رئيس الحكومة المغربية يعلن قرب بدء تنزيل «اللاتمركز الإداري»

TT

رئيس الحكومة المغربية يعلن قرب بدء تنزيل «اللاتمركز الإداري»

دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إلى التسلح بالتواصل درءاً لما سماه «سوء الفهم والإشكالات السياسية أو الشخصية»، مؤكداً أن تحقيق مصلحة البلاد وتنميتها أمر يهم الجميع. كما أعلن بدء تنزيل اللاتمركز الإداري بعد 3 أسابيع. وأفاد العثماني في كلمة ألقاها خلال افتتاح اللقاء التواصلي بجهة كلميم واد نون، أمس، بأن الزيارات الحكومية للجهات تكون بغرض تفقد الأوراش التنموية على مستوى الجهة، سواء تلك التي تم الشروع في إنجازها، أو تلك التي توجد في طور الإعداد من أجل تسريع إطلاقها. وقال رئيس الحكومة مخاطباً منتخبي وممثلي المجتمع المدني بالجهة: «جئنا في هذه الزيارة التواصلية وكلنا آذان صاغية للتفاعل مع الإشكالات، التي تحتاج لحلول، ونعلم جيداً أنه رغم المشاريع التي أنجزت، أو تلك المبرمجة في جهة كلميم - واد نون، إلا أن تطلعات السكان وانتظارات المواطنين تبقى كثيرة، وتحتاج تفاعلاً مستمراً». كما أوضح العثماني، الذي ترأس وفداً وزارياً مهماً في زيارته للجهة الواقعة جنوب المملكة، أن المشاريع التنموية الطموحة التي عرفتها جهة كلميم - واد نون، أو تلك الموجودة في طريق الإنجاز، «سيكون لها تأثير إيجابي على الجهة وساكنيها في المستقبل المنظور». مشيراً إلى المكانة الخاصة التي تحتلها الجهة بفضل «إرثها الحضاري والتاريخي والوطني»، واعتبر أنها تبقى مؤهلة لتكون قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بجنوب المملكة، وذلك بفضل استفادتها من البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية، وتخصيصها ببرنامج تنموي خاص، شكل موضوع اتفاقيات وقعت أمام الملك محمد السادس. واعتبر العثماني أن هذه الزيارات تروم دعم الجهات، وتفعيل ورش الجهوية المتقدمة، الذي قطعت فيه الحكومة أشواطاً مهمة، خصوصاً بعد إصدار النصوص التنظيمية ومصادقة جل مجالس الجهات على برامجها التنموية الجهوية، وهي تتطلع الآن لتفعيلها وتنزيلها من خلال التعاقد بين الدولة والجهات. كما أبرز رئيس الحكومة أهمية اعتماد ميثاق اللاتمركز الإداري، والتقدم الذي تحقق في تفعيله، ولا سيما بعد المصادقة على جميع التصاميم المديرية القطاعية، وجدولة التنزيل خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع وضع خارطة طريق لذلك، وتعديل النصوص القانونية الضرورية، ودعا القطاعات الحكومية للالتزام بما سطرته في تصاميمها المديرية.
في سياق ذلك، أشار العثماني إلى أن ميثاق اللاتمركز الإداري سيمكن المغرب من دعم وتقوية «الدينامية التنموية الوطنية التي تشهدها البلاد، من أجل الاستجابة لانتظارات الجهة وسكانها»، مقراً بوجود عدد من التحديات، التي تعيق مسار التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال بهذا الخصوص: «سنعمل قريباً على بدء ورش اللاتمركز الإداري، الذي طال انتظاره، بنقل عدد من اختصاصات الإدارات المركزية لإدارات جهوية وإقليمية، وما يرافقها من نقل لموارد مالية وبشرية، مما يشكل نقلة مهمة في بنية الإدارة المغربية نحو تقريب عدد من القرارات للمواطنين».
وزاد العثماني مبيناً: «سنبدأ بعد 3 أسابيع الخطوات العملية، على أن يواكبها تطور تشريعي بأكثر من 60 مرسوماً، في تطور قانوني يهم الإدارة المغربية»، وذلك في إشارة إلى أن الحكومة عازمة على تسريع وتيرة تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.