رواية لرئيس «الشاباك» الأسبق يحذر فيها من عمليات إرهاب يهودية

قال إنه لجأ إلى كتابة الرواية حتى يزعزع المجتمع الإسرائيلي

TT

رواية لرئيس «الشاباك» الأسبق يحذر فيها من عمليات إرهاب يهودية

حذر الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة (الشاباك)، كرمي غيلون، من وجود «عدد كبير من الإرهابيين اليهود» الذين يعدون العدة لارتكاب عمليات إرهابية عدة على مختلف المستويات، ومنها عمليات تفجير في المسجد الأقصى المبارك، وفي كنائس مسيحية، وحتى في أماكن عبادة يهودية يديرها يهود معتدلون، واغتيال عدد من السياسيين الإسرائيليين وقادة في الشرطة.
وقال غيلون الذي كان يتحدث بمناسبة إصداره رواية أدبية خيالية: «إنها نابعة من واقعنا السيئ جداً. إن مثل هذه العمليات يمكن أن تحدث بعد بضعة شهور أو سنوات، بغض النظر عن نوعية الحكومة الإسرائيلية التي ستتشكل بعد الانتخابات».
وقد كتب الرواية بالشراكة مع الأديب يوسف شبيط، ونشرها تحت عنوان: «مسيح صارم عنيف». وقال إنه يجري بذلك محاولة لزعزعة المجتمع، بعد أن فشل بذلك في المحاضرات والدراسات والكتب التوثيقية والتحليلية. وجاء في سياق الرواية القول: «ستقع عملية تخريبية مذهلة ومخيفة في كنيسة الدورميتسيان في أورشليم. وستقوم قوات (الشاباك) بالتحقيق مع المشكوك بهم عادة: (شباب التلال) و(تدفيع الثمن)، بطرق خاصة؛ لكن هذا التحقيق سيكون أقل من اللازم، ومتأخراً أكثر من اللازم؛ لأنه في أثناء غرقنا في الانشغال بالموضوع اليومي المفسد والسام حول (نعم لبيبي «بنيامين نتنياهو»، أو: لا لبيبي)، أخذت تتكون وتتنظم حركة يهودية سرية جديدة، حركة تؤمن بمصداقية طريقها لإقامة سلطة دولة الشريعة و(السنهدرين) وهي هيئة المحكمة في الشريعة اليهودية، فيوجد عندنا اليوم كهنة يهود، أكثر من أي وقت مضى، على استعداد لمنح الصلاحية والترخيص الضروري لهذا الأمر. ويوجد أيضاً كثير من الشبان الممتازين الذين يتمتعون بدرجات عالية في الجيش، ويرتدون القبعات الدينية، ويؤمنون بعلوية التوراة على الدولة. والدولة حسب رأيهم هي عموماً مرحلة كريهة وبغيضة على الطريق نحو إنقاذ المملكة الجديدة، وبناء بيت المقدس المذهب مكان قبة الصخرة المقلقة والمزعجة. ما من شك أنه سيكون بالإمكان إيجاد شخص يستطيع جلب بضعة كيلوغرامات من المتفجرات وربطها بالأسلاك ودفنها حيث يجب. سيزرع هؤلاء أعمالاً إرهابية بمقاسات لم نعرفها بعد، وستتطاير في الهواء جثامين السجانين الدروز العاملين في مصلحة السجون، عندما تتفجر سياراتهم في قرية المغار. وستُشعِل العملية التخريبية في كنيسة البشارة في الناصرة لهيباً عظيماً وأمواجاً من لاسامية مسيحية جديدة في العالم. سيجمعون بقايا الأجساد من الكنيس الإصلاحي اليهودي في شارع بنحاس روزين في أورشليم. وسيتمرغ نواب الكنيست في دمائهم في موقف السيارات، عندما سيُطلَق نحوهم صاروخ كتف بعد خروجهم من جلسة النقاش في البرلمان».
وكرمي غيلون كان رئيساً لـ«الشاباك» لدى اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين، في سنة 1995، ويعيش منذ ذلك الوقت في صراع شديد حول السياسة الإسرائيلية التي تتيح نمو مجموعات متطرفة. وهو يعرف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منذ الصغر، إذ كانا يقطنان في بيتين متجاورين في القدس الغربية. ويشهد بأن نتنياهو كان يخطط للوصول إلى منصب رئيس الحكومة وهو طفل: «اشتركنا مرة في مخيم عمل في إحدى الفرص المدرسية. تحدثنا في إحدى الأمسيات عما سنفعله عندما نكبر. لم يكن من الواضح بعد بالنسبة لي إن كنتُ سأصبح ما يسمونه خادماً مدنياً للدولة بأي طريقة كانت. أما بيبي فقال: (أنا سأصبح رئيس الحكومة). كان عمره 15 - 16 عاماً؛ لكنه منذ ذلك الحين راح يركز على هذا الهدف. وكان أيضاً بخيلاً جداً». ولكن ما يزعج غيلون اليوم، هو كيف يدير نتنياهو عمله كرئيس حكومة. ويقول: «بما أن كل السياسيين منشغلون لزمن أكثر من اللازم منذ أيام إيهود باراك، (ما عدا في أيام أرئيل شارون الذي تمتع بشجاعة سياسية ما)، فقط بطريقة بقاء سلطتهم، لم تتبق لنا إلا حالتان: حالة سيئة، وأخرى أكثر سوءاً. فالسيد نتنياهو يضيع الدولة والديمقراطية لرفضه الدخول إلى السجن».
ويرفض غيلون اعتبار الإرهابيين اليهود الذين يتحدث عنهم، مجرد «متطرفين يمكن اعتبارهم أعشاباً ضارة». ويقول: «لقد أخطأ الجمهور الإسرائيلي حين وصفهم بالأعشاب الضارة. وعندما جرى كشف الحركة السرية اليهودية، كان عدد اليهود في المناطق 12 ألف مستوطن. يوجد اليوم نصف مليون مستوطن ينشأون على أرض آيديولوجية واضحة، ومحددة، وذات شعبية. ولا يوجد في أوساط الصهيونية الدينية مَنْ لم يقرأ الكتاب الواسع الانتشار (توراة هميلخ) (وتعني توراة أو تعاليم الملك) الذي يحلل قتل الأطفال العرب. ولا يوجد أي مستشار قضائي بإمكانه أن يدعو حاخامات متطرفين للتحقيق، وأن يحيلهم إلى القضاء بسبب تصريحاتهم. لقد أخطأنا في هذا المجال أيضاً».
ويحذر غيلون من أن هؤلاء سيتحركون للعمل حالما يبدأ تطبيق أي انسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية. ويقول: «عندما تتبنى أي حكومة خطة ترمب بكاملها، بما فيها الانسحاب من يهودا والسامرة (الضفة الغربية). ستكون هذه هي لحظة الحجة والدافع للآيديولوجية المسيحانية – اليمينية للقيام بالعمل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.