أجمع المراقبون والمحللون على أن الفوز الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات أمس (الاثنين)، بالارتفاع من 32 إلى 36 مقعداً وتحويل «الليكود» إلى أكبر الأحزاب الإسرائيلية، جاء نتيجة لضعف منافسيه ونجاحه في المساس بهيبة الجنرال بيني غانتس وبقية رؤساء أركان الجيش السابقين، موشيه يعلون وجابي أشكنازي.
فقد أدار نتنياهو جملة انتخابات سلبية جارحة طعن فيها باستقامة هؤلاء الجنرالات بشكل منهجي، وأظهرهم فاسدين لا أقل منه، وهز ثقة منافسه «غانتس» بنفسه عندما سرب للصحافة توثيقاً لهاتفه يبين وقوعه في قضية جنسية وصلت إلى جهات إيرانية وجعلته عرضة للابتزاز، ثم سرب شريط تسجيل آخر يوثق فيه كبير مستشاري غانتس، وهو يشكك في قدراته على إصدار قرار بمحاربة إيران، ودب الفزع في صفوف الناخبين اليمينيين الليبراليين، عندما رسخ في أذهانهم المقولة العنصرية «غانتس لن يستطيع تشكيل حكومة إلا إذا تحالف مع القائمة العربية المشتركة».
ومع أن هذه الهجمة أفادت القائمة المشتركة، التي تمكنت من رفع نسبة التصويت بين الناخبين العرب بشكل غير مسبوق، نحو 64 في المائة، وحصلت على أصوات 86 في المائة منهم، فقد ضربت حزب غانتس فهبط بمقعد واحد من 33 إلى 32 مقعداً، وتحالف أحزاب اليسار، الذي انهار وهبط من 12 إلى 6 مقاعد.
لقد بدت ردود أفراد حزب الجنرالات على هجمة نتنياهو مترددة، بل مذهولة. فمن جهة لم يستطيعوا الهبوط في مستوى الخطاب السياسي، ومن جهة ثانية بدوا ضعفاء ومترددين وافتقدوا لشخصية «الجنرال المقاتل»، التي تلتصق عادة بالجنرالات الكبار في الجيوش.
وبدلا من طرح بدائل لسياسة نتنياهو، راحوا يتخذون مواقف يمينية شبيهة بمواقفه. فأعلنوا أنهم لن يتحالفوا مع القائمة المشتركة. وأيدوا صفقة القرن الأميركية وبنودها التي تنص على ضم غور الأردن وشمالي البحر الميت، وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات. ووقعوا بذلك في خطأ تاريخي اعتادت أحزاب الوسط الإسرائيلية على الوقوع في مطبه.
فالمصوتون في اليمين، يصوتون لليمين الأصلي وليس لمن يلجأ إلى التقليد. واليمين الليبرالي، الذي مل نتنياهو وأبدى استعدادا للانفضاض عنه، أراد مواقف ثابتة بديلا عنه حتى لو لم تكن يمينية خالصة.
واحتفل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الثلاثاء)، بـ«انتصاره الكبير» في الانتخابات العامة، بعدما وضعته استطلاعات الخروج للناخبين في موقف قوي لتشكيل الحكومة المقبلة، فيما اعترف خصمه رئيس حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس بـ«خيبة الأمل».
وأظهرت استطلاعات أجرتها ثلاث قنوات تلفزيونية أن الكتلة اليمينية وعمادها «الليكود» الذي ينتمي إليه نتنياهو، ستحصل على 60 مقعداً، وستكون بحاجة إلى صوت واحد إضافي لتشكيل حكومة بغالبية 61 نائباً من أصل 120 في الكنيست.
والانتخابات العامة التي أُجريت أمس (الاثنين) هي الثالثة في إسرائيل خلال أقل من سنة. وخرجت الجولتان السابقتان بنتائج متقاربة جداً بين حزبي نتنياهو وغانتس، ما حال دون تمكن أي منهما من تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بالأكثرية المطلوبة في الكنيست.
تحليل إخباري... نتنياهو فاز كالعادة لضعف منافسه
تحليل إخباري... نتنياهو فاز كالعادة لضعف منافسه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة