جمعية المصارف تطلب التعامل مع قضية السندات بعيداً عن السياسة

TT

جمعية المصارف تطلب التعامل مع قضية السندات بعيداً عن السياسة

بدأ وفد صندوق النقد الدولي، أمس، اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين لتقديم خطة إنقاذية ومساعدة تقنية للخروج من الأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس جمعية المصارف سليم صفير أنه طلب من رئيس الجمهورية ميشال عون التعامل مع قضية السندات الدولية (اليوروبوند) بشكل تقني بعيداً عن السياسة وضغوط الشارع، لأن تراجع أسعار السندات يكبد البنوك اللبنانية خسائر، ويزيد الضغوط عليها.
وكانت أول لقاءات وفد الصندوق أمس مع رئيس الحكومة حسان دياب وعدد من الوزراء في لقاء «خُصّص للتعارف»، كما وصفه وزير المالية غازي وزني، وقال وزني: «إننا في مرحلة المشورة التقنية، والمساعدات تأتي في المرحلة المقبلة». ولفت إلى أن «لبنان حضر خطة لمواجهة الأزمة وكيفية الخروج منها»، مشيراً إلى أن «صندوق النقد يعطي وجهة نظره في ظل الظروف الحالية، وما يحتاجه لبنان من إجراءات إصلاحية واقتصادية ومالية، ومكمن الصعوبات والسبل الآيلة إلى الحلول». وأكد وزني أن وفد الصندوق «سيتابع عمله حتى الانتهاء من التعاون مع لبنان لإعداد الخطة». في موازاة ذلك، كان استحقاق «اليوروبوند» بنداً رئيسياً في لقاء بين الرئيس ميشال عون ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، ومساء في اجتماع جمع الأخير مع لجنة المال ونواب ووزير المال وممثلين عن مصرف لبنان.
ونقلت قناة «إل بي سي» عن مصادر في الاجتماع المسائي قولها إن صندوق النقد الدولي قال للمسؤولين اللبنانيين: «أنتم تقررون ماذا ستفعلون»، مشيرة إلى «أن مهلة التفاوض الرسمية بين حاملي السندات ولبنان تنتهي غداً (اليوم) لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في التفاوض في حال قبل حاملو السندات بذلك».
ولفتت إلى أن وزني شرح الاحتمالات والتداعيات بشأن استحقاقات «اليوروبوند»، لكنه لم يأخذ أي موقف نهائي وهو بصدد تعيين استشاريين حقوقيين وماليين لاختيار التوجه الأسلم. وبعد اجتماعه مع عون، قال صفير: «تمنينا على الرئيس عون مقاربة موضوع السندات بشكل تقني وبعيد عن السياسة وضغوط الشارع، فعلينا السهر على مصلحة لبنان طبعاً، ولكن أيضاً على سمعته وسلامة القطاع المصرفي وأموال المودِعين في حال اتُّخذ قرار التخلّف عن الدفع بشكل غير نظامي».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».