قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن مجريات الأحداث في محافظة إدلب بدأت تتغير لصالح بلاده وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها وسط أنباء متضاربة عن سيطرة الفصائل بدعم تركي على مدينة سراقب، في وقت أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن المباحثات الروسية - التركية الجارية في أنقرة توصلت إلى نقطة معينة وأن نتائجها ستتضح خلال يومين وستحدد بلاده خطواتها القادمة في إدلب على ضوء هذه النتائج.
وذكر إردوغان أنه لولا دعم روسيا وإيران للنظام السوري لما استطاع الصمود حتى الآن، مشيرا إلى أن تركيا لا يمكنها اعتبار الأسد صديقاً لها، وهو الذي قتل مئات الآلاف من مواطنيه. وأشار إردوغان، في كلمة في أنقرة أمس (الخميس)، إلى أن بلاده تواصل التفاوض مع روسيا فيما يخص تطورات الأوضاع في إدلب قائلا إن مطالب تركيا واضحة في تلك المنطقة (في إشارة إلى المطالبة بانسحاب قوات الجيش السوري إلى خلف نقاط المراقبة التركية بحلول نهاية فبراير/ شباط).
وتواصلت أمس، لليوم الثاني على التوالي، المباحثات بين الوفدين التركي والروسي حول إدلب برئاسة نائب وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط سادات أونال، فيما يترأس الجانب الروسي نائب وزير الخارجية السفير سيرغي فيرشينين والمبعوث الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وهي الجولة الرابعة بين الوفدين خلال فبراير الجاري، في ظل توتر الوضع في إدلب، جراء تصعيد قوات النظام وروسيا والميلشيات الموالية لإيران، واستيلائها على مدن وقرى داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب، والتوتر بين تركيا وروسيا وتبادل الاتهامات بشأن عدم التزام كل طرف بتنفيذ بنود تفاهم سوتشي الموقع بينهما في 17 سبتمبر (أيلول).
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن محادثات بلاده مع الوفد الروسي حول إدلب وصلت إلى «نقطة معينة»، وإن تركيا ستحدد موقفها على أساس نتائج المحادثات التي ستتضح في غضون يومين. وأضاف، في تصريحات في أنقرة أمس، أن «توجيهات رئيسنا (إردوغان) واضحة، نبذل جهوداً كقوات مسلحة من أجل جلب السلام إلى إدلب في أقرب وقت». ولفت إلى اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي مارك إسبر (جرى مساء أمس الخميس) حول التطورات في إدلب.
في المقابل، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، إن المقترحات التي يقدمها الجانب الروسي فيما يتعلق بمحافظة إدلب لا تلبي تطلعات تركيا حتى الآن. وقال تشيليك، في مؤتمر صحافي أمس، إن الجيش التركي استكمل استعداداته ليقوم بمهامه عند انتهاء المهلة المحددة لقوات النظام السوري من أجل الانسحاب إلى خلف نقاط المراقبة التركية وفقاً لاتفاق سوتشي، في نهاية فبراير (شباط) الجاري. وأضاف: «تركيا لن تقبل فرض النظام السوري أمراً واقعاً في إدلب برفضه الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها، ويجب أن لا تقبله روسيا أيضاً لأنه يتنافى مع اتفاق سوتشي».
وقال تشيليك إن «لقاء إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون نقطة تحول بخصوص تحرك تركيا ضد قوات النظام في إدلب. يمكن لأنقرة وموسكو العمل على تحديد تاريخ مناسب حول لقاء زعيمي البلدين، لكن يجب أن ينعقد هذا اللقاء في وقت قريب».
وشدّد المتحدث التركي على أن التطورات في إدلب تمس بشكل مباشر الأمن القومي التركي، مشيرا إلى أن تركيا لا يمكن أن تقبل بالعدوان والاحتلال من قبل النظام، وبخاصة فيما يتعلق بمحاصرة بعض نقاط المراقبة التركية في إدلب.
وقال إن الرئيس إردوغان يعتزم إعادة التأكيد على مقترحات تركيا خلال اللقاء المحتمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن المحادثات التي جرت حتى اليوم بين تركيا وروسيا، لم تسفر عن النتائج المرجوة من قبل أنقرة.
كان إردوغان قال، أول من أمس، إن تركيا تعتزم طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة العسكرية التركية في منطقة إدلب بشمال غربي سوريا هذا الأسبوع رغم تقدم قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا.
وأشار إردوغان إلى أن لقاء محتملا مع بوتين في 5 مارس (آذار) المقبل سيكون «نقطة تحول» بخصوص تحرك تركيا ضد قوات النظام في إدلب. لكن الكرملين أعلن أمس أن بوتين ليست لديه خطط للقاء إردوغان في 5 مارس لبحث الوضع في إدلب، ولديه خطط عمل أخرى لهذا اليوم.
في السياق ذاته، أشار إردوغان، أمس، إلى مقتل 3 جنود أتراك، قائلا: «لكن في المقابل تكبدت قوات النظام خسائر فادحة».
كانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، ليل أول من أمس، مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين إثر غارة جوية على كصنفرة بريف إدلب الجنوبي.
وقالت الوزارة، في بيان، إن «هجوماً جوياً استهدف القوات التركية الموجودة في إدلب لضمان وقف إطلاق النار، أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين (توفي أحدهما متأثرا بجراحه أمس)، وردت القوات التركية على الهجوم بشكل فوري وقصفت أهداف النظام في المنطقة. وتم تحييد 114 عنصراً من قوات النظام». وأضافت أنها علمت أيضاً بتدمير نظام صاروخي للدفاع الجوي، ومضاد طيران ومضاد دبابات، و3 دبابات وعربة ذخائر، وأشارت إلى السيطرة على 3 دبابات (زد يو 23).
في الإطار ذاته، أكد قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الجنرال تود والترز، أهمية الدور الذي تلعبه الدولة الحليفة (تركيا) في مواجهة روسيا في إدلب وليبيا.
وقال، في بيان أعده للجنة مجلس الشيوخ لشؤون القوات المسلحة، «إن تركيا تلعب دوراً أساسيا في مواجهة روسيا.. كل من تركيا وروسيا تواصلان الصراع في ليبيا وتشتبكان بمعارك مباشرة في إدلب، ويرى الطرفان أن منطقة البحر الأسود هي مجال نفوذهما الطبيعي».
وأكد أنه سيتم ضمان المصالح الأميركية والتركية طويلة الأمد، بأفضل شكل، من خلال تحسين التعاون ضد روسيا من خلال الناتو وعلى الصعيد الثنائي.
إردوغان: مجريات الأحداث في إدلب تتغير لصالحنا ومطالبنا واضحة
تركيا تعلن أن المباحثات مع روسيا ستحدد التحركات المقبلة
إردوغان: مجريات الأحداث في إدلب تتغير لصالحنا ومطالبنا واضحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة