«سد النهضة»: الرسائل المصرية تصل تنزانيا وتلقى «تقديراً»

وزير الخارجية المصري ونظيره التنزاني (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ونظيره التنزاني (الخارجية المصرية)
TT

«سد النهضة»: الرسائل المصرية تصل تنزانيا وتلقى «تقديراً»

وزير الخارجية المصري ونظيره التنزاني (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ونظيره التنزاني (الخارجية المصرية)

في ثالثة محطات جولته الأفريقية، سلم وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، قادة تنزانيا رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحشد الدعم لبلاده، في نزاعها مع إثيوبيا حيال «سد النهضة»، الذي تبنيه الأخيرة على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، وتتحسب القاهرة لتأثيره على حصتها من المياه.
واستقبل وزير الخارجية التنزاني بالاماجامبا كابودي، نظيره المصري، بعد أن تعذر لقاء الرئيس التنزاني؛ نظراً لـ«انشغاله بتفقُد المناطق المتضررة من جرّاء الفيضانات التي شهدتها تنزانيا مؤخراً»، بحسب بيان للخارجية المصرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد حافظ، إن الوزير شكري نقل تحيات الرئيس السيسي إلى نظيره التنزاني جون ماغافولي، وسلمه رسالة متعلقة بآخر تطورات ملف «سد النهضة»؛ كما استعرض مطولاً مجمل تطورات ما تم في مسار المفاوضات، وصولاً إلى ما نتج منها مؤخراً من التوصل لصيغة اتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح الدول الثلاث برعاية الجانب الأميركي والبنك الدولي.
ووفقاً للمتحدث، فإن الوزير التنزاني، أعرب عن تقدير بلاده «ما أبدته مصر من جهد ومرونة؛ سعياً للتوصل لاتفاق يحقق مصالح الأطراف الثلاثة».
وتنزانيا هي إحدى دول المنبع في حوض نهر النيل. ووفقاً للمتحدث، فإن العلاقات بين البلدين «متميزة وتاريخية؛ نظراً للأهمية التي تحتلها تنزانيا بالنسبة لمصر، ودعم القاهرة للجهود التنموية التنزانية».
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري لتنزانيا ضمن جولة أفريقية واسعة، بدأت ببوروندي وجنوب أفريقيا، وتشمل كذلك رواندا، والكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، والنيجر.
ومنذ تصاعد الأزمة نهاية الشهر الماضي، بدأت القاهرة تحركات دبلوماسية واسعة لحشد دعم دولي لصالحها. ونجحت القاهرة في إصدار قرار من جامعة الدول العربية مطلع مارس (آذار) الحالي يدعم موقفها، أعقبه زيارة لشكري لـ7 دول عربية، فضلاً عن فرنسا وبلجيكا، والأخيرة التقى فيها قادة الاتحاد الأوروبي.
ونهاية فبراير (شباط) الماضي، وقّعت مصر بالأحرف الأولى على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة رعته واشنطن بمشاركة البنك الدولي، معتبرة الاتفاق «عادلاً» وسط رفض إثيوبي وتحفظ سوداني.
وتشيّد إثيوبيا سد النهضة على بعد نحو 30 كلم من حدود السودان الشرقية بقدرة استيعابية تبلغ 74 مليون متر مكعب، وسط مخاوف مصرية من أن يؤثر على حصتها من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.
في المقابل، أرسلت إثيوبيا من جانبها وفداً إلى دول مختلفة لشرح موقفها بشأن سد النهضة، وأحاطتهم عن المفاوضات الثلاثية بين الدول الثلاث.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».