وفاة قائد إيراني تزعج إسرائيل

أخذ معه سر طيار فقد في لبنان

رون أراد
رون أراد
TT

وفاة قائد إيراني تزعج إسرائيل

رون أراد
رون أراد

عبرت عناصر في قيادة أجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش عن انزعاجها من خبر وفاة حسين شيخ الإسلام، مستشار وزير الخارجية الإيراني، الذي تولى، أيضاً، مهام سفير إيران لدى سوريا، بعد إصابته بفيروس كورونا، وذلك لأنه كان أحد القلائل الأحياء في إيران، ممن يعرفون أسرار اختفاء الطيار الإسرائيلي الأسير، رون أراد.
وقالت هذه المصادر إن شيخ الإسلام كان ضالعاً في اختفاء مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت طائرته في لبنان، عام 1986، وفُقدت آثاره في مايو (أيار) عام 1988. فقد تولى حينها منصب السفير الإيراني في دمشق بعد محاولة اغتيال السفير السابق بتفجير كتاب تم إرساله إليه. وحسب المصادر، فإنه «بالإمكان التقدير أن شيخ الإسلام كان ضالعاً جداً في معالجة قضية مساعد الطيار، رون أراد، رغم أن أنشطته لم تكن واضحة تماماً، ولمصلحة من عمل في النظام الإيراني المليء بالتعقيدات».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس الاثنين، على لسان مسؤولين أمنيين، أنه خلال عام 1989، وصلت «مؤشرات واضحة جداً» إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، تفيد بأن «السوريين، وعلى ما يبدو إثر ضغوط مارستها الأمم المتحدة، يعملون مقابل إيران، في دمشق وبيروت، من أجل العثور على رون أراد، أو الحصول على معلومات عنه على الأقل. ولكن بعد عدة أشهر، في خريف عام 1989، توقف السوريون بشكل مفاجئ عن المجهود الكبير الذي قاموا به حول هذا الموضوع، وكأنهم أدركوا أنه ليس مجدياً الدخول إلى حقل الألغام هذا. ومن الجائز أن شيخ الإسلام كان الرجل الذي أبلغهم بالتخلي عن عمليات البحث عن أراد».
وتابعت الصحيفة أن الرئيس الإيراني، في حينه، هاشمي رفسنجاني، توجه إلى شيخ الإسلام بصفته السفير في دمشق، بشأن أراد، لكن السفير أجاب بأن «الكنز» (أي الطيار أراد) لم يعد موجوداً في المكان الأخير الذي تم وضعه فيه. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية، قوله، قبل فترة وجيزة، إنه «لو كان هناك تحقيق للشرطة، لكان شيخ الإسلام أول شخص استدعته للتحقيق، فهو ضالع (في اختفاء أراد)، إن لم يكن الوحيد على قيد الحياة بين أولئك الضالعين بالأحداث في لبنان. والآن أخشى أن يكون شيخ الإسلام قد أخذ معه هذا اللغز إلى القبر».
يذكر أن شيخ الإسلام توفي جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، يوم الخميس الماضي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.