نصف مليون إسرائيلي في مظاهرة عبر الشبكات الاجتماعية

بمشاركة رئيس سابق للشاباك وقاضٍ يميني وصحافية عربية

نصف مليون إسرائيلي في مظاهرة عبر الشبكات الاجتماعية
TT

نصف مليون إسرائيلي في مظاهرة عبر الشبكات الاجتماعية

نصف مليون إسرائيلي في مظاهرة عبر الشبكات الاجتماعية

شارك أكثر من نصف مليون مواطن إسرائيلي في مظاهرة عبر «فيسبوك»، ضد سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اتهموه بالتشبث بمنصبه بالقوة.
واستمع هذا الجمهور الواسع، طيلة ساعة لخطابات عديدة من شخصيات بارزة، بينها الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يوفال ديسكين، والقاضي المعروف بمواقفه اليمينية، اليكيم روبنشتاين، النائب السابق لرئيس المحكمة العليا. وقد أدارت المظاهرة وافتتحتها الصحافية العربية ونجمة التلفزيون، لوسي هريش، التي تم فصلها من هيئة البث بعد ساعات من المظاهرة، أمس الأحد.
وكانت «الحركة من أجل طهارة الحكم»، برئاسة اليعاد شراغا، وحركة «دركينو» برئاسة يايا فينك، قد بادرت إلى هذه المظاهرة الإلكترونية. وقال شراغا إن «إسرائيل مصابة مثل دول العالم الأخرى بفيروس كورونا ولكنها على خلاف هذه الدول تعتبر منكوبة بمرض الفساد. والفارق هو أن كورونا سيعبر خلال بضعة شهور لكن الفساد كما يبدو سيبقى وسيهدد أركان الديمقراطية ويأتي بالدمار». وأما ديسكين فقد اعتبر مواجهة كورونا، حرباً لا يجوز أن يقودها شخص فاسد. وأضاف: في الحرب لا يعينون فاسداً لقيادة فرقة قتالية من ثلاثة محاربين، لافتاً إلى أن «الرجل الذي يتولى رئاسة حكومتنا، يغلق المحاكم بواسطة أوامر طوارئ، ويغلق الكنيست أيضاً. ويفعل ذلك وهو يسخر من عقولنا ويزعم أن السبب يعود إلى كورونا وهذا كذب». وهاجم ديسكين أيضاً رئيس حزب الجنرال «كحول لفان»، بيني غانتس، قائلاً: «غالبية الجمهور معارضة لنتنياهو. الجمهور منحك أكثرية 61 نائبا في الكنيست حتى تشكل لهم حكومة. وأنت تتقاعس وتسعى لتشكيل حكومة مع نتنياهو».
وقال روبنشتاين، الذي كان سكرتيراً لحكومة الليكود في زمن أرئيل شارون وكان رئيس الوفد الإسرائيلي في مفاوضات مدريد تحت قيادة حكومة الليكود برئاسة يتسحاك شمير، إن حكومة نتنياهو ورئاسة الكنيست تجاوزتا الخطوط الحمر في المساس بعمل الكنيست وإدارة شؤون البلاد وهي تعيش أخطر أزمة صحية.
واستهلت الإعلامية لوسي هريش الخطابات، بالقول، إن هذه المظاهرة تجمع عددا هائلا من الناس الحريصين على القيم والأسس الدمقراطية، الذين قرروا ألا يسكتوا على ممارسات الحكومة التي تدوس على سلطة القانون ومبدأ فصل السلطات واستقلالية عمل الكنيست. «وكان لا بد من صرخة كهذه مجلجلة يقول فيها أنصار الديمقراطية، إنهم لن يتنازلوا عنها مهما كلف الثمن».
وقد تلقت هريش كتاب فصل من العمل، بعد ساعات من إلقائها الخطاب. ومع أن إدارة القناة التلفزيونية الرسمية «كان»، نفت أن يكون دورها في هذه المظاهرة هو سبب الفصل، فإن هناك إجماعاً لدى المراقبين على أن الفصل هو عقاب لها.
تجدر الإشارة إلى أن عشرات المواطنين تظاهروا أمام بيت غانتس، صباح أمس، لتقويته في الموقف ضد تشكيل حكومة مع نتنياهو، ومظاهرة أخرى أمام بيت رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، الذي يشل العمل البرلماني ويفرض حالة طوارئ بحجة كورونا، ويمنع بذلك معسكر غانتس من انتخاب رئيس آخر للكنيست.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».