العراقيون يتظاهرون بالكمامات... ويطالبون بحل البرلمان

متظاهرات يرتدين كمامات للوقاية من «كورونا» بساحة التحرير في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرات يرتدين كمامات للوقاية من «كورونا» بساحة التحرير في بغداد أمس (رويترز)
TT

العراقيون يتظاهرون بالكمامات... ويطالبون بحل البرلمان

متظاهرات يرتدين كمامات للوقاية من «كورونا» بساحة التحرير في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرات يرتدين كمامات للوقاية من «كورونا» بساحة التحرير في بغداد أمس (رويترز)

رغم الأمطار الغزيرة التي سقطت في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، ورغم التحدي الصحي الخطير الذي يمثله دخول فيروس «كورونا» إلى البلاد، فإن آلاف المواطنين العراقيين تظاهروا، أمس، استجابة لدعوة سابقة وجهتها جماعات الحراك لتأكيد الثبات على تحقيق المطالب ورفض تولي محمد توفيق علاوي منصب رئاسة الحكومة المقبلة.
وكرر المتظاهرون في غالبية الساحات المطالب ذاتها المتعلقة بمحاسبة المتورطين في دماء المتظاهرين، واختيار حكومة مؤقتة بعيداً عن التأثيرات الحزبية، ورفعت لأول وبأعداد غير قليلة شعارات تطالب بحل فوري للبرلمان وتحديد موعد الانتخابات المبكرة وإكمال التصويت على قانون الانتخابات الجديد وإرساله إلى رئيس الجمهورية للمصادقة عليه.
وامتلأت ساحة التحرير وسط بغداد والشوارع والمقتربات القريبة منها بآلاف المتظاهرين الذي جاءوا من أحياء العاصمة القريبة والبعيدة ومن بعض المحافظات مرددين الأهازيج والهتافات المؤيدة للثورة والرافضة للسلطة وأحزابها. ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون: «موقفنا ثابت ماتغير... ماعدنا غير الثورة معبر... نزرع طريق الناس أخضر».
ولم ينعكس الإعلان عن اكتشاف حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في محافظتي النجف وكركوك والاهتمام العام بالفيروس، على شكل عزوف المواطنين عن الحضور إلى ساحات التظاهر للخشية من الإصابة بالمرض. لكن أعداداً غير قليلة من المتظاهرين قاموا بارتداء الأقنعة الواقية ووجدت مفارزة طبية بالقرب من الساحات لمعالجة الحالات الطارئة والتي يشتبه في تعرضها للإصابة.
وفي الناصرية مركز محافظة ذي قار، توافد آلاف المتظاهرين من الطلبة والمواطنين العاديين إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة للمشاركة في المظاهرات، وقام محتجون بقطع تقاطع البهو وجسري الحضارات والنصر بواسطة الإطارات المشتعلة من قبل المتظاهرين في الناصرية احتجاجاً على عدم الاكتراث الحكومي لمطالب الحراك، وفقاً لمصادر في المدينة. وأظهرت صور وفيديوهات تداولها ناشطون اكتظاظ معظم شوارع المدينة بحشود المتظاهرين.
وأبلغ الصحافي ميثم الشباني في محافظة الديوانية «الشرق الأوسط» عن خروج آلاف المتظاهرين إلى ساحات التظاهر رغم الأمطار الغزيرة التي سقطت هناك. وكذلك الحال بالنسبة لمحافظات بابل وكربلاء وواسط. وأظهرت صور تداولها ناشطون في محافظة النجف متظاهرين في ساحة الصدرين وهم يسبحون في بركة ماء كبيرة نتيجة هطول الأمطار الغزيرة.
وباستثناء عمليات قطع الطرق التي قام بها المتظاهرون في الناصرية، لم تشهد الشوارع في بقية المحافظات حالات قطع، كما خلت مظاهرات أمس من الاحتكاكات المعتادة بين المتظاهرين والقوات الأمنية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».