات كبرى للعثور على ميناء آمن، في حال نفذت عملية إنقاذ»، والسبب وباء «كوفيد - 19» الذي يضرب أوروبا، وخصوصاً إيطاليا التي سبق أن أُنزل في موانئها مهاجرون تم إنقاذهم في البحر.
ونقل البيان عن جان ريبيك، الذي يدير المهمة على متن السفينة: «لدينا ما يكفي من معدات الحماية الشخصية لفريقنا، وخطة في حال انتشار المرض على متن السفينة». وأوردت «سي آي» أنه لم تنجح منذ أسابيع أي منظمة غير حكومية في إرسال سفينة إنسانية، خاصة بسبب إغلاق الحدود الذي لا يتيح للطواقم والمتطوعين الوصول إلى الموانئ التي ترسو فيها السفن المعنية.
وفي ضوء ذلك، فإن «(آلان كردي) هي السفينة الإنسانية الوحيدة التي في طريقها إلى منطقة البحث والإنقاذ الليبية».
وقال رئيس المنظمة غوردن إيسلر إن «نجاحنا في تشكيل فريق وتدريبه وتهيئته لهذه الظروف الخاصة هو أشبه بمعجزة».
وهناك سفينتان إنسانيتان أخريان لا تزالان غير قادرتين على التحرك؛ «أوشن فايكينغ» التابعة لمنظمة «إس أو إس المتوسط»، و«أوبن آرمز» لمنظمة «أيبونيم» الإسبانية. وفي 2019 أحصت المنظمة الدولية للهجرة وفاة 1283 شخصاً في البحر المتوسط، المعبر المركزي الأكثر خطورة بين شمال أفريقيا وإيطاليا، علماً بأن 19 ألفاً و164 مهاجراً قضوا في هذه المنطقة في الأعوام الخمسة الأخيرة.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي سوريون مقيمون في تركيا ينتظرون لدخول سوريا عند بوابة معبر جيلفي غوزو الحدودي في الريحانية في 12 ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بنظام الأسد (أ.ف.ب)

أطفال عائدون إلى سوريا الجديدة بعد سنوات لجوء في تركيا

تعود كثير من العائلات السورية اللاجئة في تركيا إلى الديار بعد سقوط الأسد، ويعود أطفال إلى وطنهم، منهم من سيدخل سوريا للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

المستشار الألماني لا يرغب في إعادة اللاجئين السوريين المندمجين جيداً

حتى عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.