«شاباك» يعلن اعتقاله فلسطينية من الداخل جندتها «حماس»

PA-1-16 وقفات احتجاجية في حيفا أمام المحكمة التي تنظر في اتهام آية خطيب بالتعامل مع «حماس» (مواقع فلسطينية)
PA-1-16 وقفات احتجاجية في حيفا أمام المحكمة التي تنظر في اتهام آية خطيب بالتعامل مع «حماس» (مواقع فلسطينية)
TT

«شاباك» يعلن اعتقاله فلسطينية من الداخل جندتها «حماس»

PA-1-16 وقفات احتجاجية في حيفا أمام المحكمة التي تنظر في اتهام آية خطيب بالتعامل مع «حماس» (مواقع فلسطينية)
PA-1-16 وقفات احتجاجية في حيفا أمام المحكمة التي تنظر في اتهام آية خطيب بالتعامل مع «حماس» (مواقع فلسطينية)

اتهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك)، حركة «حماس» بتجنيد ومحاولة تجنيد فلسطينيين من عرب الداخل. وكشف النقاب، أمس، عن قيام جهاز «شاباك» باعتقال آية خطيب (31 عاماً)، في 17 فبراير (شباط) الماضي، وهي فلسطينية تحمل الجنسية الإسرائيلية من سكان عرعرة المثلث، بشبهة كونها «متخابرة» لكتائب «القسام» التابعة لـ«حماس».
وقال «شاباك» إن عنصرين من «القسام» جنّدا خطيب، هما محمد فلفل (29 عاماً) من بيت لاهيا، ومحمد حلاوة (32 عاماً) من جباليا، وأمراها بـ«جمع المعلومات لأهداف إرهابية، ورصد أهداف إسرائيلية». واعتقل «شاباك» الشابة خطيب وأخضعها للتحقيق بشأن قضايا أمنية.
وأعلن «شاباك» أن خطيب جُنِّدت بهدف الانخراط في أنشطة إنسانية للعائلات المحتاجة في غزة، ولصالح تمويل الأنشطة «الإرهابية» و«البنية التحتية»، والقيام بمهام لـ«حماس»، كجمع معلومات استخبارية أمنية في وقت لاحق، بهدف ضربها. واتُّهمت خطيب بنقل مئات الآلاف من الشيكلات إلى «حماس» بحجة أنها منقولة لحالات إنسانية، إلا أنها نُقلت لأغراض تتضمن المساعدة في بناء الأنفاق، وبناء مخرطة ومبانٍ لأنشطة خاصة بالجناح المسلح لـ«حماس».
وسعت خطيب، حسب «شاباك»، لنقل معدات حساسة يمكن استخدامها في بناء الأنفاق ومراقبة قوات الجيش الإسرائيلي، وفق بيان «شاباك». ويشير التحقيق، كذلك إلى أن خطيب قدمت معلومات لـ«حماس» عن حركة القوات العسكرية خلال إحدى جولات القتال مع غزة.
ومددت المحكمة المركزية في حيفا، أمس، اعتقال خطيب حتى يوم الأربعاء المقبل، بشبهة التعاون والتخابر مع كتائب «القسام». وقدمت النيابة العامة الإسرائيلية، اليوم، «تصريح مدّعٍ» إلى المحكمة. وقال محامي خطيب، بدر إغبارية، إنها تتمتع بمعنويات عالية وترفض الشبهات المنسوبة إليها. وصرح إغبارية بأن «خطيب اشتكت من ظروف اعتقالها أمام هيئة المحكمة والتي أمرت بفحص هذا الموضوع. وسمحت المحكمة لطفليها، محمد وعبد الرحمن، بلقائها واحتضانها». وأضاف إغبارية أن «الشرطة والنيابة حاولتا الاعتراض على هذا الأمر، إلا أن المحكمة سمحت لطفليها بالاقتراب من والدتهما».
يُذكر أن خطيب نشطت عبر صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بجمع التبرعات لحالات إنسانية من المرضى، وتحديداً الأطفال من الضفة الغربية وقطاع غزة ممن يعالَجون في المستشفيات الإسرائيلية، كما جمعت تبرعات لطلاب وطالبات جامعيين حالت ظروفهم الاقتصادية دون دفع أقساطهم المادية للجامعات.
وتجمهر مناصرون للناشطة آية خطيب، أمام ساحة المحكمة؛ مناصَرةً لها، مطالبين بالإفراج عنها. وهذه ليست المرة الأولى الذي يعلن فيها «شاباك» عن اعتقال خلايا تابعة لـ«حماس»، لكن أغلبها اكتشف في الضفة الغربية. وفي مرات سابقة قال «شاباك» إنه أحبط عمليات واعتقال خلايا تابعة لـ«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
ويقول جهاز «شاباك» الإسرائيلي إنه أحبط أكثر من 450 «عملية كبيرة» خلال العام الماضي في الضفة الغربية بمساعدة التكنولوجيا.
وترفض السلطة استخدام الضفة الغربية في شن هجمات ضد إسرائيل، وتتهم الفصائل التي تسعى لذلك بمحاولة عقد هدنة في غزة وإثارة فوضى في الضفة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».