الميليشيات تخسر قائدها في الضالع وتقصف الجوف بصاروخ باليستي

TT

الميليشيات تخسر قائدها في الضالع وتقصف الجوف بصاروخ باليستي

أفاد مصدر في محافظة الجوف اليمنية بتمكن قوات الجيش الوطني من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، أثناء رصدها تحلق فوق مواقعهم بالمناطق الشرقية لمدينة الحزم، مركز المحافظة، وذلك عقب استهداف الميليشيات قيادات عسكرية في الجيش الوطني بصاروخ باليستي أثناء اجتماع عسكري لهم في منطقة اليتمة شمال المحافظة.
وفي حين أسفر القصف الحوثي، وفق مصادر إعلامية يمنية، عن مقتل 3 قادة عسكريين وإصابة 3 آخرين، قال المتحدث الرسمي باسم محور الجوف بالمنطقة العسكرية السادسة، ربيع القرشي، إن «هذا الاستهداف الممنهج من قبل تلك الميليشيات يأتي جراء الضربات والهزائم التي تتلقاها على أيادي الجيش الوطني وقبائل دهم بمنطقة اليتمة».
وجاء القصف الحوثي في وقت واصلت فيه الميليشيات الحوثية دهم منازل السكان في مدينة الحزم ونهبها، علاوة على قيامها باقتحام محال تجارية؛ بما فيها محال بيع الذهب، وإغلاقها بعد نهبها، وفقاً لما أكده سكان محليون.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني سقوط قتلى بصفوف ميليشيات الانقلاب، بينهم قيادي بارز، إضافة إلى تدمير مواقع عسكرية وتعزيزات حوثية، في جبهات نهم، شرق صنعاء، ومنطقة الفاخر بمديرية قعطبة شمال الضالع (جنوب).
وذكر الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر نت» أن عدداً من ميليشيات الحوثي الانقلابية سقطوا بين قتيل وجريح؛ بينهم القيادي البارز المكلف قيادة عمليات الميليشيات في جبهة الفاخر المدعو محمد المروني، والذي قتل خلال المواجهات التي دارت هناك.
وأكد الجيش أن «ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة إيرانياً تواصل حشد مقاتليها منذ أسابيع لمحاولة تحقق أي تقدم بمواقع قوات الجيش في جبهات القتال غربي المحافظة، لكنها باءت بالفشل والانكسار الذريع نتيجة للتصدي والصمود الأسطوري لقوات الجيش».
وخيم الهدوء الحذر، أمس، على معظم جبهات القتال شمال وغرب محافظة الضالع بعد أيّام من المعارك العنيفة، وذلك بالتزامن مع تحركات للميليشيات الانقلابية في ضواحي محافظة إب المحاذية للضالع.
وفي جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء، ذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة في بيان له، مساء الأحد، أن «مدفعية الجيش الوطني دكت تجمعات وتعزيزات ومواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مواقع متفرّقة بمديرية نهم»، وأن «القصف المكثف استهدف مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية في جبال صلب جنوب غربي مديرية نهم، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات».
وأشار إلى أن «مدفعية الجيش استهدفت أيضاً تعزيزات كانت في طريقها للميليشيات الحوثية في صلب ونجد العتق، وأسفر القصف عن تدمير عدد من الآليات المتنوعة ومصرع جميع من كانوا على متنها».
في السياق الميداني نفسه، تمكنت القوات المشتركة، الأحد، من تفكيك عبوات ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية بمقر نقطة المراقبة الثالثة بخط «كيلو 16»، شرق مدينة الحديدة.

وقالت قوات «ألوية العمالقة» الحكومية، في بيان لها، إن «الفرق الهندسية التابعة لـ(اللواء الأول عمالقة) قامت بإتلاف وتفكيك عدد من العبوات الناسفة التي قامت ميليشيات الحوثي بزرعها في محيط النقطة الثالثة لضباط الارتباط، حيث استغلت ميليشيات الحوثي انسحاب ضباط الارتباط التابعين للقوات المشتركة بسبب استهداف زميلهم العقيد محمد الصليحي، لتقوم الميليشيات بزرع العبوات الناسفة».
يأتي ذلك بعد يوم واحد من تفجير ميليشيات الحوثي مقر ضباط الارتباط في النقطة الخامسة «سيتي ماكس» شرق مدينة الحديدة. وأكدت «قوات العمالقة» أن «الميليشيات الحوثية رفعت من وتيرة انتهاكاتها وتصعيدها العسكري، من خلال استهداف مواقع القوات المشتركة، والأحياء السكنية، ومزارع المواطنين في مختلف مديريات المحافظة الريفية بجنوبها».
وضمن سلسلة جرائمها بحق المدنيين، شنت الميليشيات الحوثية، أمس، قصفاً مكثفاً على قرى ومزارع المواطنين في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة، بمختلف الأسلحة المتوسطة والقناصة، من دون ذكر وجود أي خسائر بشرية في أوساط المدنيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.