«كورونا»... من تهديد النمو الصيني إلى ضرب السيارات والتجارة

عيون الخبراء على سلاسل التوريد والإمدادات

أشخاص يرتدون أقنعة واقية يمشون في طريق نانجينغ في شنغهاي بالصين (رويترز)
أشخاص يرتدون أقنعة واقية يمشون في طريق نانجينغ في شنغهاي بالصين (رويترز)
TT

«كورونا»... من تهديد النمو الصيني إلى ضرب السيارات والتجارة

أشخاص يرتدون أقنعة واقية يمشون في طريق نانجينغ في شنغهاي بالصين (رويترز)
أشخاص يرتدون أقنعة واقية يمشون في طريق نانجينغ في شنغهاي بالصين (رويترز)

تعددت التقارير التي تتحدث عن مخاطر تفشي كورونا المتحور في الصين، سواء على اقتصادها المباشر، أو على الاقتصادات الأخرى حول العالم، وكذلك القطاعات الرئيسية من التجارة والصناعة والطاقة إلى الطيران.
ورغم المخاوف والتقارير التي تتوقع تأثرا بالغا للاقتصاد الصيني، قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن هناك الكثير من الضبابية التي تكتنف فيروس كورونا سريع الانتشار، ما يتعذر معه التكهن بتأثيره على الاقتصادين الصيني والعالمي.
وقال جيري رايس، المتحدث باسم الصندوق، إن الصندوق رحب بمساعي الصين لاحتواء انتشار الفيروس والحد من تأثيره الاقتصادي، وإنه على أهبة الاستعداد لمساعدة بكين حسب الحاجة. موكدا في مؤتمر صحافي: «على المدى المتوسط إلى الطويل ما زلنا واثقين في أن اقتصاد الصين متين».
لكن في مقابل الثقة في قدرة الاقتصاد الصيني على التعاطي مع ضغوط كورونا على المدى الطويل، فإن التأثيرات قصيرة المدى حتمية برأي كثير من المؤسسات والخبراء الدوليين. وقال بنك «إتش إس بي سي» الخميس إنه خفض توقعاته لنمو اقتصاد البر الرئيسي في الصين في الربع الأول من العام إلى 4.1 في المائة على أساس سنوي، من 5.8 في المائة سابقا، بسبب تأثير فيروس كورونا. كما خفض البنك توقعاته لنمو الصين للعام بالكامل إلى 5.3 في المائة، من 5.8 في المائة. مضيفا أن التأثير بدأ بالفعل يظهر في السياحة والتجارة وسلاسل الإمداد وقطاعات أخرى.
وخفض «إتش إس بي سي» تقديراته للنمو العالمي للعام بالكامل إلى 2.3 في المائة من 2.5 في المائة، مضيفا أنه يتوقع أكبر وطأة للتأثير في الربع الأول، مع حدوث بعض التحسن بمضي العام.
من جهة أخرى، حذرت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني من تداعيات انتشار فيروس «كورونا» في الصين على قطاع السيارات العالمي، وقالت إن مبيعات وإنتاج السيارات من المتوقع أن ينخفض في جميع الأسواق.
وأوضحت الوكالة أن الصين تعد دولة رائدة في صناعة السيارات العالمية، كما أنها تنافس الولايات المتحدة على المركز الأول في سوق السيارات. وأضافت أن الصين تحتضن مصانع لكبرى شركات السيارات العالمية، كما تقوم بصناعة مكونات كثيرة لمصانع السيارات الموجودة في بلدان أخرى.
وبينت «فيتش» أن القيود التي فرضتها بكين على النقل وعلى الإنتاج في مختلف الصناعات لوقف انتشار الفيروس، ستؤدي إلى انخفاض مبيعات السيارات الجديدة في الصين وتعطيل الإمدادات في إنتاج السيارات العالمي.
ووفقا لـ«فيتش»، فإن معظم شركات صناعة السيارات في الصين، تعتزم استئناف الإنتاج في غضون أيام قليلة، لكن الانقطاع في سلاسل التوريد سيستمر حتى أواخر فبراير (شباط) الجاري أو أوائل مارس (آذار) القادم؛ حيث إن مقاطعة هوبي الصينية، التي ظهر الفيروس فيها، تمثل 8.8 في المائة من إنتاج السيارات في البلاد.
وعلى صعيد ذي صلة، حذرت مجموعة علي بابا غروب هولدنغ الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية من أن فيروس كورونا المتحور الجديد، الذي أودى بحياة أكثر من 1300 شخص في الصين، سيكون له تأثير قوي على المستهلكين والتجار في الصين، وسيضر بنمو إيرادات المجموعة خلال الربع الأول من العام الحالي.
وأشارت بلومبرغ إلى أن علي بابا، تعد أول شركة صينية كبرى تعلن نتائجها ربع السنوية منذ تفشي الفيروس في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقالت الشركة إن الفيروس أضر بالإنتاج في الصين، نظرا لعدم قدرة الكثيرين من العمال على العودة إلى أعمالهم بسبب الأزمة. كما أدى انتشار الفيروس الجديد إلى تغيير أنماط الشراء؛ حيث تراجع المستهلكون عن الإنفاق الترفيهي بما في ذلك السفر والذهاب إلى المطاعم. في الوقت نفسه، أعلنت الشركة الصينية العملاقة ارتفاع إيراداتها خلال الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 38 في المائة إلى 161.5 مليار يوان (23.1 مليار دولار) وهو ما يفوق توقعات المحللين. كما ارتفع صافي أرباح الشركة بنسبة 58 في المائة إلى 52.3 مليار يوان.
وتحدث ماجي وو المدير المالي لمجموعة علي بابا بوضوح عن تداعيات الفيروس على الموظفين والموردين والتجار، مضيفا أن الكثيرين من التجار الذين يتعاملون مع الشركة لم يتمكنوا من العودة إلى العمل بالشكل الطبيعي منذ عطلة رأس السنة القمرية الصينية في الشهر الماضي، بسبب نقص العمالة. وقال في مؤتمر صحافي لإعلان النتائج إن «الوباء له تأثير سلبي على الاقتصاد الصيني ككل، وبخاصة على قطاعي التجزئة والخدمات... وفي حين ما زال الطلب على السلع والخدمات موجودا، فإن وسائل الإنتاج في الاقتصاد تضررت بتأخير فتح المكاتب والمصانع والمدارس بعد عطلة رأس السنة القمرية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

قال مصدر لوكالة «رويترز» للأنباء إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مددت مهلة حتى يوم الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك، للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذ الملياردير على «تويتر»، مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.

وغرد ماسك، أمس (الخميس)، بنسخة من رسالة أرسلها محاموه إلى رئيس الهيئة، جاء فيها أن موظفي الهيئة منحوه 48 ساعة للموافقة على دفع غرامة أو مواجهة اتهامات.

وقال المصدر إن الهيئة أرسلت إلى ماسك عرض تسوية، يوم الثلاثاء، سعياً للحصول على رد في 48 ساعة، لكنها مددت العرض إلى يوم الاثنين بعد طلب مزيد من الوقت.

وانخرطت الهيئة وهي أعلى سلطة في تنظيم الأسواق الأميركية وماسك في معركة قضائية، معلنة عن التحقيق الذي أجرته الوكالة في استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي التي غيّر ماسك اسمها منذ ذلك الحين إلى «إكس».

ورفض متحدث باسم مكتب الشؤون العامة في هيئة الأوراق المالية والبورصات التعليق، ولم يرد محامي ماسك بعد على طلبات التعليق.

وكانت الهيئة تحقق فيما إذا كان ماسك قد انتهك قوانين الأوراق المالية في عام 2022 حين اشترى أسهماً في «تويتر»، بالإضافة إلى البيانات والملفات التي قدمها فيما يتعلق بالصفقة. وقد سعت إلى إنفاذ أمر استدعاء قضائي لإجبار ماسك على الإدلاء بشهادته بشأن هذه المسألة.

ويتعلق التحقيق بالملف الذي قدمه ماسك في الآونة الأخيرة إلى الهيئة بشأن مشترياته من أسهم «تويتر»، وما إذا كان أراد التربح أم لا.