فرض العديد من الدول حول العالم تدابير صارمة تتمثل في منع التجول في شوارعها ضمن الحملات الرامية لمحاربة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، والذي أصاب الآلاف منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتسبب «كورونا» في إخلاء أكثر مدن وساحات العالم ازدحاماً وشهرة، في مشهد غير معتاد من قبل.
وفي مدينة نيويورك الأميركية، ظهرت صور عدة لأماكن سياحية شهيرة فارغة، حيث تتعامل المدينة مع الآلاف من حالات الإصابة بالفيروس التاجي، وعشرات الوفيات، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
ودخل أمر الحجر المنزلي الإلزامي حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد. وتشير التقديرات إلى أن ولاية نيويورك لديها ما يقرب من 5% من حالات الإصابة بالفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم، وفقاً للحاكم أندرو كومو.
وتعد أيضا الولاية الأكثر تضرراً في البلاد، مع 114 حالة وفاة وأكثر من 30 ألف حالة مؤكدة من «كوفيد - 19».
ونظراً لأن أكثر من 8.6 مليون شخص يعيشون في مدينة نيويورك يعزلون أنفسهم ويتجنبون النزول إلى الشوارع، ظهر بعض المشاهد المذهلة للأماكن الخالية، فيما تعد عادةً واحدةً من أكثر المدن ازدحاماً بالعالم.
كما يتكرر المشهد نفسه في العديد من العواصم والمدن الشهيرة التي تشهد إغلاقاً تاماً.
ففي إيطاليا، تظهر شوارع روما وميلانو خالية من السكان والسياح. وتبقى حصيلة الوفيات في إيطاليا مخيفة مع 743 حالة وفاة، أمس (الثلاثاء). لكنّ انخفاضاً في أعداد الإصابات يحْيي آمالاً خجولة لدى الخبراء الذين يعتقدون أن تدابير الحجر المشددة المتخذة في البلاد بدأت تؤتي ثمارها.
كما تقبع كل من العاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة الفرنسية باريس تحت الإغلاق التام بسبب تفشي فيروس «كورونا».
أما في روسيا، فتُظهر الصور القطارات الفارغة التي تقوم السلطات بتعقيمها، والشوارع الخالية من المارة على عكس العادة.
والمشهد لا يختلف كثيراً في العديد من أبرز شوارع العاصمة البريطانية لندن، التي تعاني أيضاً من ارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس القاتل.
وبات على ثلث سكان العالم البقاء في بيوتهم بعد قرار الهند عزل سكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة في إطار مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وحذر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في خطاب إلى الأمة: «تذكروا أن عدم البقاء في بيوتكم من شأنه أن يجلب مرض فيروس (كورونا المستجد) الخطير إلى أسركم». وتسجل الهند 519 إصابة و10 وفيات حتى الآن.
ومع إعلان العزل في الهند، أصبح 2,6 مليار شخص حول العالم مجبرين على البقاء في بيوتهم.
ويساوي ذلك ثلث عدد سكان العالم البالغ 7,8 مليار نسمة، حسب الأمم المتحدة في 2020.
وتوفي أكثر من 18 ألف شخص في العالم بسبب الفيروس، وأُصيب به أكثر من 400 ألف في 175 بلداً ومنطقة.
غير أن هذا العدد لا يعكس الرقم الحقيقي للإصابات لأن الكثير من الدول لا تختبر إلا الحالات التي تستدعي نقلاً إلى المستشفى.
ومن أفريقيا إلى أميركا اللاتينية أيضاً، تتوالى تدابير حظر التجول والعزل وإغلاق المتاجر وفرض قيود على التحركات، تماشياً مع اعتقاد العديد من العلماء أن التدابير المماثلة المشددة وحدها هي القادرة على ردع المرض الذي لا لقاح ولا دواء له بعد.
ولا تستثني هذه التدابير العديد من الدول في العالم العربي مثل لبنان ومصر والأردن والإمارات وغيرها، التي أُجبر سكانها على ملازمة منازلهم خوفاً من الفيروس.