غارات للتحالف تستهدف الانقلابيين في الجوف ومقتل 25 حوثياً بالضالع وصرواح

الميليشيات تفجر مقر نقطة رقابة أممية في الحديدة

TT

غارات للتحالف تستهدف الانقلابيين في الجوف ومقتل 25 حوثياً بالضالع وصرواح

شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن غارات استهدفت الحوثيين عند المجمع الحكومي بالحزم، في محافظة الجوف شمال اليمن، وفقا لما نقلته قناة «الحدث» على حساب لها في «تويتر» أمس، في الوقت الذي رصدت فيه مصادر ميدانية مقتل 25 انقلابيا، بينهم قيادي، بمعارك الجيش الوطني وغارات مقاتلات التحالف في جبهات صرواح بمأرب والضالع بجنوب البلاد.
كما قتل 8 مدنيين، بينهم امرأة وطفلها، جراء هجوم شنه الحوثيون ضمن سلسلة مجازر جديدة من خلال القصف على حي الزهراء السكني، شرق تعز، وقرية الهجمة في الريف الجنوبي لمحافظة تعز، علاوة على إلحاق بعض الضرر بمستشفى الثورة العام بمدينة تعز جراء سقوط قذائف حوثية على المستشفى.
يأتي ذلك في الوقت الذي فجرت فيه ميليشيا الحوثي الانقلابية نقطة الرقابة الخامسة، التي تشرف عليها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بمدينة الحديدة، غرب اليمن، في الوقت الذي يواصل فيه الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار تعليق عمله منذ الأربعاء الماضي عقب استهداف قناصي الميليشيات الحوثية العقيد محمد عبد الرب شرف، ضابط الارتباط في النقطة الخامسة داخل مدينة الحديدة.
وأفاد مصدر عسكري «بسقوط قتلى وجرحى بصفوف الميليشيات الحوثية، السبت، بغارات تحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع وتجمعات عسكرية للانقلابيين في مديرية نهم، شرق صنعاء». وقال إن «مدفعية للجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت، مساء الجمعة، مواقع وتجمعات عسكرية تابعة للانقلابيين في جبهة صرواح بمأرب ما أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلا، وسط استمرار المعارك في الجبهة وسط قصف متبادل بمختلف الأسلحة».
وفي تعز، أكد بيان للمركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، السبت، أن «القيادي الحوثي المُكنى أبو مجاهد قتل مع أربعة من عناصر الميليشيا خلال مواجهات مع قوات الجيش في محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات ومدرسة محمد علي عثمان شرقا وفي جبهة كلابة وحي الزهراء شمال شرقي المدينة». مشيرا إلى «مقتل 3 من أفراد الجيش الوطني خلال المواجهات».
وكثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، الجمعة، من قصفها على التجمعات السكانية في مدينة تعز، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى مدنيين، وفقا لما أفاد به مصدر محلي قال إن «عدد القتلى ارتفع إلى 8؛ حيث قتل 3 مدنيين وأصيب آخرون جراء سقوط قذائف حوثية على حي الزهراء، شرق المدينة». مضيفا: «وبعد مقتل الثلاثة مدنيين بساعات قليلة قتل 3 مدنيين آخرين جراء استهدافهم بمدفعية الميليشيات أثناء ما كانوا في سيارة تقلهم في الحي نفسه».
وأشار إلى «سقوط قذيفة حوثية على منزل أحد المواطنين في قرية الهجمة بعزلة الأعبوس في مديرية حيفان، جنوب تعز، ما أسفر عن مقتل امرأة، ربة المنزل، وأحد أطفالها وإصابة ثلاثة آخرين».
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي انتهاكاتها وتصعيدها العسكري في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، تجدد المواجهات بين القوات المشتركة من الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية شرق مدينة الحديدة، السبت.
فجرت الميليشيات الحوثية بالديناميت مقر نقطة الرقابة الخامسة في مدينة الحديدة وذلك بعد يومين من استهدافها ضابط ارتباط وانسحاب ضباط الارتباط من جميع نقاط المراقبة.
وقال الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، مساء الجمعة، إن الميليشيات الحوثية فجرت بالديناميت نقطة الرقابة الخامسة بمدينة الحديدة في اعتداء جديد على بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
وأوضح أن «الميليشيات الحوثية فجرت بعبوات ناسفة مقر نقطة الرقابة الخامسة في حي سيتي ماكس شارع صنعاء عقب انسحاب ضباط الارتباط عن الجانب الحكومي من نقاط الرقابة الخمس جراء استهداف أحد زملائهم برصاصة قناصة أثناء عمله داخل الرقابة». وذكر أن «الميليشيات استخدمت في التفجير ثلاث عبوات ناسفة، الأمر الذي ألحق دمارا واسعا في البناية (بناية العليمي - قرب سيتي ماكس)».
وفي السياق، أفشلت القوات المشتركة من الجيش الوطني محاولات تقدم الميليشيات الانقلابية إلى مواقعها بمديريتي الدريهمي والتحيتا، جنوب الحديدة، ما أسفر عن اندلاع مواجهات وسط تبادل قصف مدفعي بين القوات المشتركة والانقلابيين دون إحراز أي تقدم للميليشيات وثبات القوات المشتركة في مواقعها.
وتمكنت القوات المشتركة، الجمعة، من إحباط عملية زرع عبوة ناسفة حاولت ميليشيات الحوثي زراعتها في الخط الترابي الرابط بين مديريتي التحيتا والخوخة، جنوب الحديدة. ونقل المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» عن مصدر عسكري تأكيده أن «أفراد في اللواء الثاني عشر عمالقة شاهدوا أحد عناصر الحوثي حاول التسلل إلى الخط الترابي لزراعة العبوة، إلا أن أفراد اللواء قاموا بملاحقته ليلوذ بالفرار تاركاً العبوة الناسفة وراءه». موضحا أن «أفراد اللواء تمكنوا من العثور على العبوة الناسفة وتفكيكها بنجاح».
إلى ذلك، شنَّت مقاتلات التحالف، السبت، سلسلة غارات جويّة استهدفت آليات عسكرية وتجمعات لمواقع ميليشيات الحوثي بجانب مستوصف المختار في حبيل السّمَاعي غرب مدينة الفاخر بمديرية قعطبة، شمالا، وفي بلدة صُبيرة الخاضعة لسيطرة الحوثيين غرب مديريَّة قعطبة وفي الأطراف الشماليَّة لحبيل العِبدي وبلدة الخرازة في منطقة بلاد الشرجي، وفقا لما أورده المركز الإعلامي لمحور «الضالع القتالي» الذي نقل عن العقيد ركن حميد عبده قاسم العولقي، ضابط أمن اللواء 30 مدرع الذي تنتشر قواته في جبهات الفاخر، قوله إن «تدمير الأهداف الحُوثية في محيط مدينة الفاخر وبلدتي صُبيرة والخرازة وحبيل العِبدي شَمَلَ تدمير آليات عسكرية وتجمعات بشرية وأسلحة متوسطة تابعة للميليشيات».
وذكر أن «ميليشيات الحوثي استقدمت تعزيزات بشرية وأسلحة ثقيلة من محافظتي إب وذمار خلال الأيّام الماضية بهدف تحقيق أي تقدم في جبهات الضالع المختلفة بعد أن عجزت خلال الأشهر الماضية عن تحقيق أي اختراق»، مؤكدا أن «استمرار الضربات الجويَّة من شأنه شل القدرات النوعيَّة للقوات الحوثية ويحقق مكاسب استراتيجيَّة للقوات الجنوبية والمشتركة على الأرض».
وفي سياق متصل، أشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، بما يحققه الجيش في جبهات الضالع وما يقدمونه من نموذج في التصدي الشجاع لميليشيا الحوثي، وتلقين عناصرها المتمردة هزائم قاسية ومذلة.
وأفادت وكالة «سبأ» للأنباء، بأن عبد الملك اطلع على مستجدات الأوضاع في جبهات الضالع وتطورات العمليات الميدانية والقتالية على ضوء التحشيد الحوثي المستمر لتحقيق أي اختراق وإفشال كل تلك المحاولات وتلقين الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، خلال اتصال هاتفي أجراه، الجمعة، مع قائد محور الضالع قائد اللواء 30 مدرع العميد هادي العولقي.
واستمع من قائد المحور إلى «شرح حول الوضع العسكري في جبهات القتال بمحافظة الضالع، والجاهزية القتالية والروح المعنوية العالية لاستكمال تحرير ما تبقى من مناطق المحافظة من سيطرة ميليشيا الحوثي».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».