ريتا جاكسون... مأساة أميركية توفيت بالفيروس بعد 3 أيام من تشخيصها

مشفى اميركي
مشفى اميركي
TT

ريتا جاكسون... مأساة أميركية توفيت بالفيروس بعد 3 أيام من تشخيصها

مشفى اميركي
مشفى اميركي

لم تكن ريتا فوسكو جاكسون، مدرسة التربية الدينية للصف الخامس الابتدائي في مدرسة «فري هولد» بولاية نيوجيرسي، تعلم أنّها على موعد من فيروس كورونا، الذي لم يتركها ضحية له فحسب، بل هاجم من خلالها كل أفراد أسرتها.
فوجئ سكان بلدة «فري هولد» الصغيرة التي لا يتجاوز عددها سكانها 40 ألف شخص، الاثنين الماضي بإصابة مدرّسة التربية الدينية وإحدى أبرز أعضاء الكنيسة ريتا جاكسون (55 عاما) بفيروس كورونا. وقع الخبر كالصاعقة على تلاميذها وأفراد عائلتها وجيرانها، فتلك السيدة الهادئة التي تخدم الجميع بقلب محب كانت مثالا للتفاني والعمل، وتركت بصمة طيبة في قلوب من تعاملت معهم.
وبعد التأكد من إصابتها بالوباء الذي أسقط آلاف الضحايا عبر العالم، بدأت مفوضة الصحة بولاية نيوجيرسي جودي بيرشيشلي البحث عن كيفية إصابة ريتا. جاءت الإجابة بأن فيروس كورونا انتقل من مدرب الخيول إلى أحد أشقاء ريتا، الذي نقله بدوره لها خلال تجمع عائلي.
خضعت ريتا على الفور للعديد من الفحوصات والاختبارات. وكما فوجئ الجميع بإصابتها يوم الاثنين، فوجئوا أيضا بوفاتها الخميس الذي تلاه. وخيّم الحزن على أفراد عائلتها وسكان المدينة الصغيرة، ولم يكن الحزن فقط الذي ساد المدينة الصغيرة بل تضافر معه حالة من الخوف، مع قيام السلطات المحلية في المدينة بفرض الحجر الإجباري لـ11 فردا من أسرتها خوفا من انتقال الفيروس إليهم. وتزامن ذلك مع قيام السلطات بإغلاق المدارس والصالات الرياضية والسينما والمطاعم وكل أماكن التجمعات. الكنيسة التي طالما خدمت بها ريتا، وتقابلت كل يوم أحد مع أصدقائها وتلاميذها، فتحت أبوابها يوم الأحد لتستقبل ريتا في صندوق من خشب. كانت جنازة لريتا مليئة بالورود، وخالية من المعزين. كان الحزن يعتصر قلوب أقاربها وأصدقائها، لكنهم لم يستطيعوا إلقاء نظرة الوداع الأخير.
ساد رعب من نوع جديد في المدينة، وانطلق البحث عمن قابل ريتا ومن سلم عليها، والأماكن التي ترددت عليها ولمستها. وأسرعت السلطات الصحية بفحص كل من كان له اتصال بريتا، ووضعت 40 شخصا من الأقارب والجيران والأصدقاء الذين كانوا على اتصال معها قيد الحجر الصحي. وزاد من مأساوية الوضع أن ستة أفراد من أسرتها جاءت نتيجة اختبار إصابتهم بفيروس كورونا إيجابية. ووضعت السلطات الصحية أربعة من المصابين من عائلة ريتا في وحدة الحالات الحرجة، منهم والدتها وثلاثة من إخوتها بينما جاءت تقارير اثنين من إخوتها مستقرة. وقالت إليزابيث فوسكو (42 سنة)، أخت ريتا لصحيفة «نيويورك بوست» بأن «الوضع مدمر لنا جميعا، فقلوبنا محطمة بسبب فقدان أختنا ريتا، وفي الوقت نفسه نعاني من القلق والخوف والحاجة للمساعدة في إنقاذ أفراد عائلتنا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».