مصر تدعم جهود إحلال السلام في جنوب السودان

أدانت الحادثين «الإرهابيين» في نيجيريا وتشاد

TT

مصر تدعم جهود إحلال السلام في جنوب السودان

جددت مصر دعمها، أمس، جهود استقرار الأوضاع في دولة جنوب السودان، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من سلفاكير، رئيس جمهورية جنوب السودان، تبادلا خلاله وجهات النظر بشأن تطورات عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وحسب السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي المصرية، فإن رئيس جمهورية جنوب السودان أعرب خلال الاتصال عن تقديره لدور مصر، والجهود التي تبذلها دعماً لاستقرار الأوضاع في جنوب السودان، وذلك في إطار الدور المصري الفاعل على المستويين الإقليمي والقاري، وثمّن ما يجمع البلدين والشعبين من روابط، مؤكداً حرص جنوب السودان على الاستمرار في تعزيز مختلف أوجه التعاون المشترك مع مصر خلال الفترة المقبلة.
وبين مصر وجنوب السودان علاقات متميزة، منذ انفصال الأخيرة عن السودان. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قام وفد برلماني مصري، برئاسة رئيس مجلس النواب علي عبد العال، بزيارة إلى جوبا لتأكيد دعم القاهرة لاتفاق السلام بين الأفرقاء هناك سياسيا ودبلوماسيا ولوجيستيا، ومساندة مصر بما يكفل تحقيق التنمية للأشقاء في جنوب السودان.
وفي تصريح سابق، قال السفير المصري السابق في الخرطوم، محمد الشاذلي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القاهرة مهتمة بشكل كبير ولافت بعلاقتها مع جوبا، وتنظر لجنوب السودان كدولة جوار مهمة، ويجب تعزيز التعاون معها؛ خصوصاً في ظل مواجهتها لمواقف صعبة تتعلق بالانشقاقات الداخلية، وتدهور البنية التحتية»، موضحاً أن «عدم الاستقرار في جنوب السودان سينعكس بلا شك على مصر في صورة تدفق للاجئين، أو تراجع حركة التجارة بين البلدين».
وفي عام 2018 وقعت مصر وجنوب السودان بروتوكولاً لـ«إنشاء أكبر منطقة صناعية مصرية في جوبا، تمتد على مساحة 116 كيلومتراً مربعاً».
في السياق ذاته، أدانت مصر أمس بـ«أشد العبارات»، الحادثين الإرهابيين، اللذين وقعا في كل من نيجيريا وتشاد، ما أسفر عن وفاة وإصابة عشرات الجنود من البلدين.
وأعرب بيان لوزارة الخارجية المصرية عن «خالص التعازي لأسر الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل لكل المصابين»، مؤكدا وقوف مصر، حكومة وشعباً، مع حكومتي وشعبي نيجيريا وتشاد في مصابهما الأليم، ومشدداً على ضرورة التصدي للإرهاب من خلال تحرك، وتكاتف جماعي حازم يتبنى مقاربة شاملة، تتعامل مع الجماعات الإرهابية والجهات الراعية لها دون استثناء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».