رصد علاقة بين النوم نهاراً والسكري والسرطان

TT

رصد علاقة بين النوم نهاراً والسكري والسرطان

قد يتعرض كبار السن الذين يعانون من النوم أثناء النهار لخطر الإصابة بأمراض السكري والسرطان وارتفاع ضغط الدم، وذلك وفقاً لدراسة أولية ستُعرض في الاجتماع السنوي الـ72 للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب في تورونتو بكندا خلال الفترة من 25 أبريل (نيسان) إلى 1 مايو (أيار) 2020. وتصف الدراسة، الإفراط في النوم أثناء النهار، بأنه الميل للنوم وقتاً طويلاً خلال ساعات النهار، حتى بعد قضاء سبع ساعات أو أكثر في النوم ليلاً.
وشملت الدراسة 10 آلاف و930 شخصاً، أجرى معهم الباحثون مقابلات عبر الهاتف مرتين تفصل بينهما ثلاث سنوات، حيث حقق 23 في المائة من الأشخاص فوق 65 عاماً معايير النوم المفرط نهاراً في المقابلة الأولى، وأراد الباحثون معرفة انعكاسات ذلك عليهم في المقابلة الثانية.
ويقول تقرير عن الدراسة نشره أمس الموقع الإلكتروني للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، إن الأشخاص الذين أبلغوا عن النوم المفرط نهاراً في أول مقابلة هاتفية تعرضوا لخطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بنسبة 2.3 مرة بعد ثلاث سنوات من أولئك الذين لم يبلغوا عن النوم المفرط، وكانوا أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
ويوضح التقرير، أن الأشخاص البالغ عددهم 840 والذين أبلغوا عن النوم المفرط نهاراً في المقابلة الأولى، أصيب منهم 52 شخصاً بمرض السكري، كما أصيب 20 شخصاً بالسرطان.
ولم تتطرق الدراسة إلى تفسير هذه العلاقة الإحصائية التي أوجدتها بين نوم كبار السن المفرط نهاراً والإصابة بهذه الأمراض، لكن الدكتور عبد الباسط صالح، أستاذ الأمراض الصدرية ومدير مركز طب وأبحاث النوم بجامعة المنصورة بمصر، يرجع الإصابة بالسرطان إلى حدوث خلل هرموني وضعف في المناعة.
ويقول صالح في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «كبار السن أو حتى صغار السن الذين ينامون فترات طويلة نهاراً، تتعدى حدود القيلولة الصحية القصيرة (25 دقيقة) أو الطويلة (45 دقيقة)، يعني ذلك أن هناك مشكلة في جودة نومهم ليلاً، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب في الساعة البيولوجية يترتب عليه تأثير سلبي على الهرمونات والجهاز المناعي، فيصبح الشخص أكثر عرضة للسرطان».
ويشير إلى أن تركيز الدراسة على كبار السن ربما يعود إلى سببين، أولهما أنهم الأكثر تناولاً للأدوية التي يكون لها تأثير على قطع النوم لقضاء الحاجة، فضلاً عن أنهم يعانون بحكم السن من ضعف الجهاز المناعي مقارنة بالفئات الأصغر سناً.
أما بالنسبة للعلاقة بين عدم جودة النوم والسكري، فهي مثبتة منذ فترة وليس لها علاقة بالسن، وتعود إلى تأثير النوم السيئ على الجهاز العصبي السمبثاوي أو ما يعرف بـ«الجهاز العصبي الودي». ويضيف صالح «الخلل في النوم يدفع هذا الجهاز إلى العمل الدائم دون توقف، وهذا من شأنه أن يزيد من معدلات الحرق، ومن ثم يؤدي للإصابة بالسكري».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.