- اسم الفيلم: Aladdin And his Wonder Lamp
- السنة: (1906)
- التقييم: ★★★
لم يكن المخرج الفرنسي ألبير كابلاني أقل من نظيره جورج ميلييس اهتماماً بتقنيات الفيلم البدائية آنذاك، لكنه كان أقل منه شهرة. في الواقع تجاوز كابلاني مسألة الاعتماد على الخدع الممسرحة وحدها، وأجاد سرد الحكاية، وذلك على عكس زميله. اشتغل كابلاني على ابتكار الطريقة التي يمكن من خلالها سرد حدث لتأليف قصّة. لم يكن الوحيد الذي بدأ الاهتمام بالحكاية وسردها في ذلك الحين، لكنه كان من الفاعلين في هذا المجال ضمن الأفلام القصيرة التي كان يحققها (وأنجز منها نحو 170 عملاً حتى عام 1922).
حمل «علاء الدين ومصباحه العجيب» هذا الاهتمام النوعي. أولاً حققه المخرج كفيلم ملوّن مستخدماً الريشة في يده (كما تشي بعض النسخ التي ظهرت في مطلع 1990، بينما هناك نسخ أخرى بلا تلوين) عندما لم تكن هناك تقنيات تلوين كما انتشر لاحقاً، وثانياً استخدم أيضاً النقل من لقطة إلى أخرى على نحو حاد لم يكن معمولاً به، وذلك عوضاً عن عدم القطع مطلقاً أو الانتقال من مشهد لآخر باستخدام لقطتين إلى ثلاثة غالباً.
في مطلع الفيلم نرى علاء الدين نائماً يحلم وأمّه توقظه وتنهره طالبة منه البحث عن عمل. حال خروجه يمر موكب السلطان ومعه رجل يوهم علاء الدين برغبته في مساعدته. يقود الرجل علاء الدين إلى منطقة غير مأهولة طالباً منه النزول في حفرة يرفع الساحر غطاءها بأعجوبة فهو ساحر شرير. ينصاع علاء الدين ليجد نفسه فيما يشبه القصر تحت الأرض. هنا يستخدم الفيلم بعض الخدع والمؤثرات فهناك جرار وتماثيل مسحورة تدب فيها الحياة فتتحرك، وترمي له ببعض الدنانير الذهبية. يجد علاء الدين المصباح، ويحاول الساحر أخذه منه وتركه في ذلك المكان المغلق. لكن علاء الدين يصر على الاحتفاظ به فيغلق عليه الساحر الباب.
بحركة عفوية يمسح علاء الدين المصباح، فإذا بعفريت يظهر له ويطلقه. يعود علاء الدين إلى بيت والدته ومعه المصباح حيث يفركه هذه المرة قصداً فيطلع له عفريت آخر، ويحق له كل متطلباته المادية.
باقي الحكاية معروف كما مقدمتها، فالسينما منذ ذلك الحين داومت اللجوء إلى حكايات «ألف ليلة وليلة» للاقتباس منها، ونسخة كبلاني ليست الأولى لكنها من بين النسخ المبكرة. في مشاهد لاحقة، ينجح الشرير بسرقة المصباح وخطف الأميرة معاً. هنا يستيقظ علاء الدين من حلمه ليجد نفسه ما زال في بيت والدته المتواضع.
لكن الفيلم لا يتوقّف هنا، وثمّة فوضى في ترتيب وتنسيق المشاهد: نرى علاء الدين وهو يقابل امرأة فقيرة تنقلب إلى شابّة فجأة وتعطيه خنجراً. يدخل الساحر الشرير محاولا خطف أم علاء الدين (!) وها هو المصباح السحري موضوع على حافة النافذة. يطعنه علاء الدين بالخنجر ويتغلّب عليه. يدخل السلطان طالباً الزواج من أم علاء الدين (!!) ويلي ذلك رقص واستعراض ومزيد من الديكورات المكلفة (حينها) وكل ذلك في نحو 13 دقيقة.
ما يلفت النظر هنا هو أن بناء الديكور جيد. تصاميم الملابس رائع كذلك الإحاطة بالفترة التاريخية وديكوراتها في المشاهد الداخلية والخارجية. وسيجد المشاهد، إذا ما حصل على نسخة ملونة، أن التلوين بالريشة معتنى به.
الفيلم احتفال بالخيال الرحب، ولو من دون مبررات درامية، أو تفسيرات لكثير من المعطيات التي لاحقاً ما أخذت السينما تلتفت إليها على نحو يوازي اهتمام الروائي في كتاباته الأدبية. فنياً جيد لكن قصصياً بحاجة إلى إعادة سياق وترتيب، إلا إذا كان هذا الاضطراب في السباق ناتجاً عن خطأ في ترتيب المشاهد خلال عملية توليف أو ترميم، أو نظراً لضياع مشاهد من الفيلم ذاته ما يجعل بعض المشاهد تنتقل من حدث لآخر على نحو حاد أو غير مفسر.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة