دياب ينتقد «الاستثمار السياسي» ضد الحكومة

جلسة لمجلس الوزراء بحثت الوضع المالي ومكافحة كورونا

الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)
TT

دياب ينتقد «الاستثمار السياسي» ضد الحكومة

الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)

رأى رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب أن هناك استثماراً سياسياً ضد الحكومة في موضوع انتشار فيروس «كورونا»، مندداً بـ«حملة التهويل الحاصلة» في البلاد، في إشارة إلى تنامي المخاوف والتحذيرات من انتشار دراماتيكي للفيروس في البلاد.
جاء تصريح دياب خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال عون، وبحثت في ثمانية بنود على جدول الأعمال أبرزها متابعة بحث مستجدات الوضعين المالي والنقدي بالإضافة إلى أمور طارئة ومن بينها الإجراءات الحكومية المتبعة لمنع انتشار فيروس «كورونا».
وتطرق عون في مستهل الجلسة إلى الإجراءات المتخذة لمكافحة الفيروس، وشدد على «وجوب المضي في اتخاذ التدابير الواقية للحد من انتشاره»، ورحب بـ«المساعدات التي يمكن أن تقدم للبنان في هذا الإطار».
وقرر مجلس الوزراء تثبيت سعر البنزين على ما هو عليه كي لا يتأثر بانخفاض السعر العالمي. وقالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد نجد التي تلت مقررات مجلس الوزراء، إن «كل العالم يعاني من انتشار فيروس (كورونا) ولبنان ليس جزيرة معزولة والحكومة اتخذت كل الإجراءات الممكنة منذ البداية». وأضافت: «رئيس الحكومة حسان دياب قال إن (كورونا) أصبح أولوية لدى اللبنانيين وهناك استثمار سياسي ضد الحكومة في هذا الموضوع، مؤكدا ضرورة المثابرة في اتخاذ التدابير الوقائية من فيروس كورونا وندد بحملة التهويل الحاصلة».
وأعلنت عبد الصمد أن «تحضير المستشفيات الحكومية في المحافظات جار على قدم وساق لمواجهة فيروس كورونا»، نافية أن يكون لبنان تأخر في الإجراءات ضد الفيروس.
وأعلنت أن وزيرة العدل ماري كلود نجم نوهت بعمل مجلس القضاء الأعلى، وأشارت إلى أنها وجهت للمجلس ملاحظات في شأن التشكيلات مع رفضها التام للدخول في الأسماء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.