رحلة بمحفظتين

رحلة بمحفظتين
TT

رحلة بمحفظتين

رحلة بمحفظتين

ليالي أنس رخيصة في فيينا
فيينا هي عاصمة النمسا ومن المدن المحبوبة أوروبياً، والمعروفة عربياً منذ أن غنت لها أسمهان في أربعينات القرن الماضي، وهي ربما المدينة الأوروبية الوحيدة التي تحظى بهذه المكانة في فن الغناء العربي. وتشتهر فيينا بارتباطها تاريخياً بالموسيقى ونشأة كثير من المشاهير فيها، منهم أبو علم النفس سيغموند فرويد وكثير من كبار الموسيقيين الكلاسيكيين.
في فيينا يمكن قضاء رحلات ممتعة للشباب بأقل التكاليف، كما تتوفر للأثرياء فرص قضاء عطلة العمر في فيينا بغض النظر عن التكاليف. وهناك كثير من المعالم السياحية في فيينا تتاح مجاناً للسياح وأهل المدينة على السواء، كما يمكن البحث عن فنادق ومطاعم رخيصة توفر قضاء أسبوع في المدينة بميزانية تقل عن ألف دولار. وتفتح المتاحف والحدائق العامة في المدينة أبوابها مجاناً للجميع. ويوفر الارتباط التاريخي بين فيينا والموسيقى ترابطاً مرحاً في كثير من جوانب الحياة. فهي مدينة تفضل أن تعيش في بهجة يومية.
وتشتهر فيينا أيضاً بفرص التسوق، حيث تقع في المدينة القديمة أسواق تقليدية يقال إنها مستمرة منذ عام 1772. وهي توفر منتجات يدوية ومشغولات تقليدية وتصاميم سيراميكية، بالإضافة إلى منافذ تناول الطعام ومقاهي المشروبات. وتعزف الموسيقى في السوق في المناسبات خلال فترات العصر. من هذه الأسواق سوق «أم هوف» التي تضم أحدث مركز تسوق في فيينا، به قاعات مغطاة تعرض فيها أحدث خطوط الأزياء والعطور الباريسية والأحدية. ويشمل المركز أيضاً فندقاً جديداً، وهو يتميز بأنه يقع في منطقة مشاة منعت منها السيارات لإتاحة فرص تسوق خالية من زحام وتلوث السيارات.
وهي تزخر أيضاً بالمعالم التاريخية التي تشمل 27 قلعة تاريخية وأكثر من 150 قصراً. وتتنوع المدينة بين ما هو تقليدي وقديم وأحدث خطوط العمارة. ومن أشهر قصورها ما يسمى «شونبرون بالاس» (Schönbrunn Palace) الذي يضم حديقة مترامية الأطراف وبيتاً للنخيل وحديقة حيوانات. ويمكن قضاء يوم كامل في زيارة القصر والتجول في أرجائه مع استماع لتاريخ القصر، وسكانه السابقين، وذلك عبر سماعات لاسلكية. وتملك القصر عائلة هابسبورغ منذ عام 1569 وكان يمثل المقر الصيفي للإمبراطور فرديناند الثاني. وأعيد بناء القصر في عام 1743 بعد نهاية الاحتلال التركي. وتحول القصر إلى الملكية العامة في جمهورية النمسا في بدايات القرن العشرين. وهو اليوم يقع ضمن المواقع التي تعتبرها منظمة «اليونيسكو» من التراث الإنساني. وتجمع فيينا بين القديم والحديث في تناسق، فهي مدينة عصرية من أجمل مدن أوروبا وتنتشر بها اللمسات الشبابية وخطوط الهندسة المعمارية الحديثة، بالإضافة إلى المحلات القديمة والشوارع التاريخية الضيقة.
ولن يستطيع السائح العابر أن يزور كل متاحف فيينا أثناء زيارته، فهي تحتوي على أكثر من مائة متحف، منها ما يعرض تحفاً ولوحات عالمية، ومنها ما يعرض مختلف المعروضات الغريبة. وهناك معرض فيينا يحكي تاريخ المدينة، ومتحف لتاريخ الموسيقى، ومتحف للفنون الجميلة والمتحف الطبيعي ومتحف الفنون التطبيقية. ومن المتاحف الغريبة متحف مخصص للأطفال فقط وآخر لفاقدي البصر وسوبر ماركت للفنون. كما توجد متاحف مخصصة لأعمال فنانين نمساويين، مثل غوستاف كليمت وإيرفن فورم. وتفتح جميع هذه المتاحف أبوابها طوال أيام الأسبوع.
ولفيينا تاريخ طويل مع الموسيقى. وهي تضم أوركسترا فيينا الموسيقية وداراً للأوبرا وقاعة ذهبية للموسيقى. وتولي قاعات الموسيقى الكلاسيكية اهتماماً خاصاً بالموسيقار موتسارت (1756 - 1791) الذي قضى سنوات عمره الأخيرة في فيينا بعد إعجابه بها في أول زيارة له للمدينة في عام 1781. ولحن موتسارت أروع مقطوعاته في فيينا. وتقدم فيينا أيضاً موسيقى الجاز والبوب والأوبرا.
وكما انبهرت أسمهان بليالي فيينا قبل 60 عاماً، ما زالت المدينة توفر المقاهي والمطاعم التي تفتح أبوابها لتقديم وجبات عشاء مصحوبة بالموسيقى. وفي المناسبات الخاصة يتحول مركز المدينة إلى مهرجان حافل. ويدور أهل المدينة في مسار خاص في وسط المدينة يستعرضون من خلاله كثيراً من فرق الرقص والغناء والعروض الفكاهية ومحلات بيع المشروبات والأغذية، وتنتشر رقصات «الفالس» في الأرجاء مع عروض موسيقية مختلفة. وتقدم المدارس الفنية في فيينا عروضها الخاصة.
ولا يجب أن يفوت السائح القيام برحلة نهرية في نهر الدانوب، وتنظم الرحلات النهرية بكل الأحجام ويقدم بعضها حفلات صاخبة وعشاء مصحوباً بالموسيقى للسياح.

أو استمتع بعطلة العمر فيها بثمن باهظ
> وهي مدينة توجه اهتماماً خاصاً بالأثرياء، حيث توفر فيينا أحد أفخم مجمعات التسوق في أوروبا، وهو «الركن الذهبي»، حيث محلات لوي فيتون وأرماني وبرادا. كما توفر المدينة مجموعات من المطاعم الفاخرة التي تتخصص في وجبات فيينا أو الوجبات الأوروبية. ويستطيع الزائر تفصيل أحدث الأزياء لدى محلات خاصة، أو إجراء المساج أو الحمامات التركية في أجواء ساحرة، وهناك خدمات تسلية الأطفال في مراكز حضانة خاصة أثناء تسوق الكبار، وتشمل منافذ التسوق بوتيكات المدينة وقصورها على السواء.
ويمكن أيضاً الاستمتاع بالمقطوعات الكلاسيكية التي تعزفها أوبرا فيينا وفرقة «فيينا فيلهارمونيك»؛ ومنها مقطوعة «دي فيلدرماوس» للموسيقار يوهان شتراوس. ويتم عرض حفلات العزف على شاشات عريضة في وسط المدينة. ويذهب الزوار إلى فيينا لقضاء عطلات سعيدة طوال فصول السنة، ومنهم من يذهب لدراسة اللغة الألمانية أو حتى لعقد قرانه في المدينة.
ولهواة الخيول لا بد من زيارة للمدرسة الإسبانية في المدينة التي تستقبل زيارات سياحية لمشاهدة تدريب الخيول الأصيلة الاستعراضي على وقع الموسيقى. كما تتوافر جولات سياحية في المدينة بسيارات كلاسيكية أو ليموزين.
وتعد فيينا من أكثر مدن أوروبا ثراء، ليس فقط من الناحية المالية وإنما ثقافياً وموسيقياً. وهي تقع في المركز 17 بين أكثر مدن العالم في غلاء المعيشة. وتم ترشيح المدينة في عام 2015 كأفضل مدينة في العالم في نوعية المعيشة، بينما لم تحظَ لندن وباريس ونيويورك بأي موقع فوق 35 عالمياً. وكان اختيار فيينا كأفضل مدينة للمعيشة في العالم على أساس الأحوال الاجتماعية والاقتصادية فيها والصحة والتعليم والسكن ونظافة البيئة والأمن.
وتوفر هيئة السياحة النمساوية كثيراً من الخدمات والمعلومات للزوار إلى درجة مساعدتهم في إيجاد غرف فندقية إذا وصلوا إلى المدينة من دون حجز مسبق. كما تتوفر خرائط ومواقع إلكترونية بمعالم المدينة والأحداث الجارية فيها دورياً. ويمكن للزائر استخدام اتصالات الإنترنت المجانية في مراكز خدمة السياح. وتقدم مكاتب خاصة ضمن المراكز السياحية تذاكر للحفلات والعروض يومياً بين الساعة الثانية ظهراً والخامسة عصراً. وتقدم تذاكر العروض التي تقام في الليلة نفسها بتخفيضات تصل إلى 50 في المائة. وتفخر مراكز السياحة في فيينا في أنها تحرز المركز الأول دورياً بين مراكز السياحة الأوروبية كأفضل مواقع تقديم الخدمات السياحية.
من أشهر مطاعم المدينة مطعم «صالون بلافوند» في مقر متحف الفنون التطبيقية، وهو يتسع لنحو 140 ضيفاً في مناخ فني ساحر مع فرقة موسيقية تعزف أثناء العشاء. ويمكن أيضاً تناول العشاء في مطعم فندق غراند فرديناند يقع في الطابق الأرضي، وهو يقدم وجبات نمساوية تقليدية. ومن أفضل فنادق الإقامة في فيينا فندق «بارك حياة فيينا» في ميدان «أم هوف» في منطقة تعرف باسم الركن الذهبي في وسط المدينة.

فيينا بالأرقام للسائح
- فيينا هي عاصمة النمسا وأكبر مدينة فيها، مساحتها 414 كيلومتراً مربعاً، وتتكون من 23 حياً، ويبلغ تعدادها 1.7 مليون نسمة من دون الضواحي.
- يعيش في فيينا وضواحيها نحو ربع سكان النمسا. وهي تاسع أكبر مدينة في الاتحاد الأوروبي، وحتى بداية القرن العشرين كانت أكبر مدينة تتحدث الألمانية في العالم.
- التعامل سهل في فيينا باللغة الإنجليزية أيضاً، وهي تستخدم عملة اليورو وتتبع توقيت وسط أوروبا، وهو «غرينتش + ساعة واحدة».
- التيار الكهربائي في المدينة: 230 فولتاً، وكود الهاتف الدولي (00431).
- الطقس فيها معتدل صيفاً وبارد شتاءً.
- كثير من منافذ المدينة يوفر وصلات لاسلكية مجانية للإنترنت «نقاط ساخنة».
- تفتح المحلات التجارية أبوابها من التاسعة صباحاً وحتى السادسة والنصف مساءً، بينما تفتح المتاحف أبوابها حتى التاسعة مساءً. وتفتح البنوك أبوابها على فترتين من الثامنة حتى 12:30 ظهراً، ثم من 1:30 ظهراً حتى الثالثة، تمتد إلى 5:30 يوم الخميس أسبوعياً.
- تعمل مكاتب البريد بين الثامنة صباحاً والسادسة مساءً، وهي توفر خدمات البريد والشحن وبعض الخدمات المالية.
- يوجد مترو أنفاق في فيينا ويعمل بين الخامسة صباحاً وحتى منتصف الليل. وهناك قطار يصل المطار بوسط المدينة في 16 دقيقة.
- تنتشر أجهزة الصرف الآلي في فيينا، ويمكن استخدام بطاقات الائتمان في معظم المنافذ التجارية.
- البقشيش يتراوح بين 5 و10 في المائة في المطاعم وسيارات التاكسي والفنادق.



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.