يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، جولة محادثات مع الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، تركز على ملف المصالحة والتطورات السياسية حول القضية الفلسطينية.
وتشكل المباحثات مع حواتمة حلقة جديدة في إطار المشاورات التي كثفتها موسكو أخيراً، مع الفصائل الفلسطينية بهدف دفع ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وينتظر أن يعقد لافروف وحواتمة جلسة مباحثات، تتبعها جولة مناقشات تفصيلية مع نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف، وبحضور فريق الدبلوماسيين المكلف بملف الشرق الأوسط في الخارجية.
وقال حواتمة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه «المحاولة الثالثة التي تقوم بها موسكو لدفع الأمور باتجاه الوصول إلى حلول تؤدي إلى تصحيح الأوضاع، عبر إنهاء الانقسام بين فريقي الانقسام فتح وحماس، وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية على قواعد تستند إلى وثائق سبق أن تم التوصل إليها في إطار منظمة التحرير، وفي المقدمة منها قرارات المجلس المركزي في 2015 و2018 والمجلس الوطني في 2018».
وأشار حواتمة إلى أن هذه القرارات «اتخذت بالإجماع بمشاركة كل فصائل المنظمة، وبحضور الفصائل الأخرى»، موضحاً أن لدى الفلسطينيين وثائق، وصفها بأنها تمثل «الإجماع الوطني» من خلال توقيع 14 فصيلاً عليها. وأكد القيادي الفلسطيني أن «الجهد الروسي يصب في هذا الاتجاه»، مذكراً بأن موسكو عقدت جولتي محادثات للفصائل الفلسطيني في 2017 و2019. وتعمل حالياً لـ«إنجاح عقد اجتماع جديد بجدول أعمال يهدف إلى إنهاء الانقسام وإعادة بناء وحدة شاملة».
ونشطت موسكو اتصالاتها بالأطراف الفلسطينية أخيراً، في إطار هذا التوجه، وأبلغت مصادر روسية «الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن موسكو «تسعى إلى تجنب تكرار الوضع السابق عندما فشلت جهودها في إقناع الفلسطينيين في توقيع وثيقة مشتركة، وترغب في إنضاج التحرك عبر الاتصالات مع الأطراف الفلسطينية قبل إطلاق مبادرة جديدة». وفي هذا الإطار، كان لافروف أجرى نهاية الأسبوع الماضي، جولة محادثات مع الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، زياد النخالة. وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية أن المحادثات بين الطرفين ركزت على الحالة الراهنة في مسار عملية السلام في الشرق الأوسط، وخاصة الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما تطرق اللقاء إلى ضرورة الإسراع في إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على القاعدة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كشرط لا بد منه لإطلاق مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. وأكدت موسكو بعد اللقاء تمسكها الثابت بحل الدولتين كمبدأ لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، «على أساس القوانين الدولية المعترف بها، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية».
وكان لافتاً أن اللقاء مع قيادة «الجهاد الإسلامي» أثار استياء الجانب الإسرائيلي، إذ وجهت السفارة الإسرائيلية لدى موسكو، مذكرة احتجاج إلى الخارجية الروسية بسبب اللقاء. لكن المصادر الروسية أكدت تمسك موسكو بمواصلة إجراء المباحثات مع كل الأطراف الفلسطينية. وسبق ذلك، إجراء محادثات مماثلة مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية الذي زار موسكو على رأس وفد للحركة. وقالت موسكو، في حينه، إنها أبلغت الحركة بضرورة تنشيط الجهود لاستعادة الوحدة الفلسطينية على أساس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير.
حواتمة لـ«الشرق الأوسط»: جهود لإنهاء الانقسام على أساس وثائق الإجماع الفلسطيني
لقاء موسكو مع قيادة «الجهاد الإسلامي» أثار استياء الجانب الإسرائيلي
حواتمة لـ«الشرق الأوسط»: جهود لإنهاء الانقسام على أساس وثائق الإجماع الفلسطيني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة