ترمب منتقداً مناظرة بايدن ـ ساندرز: مواجهتما مملة!

المتنافسان تبادلا الاتهامات وتوحدا ضد الرئيس... و{كوفيد ـ 19} منعهما من المصافحة

بايدن وساندرز تبادلا السلام بالكوع وقاية من «كورونا» قبل مناظرتهما في واشنطن أول من أمس (د.ب.أ)
بايدن وساندرز تبادلا السلام بالكوع وقاية من «كورونا» قبل مناظرتهما في واشنطن أول من أمس (د.ب.أ)
TT

ترمب منتقداً مناظرة بايدن ـ ساندرز: مواجهتما مملة!

بايدن وساندرز تبادلا السلام بالكوع وقاية من «كورونا» قبل مناظرتهما في واشنطن أول من أمس (د.ب.أ)
بايدن وساندرز تبادلا السلام بالكوع وقاية من «كورونا» قبل مناظرتهما في واشنطن أول من أمس (د.ب.أ)

مناظرة عكست الواقع الذي تعيشه الولايات المتحدة، إذ بدأت بلا مصافحة، وانعقدت بلا جمهور، وركّزت بشكل أساسي على فيروس كورونا المستشري.
كان نجما الساحة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والسيناتور برني ساندرز، اللذان وقفا على مسافة مترين من بعضهما البعض، احتراماً لتوصيات مركز مكافحة الأوبئة، وتواجها في المناظرة التلفزيونية الأخيرة في سياق حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
اختلفت هذه المناظرة شكلياً، بشكل جذري، عن سابقتها. فإضافة إلى تقلّص عدد المشاركين من 28 مرشحاً في بداية السباق إلى اثنين فقط، عُقدت مناظرة الليلة قبل الماضية داخل استديو قناة «سي إن إن» الإخبارية في العاصمة واشنطن من دون جمهور، وذلك بعد أن قررت المحطة نقل موقع المناظرة من ولاية أريزونا، نظراً لتفشي فيروس «كوفيد - 19».
لكن الاختلاف لم يكن بالشكل فقط، بل انعكس كذلك على المضمون، فكان تركيز المحاورين والمشاركين الأساسي على ملف «كورونا»، وتعاطي الإدارة الأميركية معه.
بدا الاختلاف واضحاً بين بايدن وساندرز في طرحهما للحلول، فدقّ بايدن ناقوس الخطر، وقال إنه سيتعاطى مع الأزمة الحالية على أنها حالة حرب تعيشها البلاد. وتعهد بتجنيد الجيش الأميركي للمساعدة على مواجهة الفيروس، وفتح مستشفيات مؤقتة لاحتواء المصابين، وتخفيف الضغط عن المستشفيات المدنية. وقال بايدن بشغف واضح: «لو كنت في موقع الرئاسة لاستدعيت الجيش فوراً. فلديه القدرة لتقديم المساعدة التي تحتاجها المستشفيات لاحتواء المرضى. لديه القدرة على بناء 500 سرير وخيم آمنة. هذه حالة طوارئ وطنية، وأنا كنت استدعيت الجيش. نحن في حرب مع هذا الفيروس». وذكّر بايدن بوقته في البيت الأبيض، حين واجه مع الرئيس السابق باراك أوباما، أزمة «إيبولا»، وتحدث عن خبرته في مجال مكافحة أزمات صحية من هذا النوع.
أما ساندرز، فحوّل الانتباه إلى موضوع شكّل صلب حملته الانتخابية هو الرعاية الصحية. وتحدث عمّا وصفه بضعف البنى التحتية الصحية في الولايات المتحدة. واعتبر أن هناك حاجة جذرية لتغيير النظام الصحي، لكي يتمكن من مواجهة أزمات كتفشي فيروس كورونا. وقال ساندرز إنه لو كان رئيساً لاستدعى الحرس الوطني لمواجهة الأزمة على غرار ما جرى في ولاية نيويورك. وقال: «يجب أن تُستعمل كل الوسائل المنطقية، أبرزها استدعاء الحرس الوطني».
وجه كل من المتنافسين انتقادات للطرف الآخر، إلا أنهما أجمعا على انتقاد تعاطي الإدارة الأميركية مع الأزمة الحالية؛ ففي حين تحدث بايدن عن سوء إدارة الفحوص المخبرية، وجّه ساندرز انتقادات لاذعة للرئيس دونالد ترمب، وقال: «يجب أن يصمت هذا الرئيس فوراً، فهو يؤثر سلباً على جهود الأطباء والعلماء الذين يحاولون مساعدة الأميركيين. كما من غير المقبول أن يستمر في التفوه بمعلومات خاطئة».
وواجه المرشحان أسئلة صعبة متعلقة بتصرفاتهما الشخصية للحماية من الفيروس. فهما في السبعينات من العمر، وهي الفئة الأكثر خطورة في حال الإصابة. وتحدث كل منهما عن حرصهما على غسل اليدين، وإلغاء التجمعات الانتخابية، ونقل الحملة الانتخابية إلى العالم الإلكتروني، بدلاً من لقاء الناخبين شخصياً. وقال ساندرز: «أنا أستعمل الكثير من الصابون ومطهّر اليدين للحرص على عدم التقاطي للعدوى». أما بايدن فتحدث عن ممارساته قائلاً: «أنا أغسل يدي، لا أعلم كم مرة في النهار. وأحمل معي دوماً مطهراً لليدين. أتأكد من عدم لمس وجهي، وأتخذ كل التدابير اللازمة التي ننصح الآخرين باتخاذها». وأشار الرجلان إلى أنهما لم يتصافحا، بل استعملا طريقة السلام بالكوع التي انتشرت جراء الفيروس.

- مواضيع خارج «كورونا»
لكن مواضيع المناظرة لم تقتصر على فيروس كورونا فحسب، حيث وجّه كل من المتنافسين انتقادات للطرف الآخر، إلا أنهما توحدا ضد ترمب.
سرق بايدن الأضواء من منافسه عندما تعهد بتعيين امرأة في منصب نائب الرئيس. وقال بايدن: «إذا انتخبت رئيساً فإن حكومتي وإدارتي ستشبه البلاد، وسوف أعين امرأة في منصب نائب الرئيس. هناك عدد كبير من النساء المؤهلات لاستلام منصب الرئيس حالاً». إلا أن ساندرز لم يتعهّد بالمثل، بل قال إنه على الأرجح سيتخذ قراراً من هذا النوع: «الأمر يتعلق بالتأكد من وجود امرأة تقدمية، وهناك الكثير منهن. إذا أنا أميل لهذا الاتجاه».
يأتي هذا التعهد لمواجهة الانتقادات التي أحاطت بالسباق الانتخابي الديمقراطي، الذي انتهى بانتقاء رجلين في السبعينات من العمر، وخسارة كل النساء اللواتي ترشحن.
وشهدت المناظرة هجمات مكثفة من الطرفين على مواقفهما السياسية. لكن في كل مرة احتدم فيها النقاش، ذكّر المرشحان بأهمية تضامن الحزب الديمقراطي لمواجهة ترمب. فعلى الرغم من تقدّم بايدن الكبير في عدد المندوبين واستطلاعات الرأي، إلا أنه تعهد بدعم ساندرز في حال فوزه بترشيح الحزب. وقال بايدن: «على الرغم من أن برني لا يسهّل من مهمتي، إلا أني سأدعمه في حال فوزه بترشيح الحزب، وآمل أنه يقوم بالمثل ويشجع مناصريه على دعمي. فالقضية أكبر منّا».
كان ساندرز سبق وتعهّد بدعم بايدن، لكن مناصريه قاوموا دعواته ورفضوا دعم بايدن. وقال ساندرز: «آمل بالفوز بترشيح الحزب. لكن إذا لم أفز فسوف يجتمع الديمقراطيون سوية لهزيمة دونالد ترمب: الرئيس الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة».
وكما جرت العادة، فإن الرئيس الأميركي، الذي كان يشاهد المناظرة، تدخل على «تويتر» قائلاً: «يجب أن أقول إن المناظرة كانت مملّة للغاية. بايدن كذب عندما قال إني أريد قطع الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية للمسنين. في الواقع أنا أنقذت الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية للمسنين. أنا لن أقطع هذه البرامج، بل هم سيفعلون. انتبهوا!».
ومن المثير للاهتمام أن ترمب لم يهاجم ساندرز، بل هاجم بايدن فقط، في إشارة واضحة إلى تقدم نائب الرئيس السابق على منافسه، وتزايد احتمالات انتزاعه ترشيح حزبه قريباً.
وهذا ما يدركه بايدن وساندرز كذلك، فتجنب الرجلان مهاجمة بعضهما البعض، بشكل عنيف، وذلك في محاولة للحفاظ على وحدة الصف الديمقراطي. ولعلّ أبرز خلاف بينهما كان عندما وجّها ضربات متفرقة في ملفات السياسة الخارجية. فانتقد بايدن، ساندرز، على تصريحاته الداعمة للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، فيما أشار ساندرز إلى تصويت بايدن الداعم لحرب العراق.

- مصير الانتخابات التمهيدية
ومع تقدم بايدن على ساندرز في عدد المندوبين حتى الآن، بحوالي 790 مندوباً لبايدن مقابل 736 لساندرز، أظهرت آخر استطلاعات للرأي تقدم نائب الرئيس السابق في ولايات أريزونا وفلوريدا وإلينوي وأوهايو التي تعقد انتخاباتها التمهيدية يوم الثلاثاء المقبل. ولم تعلن هذه الولايات حتى الساعة عن تأجيل الانتخابات، على الرغم من إعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة. لكن هناك تخوفاً فعلياً من عدم إدلاء عدد كبير من الأميركيين بأصواتهم، بسبب خوفهم من الفيروس. وقد فعّلت ولاية أريزونا برنامج التصويت بالبريد لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم. وأعلنت ولايتا جورجيا ولويزيانا عن تأجيل الانتخابات التمهيدية، نظراً لتفشي الفيروس، ويتوقع أن تتخذ ولايات أخرى خطوات مماثلة.



الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن
TT

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

حذّرت الأمم المتحدة من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في الجنوب الأفريقي وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص ودفع 5 دول لإعلان كارثة وطنية، دخل الآن أسوأ مراحله.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يتوقع زيادة عدد الأشخاص الذين يكافحون لتأمين الطعام.

وصرحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بالوكالة في أفريقيا الجنوبية لولا كاسترو لوكالة الصحافة الفرنسية في جوهانسبرغ، الجمعة، أن «الفترة الأسوأ مقبلة الآن. لم يتمكن المزارعون من حصاد أي شيء والمشكلة هي أن الحصاد المقبل في أبريل (نيسان) 2025».

بعد مالاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي أصبحت ليسوتو قبل أسبوعين آخر دولة تعلن حال الكارثة الوطنية في أعقاب الجفاف المرتبط بظاهرة النينيو.

وأضافت كاسترو أن دولاً أخرى مثل أنغولا وموزمبيق قد تحذو قريباً حذوها أو تبلغ عن وجود فجوة بين الغذاء المتوفر وما يحتاجون إليه.

وأشارت إلى أن بعض التقديرات تفيد بأن الجفاف هو الأسوأ في المنطقة منذ قرن.

وقالت كاسترو، الجمعة، من مكتب برنامج الأغذية العالمي في جوهانسبرغ، إن ما لا يقل عن 27 مليون شخص تضرروا في منطقة يعتمد الكثيرون فيها على الزراعة.

وأضافت أن الجفاف أتلف 70 في المائة من المحاصيل في زامبيا و80 في المائة في زيمبابوي، ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقالت كاسترو: «الذرة جافة تماماً ورقيقة ونموها ضعيف ويسأل المزارعون عما عليهم فعله ليتمكنوا من إطعام أسرهم».

حتى لو تراجعت ظاهرة النينيو، فإن آثارها لا تزال قائمة.

أطفال من قبيلة الماساي يركضون أمام حمار وحشي قال السكان المحليون إنه نفق بسبب الجفاف (أ.ب)

وأضافت: «لا يمكننا التحدث عن مجاعة لكنّ الأشخاص عاجزون عن شراء وجبات كافية أو استهلاك عدد كافٍ من السعرات الحرارية يومياً. بدأ الأطفال يخسرون الوزن والسكان يعانون».

يشجع برنامج الأغذية العالمي المزارعين على زراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف مثل الذرة الرفيعة والدخن والكسافا لمواجهة فترات الجفاف مستقبلاً.

وقالت كاسترو إن برنامج الأغذية العالمي، الذي وجه نداء للحصول على 409 ملايين دولار لتوفير الغذاء وغير ذلك من مساعدات لنحو ستة ملايين شخص في المنطقة، لم يتلقَّ حتى الآن سوى 200 مليون دولار.