قطع بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني أكثر من نصف الطريق نحو التأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد فوز كاسح للأول على مضيفه تشيلسي الإنجليزي 3 – صفر، وعودة الثاني من ملعب نابولي الإيطالي بالتعادل 1 - 1 في ذهاب ثمن النهائي.
على ملعب «ستامفورد بريدج» لقَّن بايرن ميونيخ منافسه تشيلسي درساً بتسجيله ثلاثة أهداف ملعوبة، ليحسم أي تشويق قبل مباراة الإياب المقررة على ملعب «أليانز أرينا» في 18 الشهر المقبل.
وحافظ الفريق البافاري الفائز باللقب القاري خمس مرات، بالتالي على سجله المثالي في المسابقة القارية، بتحقيقه فوزه السابع توالياً هذا الموسم. وكان مدربه هانزي فليك راضياً تماماً وقال: «بالنسبة لنا، بطبيعة الحال، هذه نتيجة جيدة جداً، قدم الفريق طوال الدقائق التسعين أداء مركزاً وحازماً». ويبدو أن بايرن يستعد لمكافأة مدربه بعقد جديد بعد هذا الانتصار الكبير؛ حيث لمح بذلك كارل هاينز رومينيغه، الرئيس التنفيذي للنادي.
وقدم رومينيغه هدية إلى فليك بمناسبة عيد ميلاده خلال وجبة عشاء الفريق في لندن عقب المباراة، ولمح خلال الجلسة إلى إمكانية توقيع عقد جديد مع المدرب.
وقال رومينيغه خلال تقديم هديته إلى فليك: «في الرزمة الحمراء يوجد قلم. فأنت أحياناً ما توقع أوراقاً بالقلم في بايرن ميونيخ». ويقوم فليك الذي احتفل بعيد ميلاده الــ55، بقيادة البايرن بشكل مؤقت لنهاية الموسم، خلفاً لنيكو كوفاتش المقال في نوفمبر (تشرين الثاني). وقال رومينيغه في حديثه لفليك: «واصل ذلك. استمر على المنوال نفسه، فنحن سعداء للغاية بالطريقة التي يؤدي بها الفريق، بالنتائج والعروض».
في المقابل، اعترف مدرب تشيلسي فرانك لامبارد بسوء أداء فريقه وقال: «يجب أن نكون صريحين، ونقول بأن العرض كان سيئاً. لقد تفوق علينا الفريق المنافس في جميع الجوانب، وهي خسارة مؤلمة. ليس غريباً أن بايرن ميونيخ ينافس على اللقب في كل سنة محلياً وأوروبياً، نظراً للمستوى الذي ظهر به. لقد خاب ظني لأننا لم نتمكن من القيام بعمل أفضل في مواجهته».
وهي الخسارة الثالثة لأحد ممثلي الكرة الإنجليزية في ذهاب هذا الدور، بعد سقوط ليفربول حامل اللقب أمام أتلتيكو مدريد الإسباني صفر - 1 خارج ملعبه، وتوتنهام أمام لايبزيغ الألماني صفر - 1 على أرضه. والمفارقة أن الفرق الإنجليزية الثلاثة لم تسجل أي هدف، علماً بأنها كانت حاضرة بقوة في نهائي المسابقتين القاريتين الموسم الماضي؛ حيث خاض ليفربول نهائي دوري الأبطال في مواجهة توتنهام، في حين التقى طرفا مدينة لندن تشيلسي وآرسنال في نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
ويدين تشيلسي إلى حارس مرماه الأرجنتيني ويلي كاباييرو بالمحافظة على نظافة شباكه في الشوط الأول، بإنقاذه كثير من الكرات الخطرة، في الوقت الذي بدا هجوم الفريق الإنجليزي غير فعال. وفي الشوط الثاني واصل البايرن ضغطه وفلح في ترجمة أفضليته بهدفين متتاليين في غضون ثلاث دقائق، عن طريق مهاجمه سيرج غنابري، وثالث من الهداف روبرت ليفاندوفسكي رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً هذا الموسم، لينفرد بصدارة الهدافين بفارق هدف واحد عن مهاجم دورتموند (النرويجي) أرلينغ هالاند. وتوجه غنابري بالشكر إلى ليفاندوفسكي، قائلاً: «مرر لي روبرت هدفين كان بإمكانه أن يسجلهما بنفسه. بإمكاني أن أتخلى له عن جائزة أفضل لاعب في المباراة (التي نالها هو)»، متطرقاً بعد ذلك إلى مجريات المباراة بالقول: «وضعناهم تحت ضغط كبير، واستفدنا من الانتقال بسرعة من الدفاع إلى الهجوم. نحن سعداء بكل بساطة».
ويذكر أن غنابري سجل هدفيه الخامس والسادس في دوري الأبطال في لندن هذا الموسم، بعدما أحرز رباعية خلال انتصار ساحق للفريق البافاري 7 - 2 على توتنهام هوتسبير في دور المجموعات.
وقال فليك: «إنها نتيجة جيدة حقاً بالنسبة لنا. الفريق أدى بالطريقة التي خططنا لها، وكنا في غاية التركيز».
في المقابل تفاقمت معاناة الفريق الإنجليزي في الدقيقة 83، عندما طُرد الجناح ماركوس ألونسو بعد ضربة بالمرفق في وجه ليفاندوفسكي.
وعلى ملعب «سان باولو»، عجز النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن إقناع جمهور نابولي بأنه على قدر المساواة مع أسطورة النادي مواطنه دييغو مارادونا؛ خصوصاً في المدينة التي صنع فيها الأخير إنجازات أسطورية، بعد أن عانى للتخلص من الرقابة المفروضة عليه؛ لكن فريقه برشلونة الذي يتحضر لخوض الكلاسيكو المحلي ضد غريمه ريال مدريد، الأحد، في معقل الأخير، حقق الأهم، وعاد بتعادل إيجابي أمام جمهور تحدى الخوف من فيروس «كورونا» الذي ألقى بظلاله على إيطاليا أكثر من أي من دولة أوروبية أخرى.
في الملعب الذي تألق فيه مارادونا وقاد نابولي للقبيه الأول والأخير في الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990، بعد أن انتقل إليه من برشلونة بالذات، ما جعله معبود المدينة الإيطالية الجنوبية، ناب الفرنسي أنطوان غريزمان عن ميسي، وأنقذ الضيوف بإدراكه التعادل في مباراة أكملها فريقه بعشرة لاعبين في الثواني الأخيرة، بعد طرد التشيلي أرتورو فيدال.
وتقدم نابولي بهدف رائع للبلجيكي درايس مرتنز، بتسديدة لولبية رائعة من مشارف المنطقة إلى الزاوية اليسرى العليا لمرمى دير شتيغن حارس برشلونة في الدقيقة 30، رافعاً رصيده إلى 121 هدفاً بقميص نابولي في جميع المسابقات، ليصبح على المسافة ذاتها من صاحب الرقم القياسي السلوفاكي ماريك هامسيك.
وحقق مدرب برشلونة كيكي سيتين بهذا التعادل نتيجة إيجابية في مباراته الأولى على الإطلاق في دوري الأبطال، بعد أن تسلم الإشراف على الفريق مطلع العام الحالي خلفاً لإرنستو فالفيردي، على غرار نظيره في الفريق الإيطالي جينارو غاتوزو الذي خلف كارلو أنشيلوتي بعد التأهل إلى ثمن النهائي.
واعتبر قائد نابولي ومهاجمه لورنتسو إنسيني أن فريقه استحق الفوز؛ لأنه حصل على فرص أكثر من ضيفه، كاشفاً أن هذا التعادل ترك «طعماً مريراً».
وقال إنسيني: «إني طلبت قميص ميسي قبل المباراة، وإنه لشرف لي أن أحصل عليه، كان من المؤثر عاطفياً أن نواجه برشلونة وميسي للمرة الأولى؛ لكني أشعر أنه كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل أمام مشجعينا، لا سيما في ظل الفرص التي حصلنا عليها».
وأعرب غاتوزو عن خيبة أمله للنتيجة التي انتهت إليها المباراة، واهتزاز شباك فريقه بهدف من خطأ وحيد. وتولى غاتوزو قيادة نابولي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلفاً لمواطنه كارل أنشيلوتي، ونجح في تحقيق انتفاضة بعد بداية ضعيفة، وقال: «على الأقل، منحتنا هذه المباراة معرفة أنه إذا لعبنا بشكل جماعي فيمكن أن نقدم مستويات رائعة. هناك بعض الندم بسبب التعادل؛ لكن في الواقع لم نتغير كثيراً بين التقدم 1 - صفر والتعادل 1 - 1. ونحن ندرك أنه بغض النظر عما يحدث فإننا نحتاج إلى تقديم أداء رائع هناك».
وأكد غاتوز: «كان شعورنا أنه لو واصل برشلونة اللعب بطريقته نفسها طيلة اليوم في وسط الملعب، فإنه لن يكسرنا ولن يهز شباكنا؛ لكننا دفعنا بعد هذا ثمن الخطأ الوحيد الذي ارتكبناه. ماريو روي ارتكب هذا الخطأ، واستغله غريزمان ليعاقبنا».
وواصل: «كان بإمكاننا تقديم أداء أفضل في بعض فترات المباراة، وخصوصاً في بناء الهجمات. وكان علينا أن نحاول التغلب على الخوف. لم ننجح في تغيير نتيجة المباراة في الوقت المناسب».
وأكد غاتوزو أن فريقه سيستخدم «الخوذات والدروع» للدفاع عن نفسه في برشلونة، وأوضح: «بكل تأكيد الأمور لم تنتهِ بعد، ونحن ندرك وجود صعوبات؛ لكننا سنشتري الخوذات والدروع، وسنذهب ونلعب في (كامب نو)».
من جهته، أعرب كيكي سيتين مدرب برشلونة عن رضاه بالتعادل، وقال: «النتيجة جيدة، وتمنحنا الأفضلية قبل مباراة الإياب على ملعبنا».
وأوضح: «الشوط الثاني كان مختلفاً؛ حيث كانت هناك مساحات أكبر. ونتيجة لهذا سجلنا هدف التعادل. قدم نابولي مباراة عظيمة. أعتقد أنها نتيجة جيدة أن نسجل هدفاً في شباك المنافس على ملعبه قبل مباراة الإياب على ملعبنا».
واعترف سيتين بأن فريقه سيفتقد لاعبين مهمين في مباراة الإياب للإيقاف، وهما سيرخيو بوسكيتس بسبب الإنذارات، وآرتورو فيدال للطرد؛ لكننا سنستعيد لاعبين مهمين أيضاً خلال مباراة الإياب، هما جوردي ألبا وسيرجي روبرتو.
بايرن يستعد لمكافأة مدربه فليك بعقد جديد بعد الانتصار الكبير على تشيلسي
برشلونة سعيد بالعودة من نابولي بالتعادل... وغاتوزو يؤكد خوض إياب ثمن نهائي دوري الأبطال بالدروع
بايرن يستعد لمكافأة مدربه فليك بعقد جديد بعد الانتصار الكبير على تشيلسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة