رئيس «النواب» المغربي يعتبر المطالبة بإلغاء معاشات البرلمانيين «شعبوية»

قال إن حذفها يقلل من أهمية المؤسسات

TT

رئيس «النواب» المغربي يعتبر المطالبة بإلغاء معاشات البرلمانيين «شعبوية»

دافع الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي، عن حق البرلمانيين في الحصول على معاشات، وقال إن المطالبة بحذفها «شعبوية تهدف إلى التقليل من أهمية المؤسسات». ودعا المالكي، الذي كان يتحدث، أمس، خلال لقاء صحافي عقده بمناسبة اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، إلى احترام الوضع الاعتباري للنائب الذي انتخبه الآلاف، وقال إن النواب يمثلون جزءاً من شعبنا، وتمثيلية جزء من شعبنا تقتضي حداً أدنى من الاحترام»، لافتاً إلى أنه جرى إصلاح النظام، بحيث لا يمكن الاستفادة من التقاعد إلا بعد بلوغ النائب 65 سنة. واستشهد المالكي بكون «كل الدول التي لها تقاليد عريقة في الديمقراطية تؤمن النواب البرلمانيين، وهناك حركة شعبوية في بعض البلدان. لكنها محدودة جداً، ولا يجب أن ننساق في هذه الموجة من الشعبوية».
ودعا المالكي إلى عدم تضخيم هذا الملف ودراسته بشكل موضوعي «لأن تبخيس المؤسسات، ومن يمثلها يشكل خطراً كبيراً على مستقبل الديمقراطية في بلادنا»، على حد تعبيره. وزاد قائلاً إن «المغرب استطاع أن يصبح استثناء في بيئة مضطربة جداً، بفضل ضمان نظامنا الذي يعتمد الملكية الدستورية، وبفضل التعددية السياسية والنقابية، وكذلك بفضل حيوية المجتمع المدني، وتبخيس ذلك يعني الذهاب إلى المجهول، الذي ذهبت إليه دول قريبة وبعيدة منا». وبخصوص تغيب النواب عن حضور الجلسات، قال المالكي إن النسبة المئوية لحالة الغياب من دون عذر تتمثل في 1 في المائة، وإن النسبة المئوية لحالة الغياب بعذر تناهز 25 في المائة، مشدداً على أن تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب كان له أثر على مستوى حضور البرلمانيين.
من جهة أخرى، شدد رئيس مجلس النواب على أهمية إعطاء نفس جديد للتنسيق مع الحكومة في إطار التعاون والتوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مشيراً أيضاً إلى اقتراح إصلاح منظومة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، وجعل هذه الجلسة الدستورية «أكثر جاذبية والتصاقاً بمشكلات المواطنين، وبالقضايا المطروحة داخل المجتمع، ولذا سيتم التركيز على الطابع الوطني للأسئلة، والرفع من الحصة الزمنية للتعقيبات من أجل مزيد من الدمقرطة، ولإتاحة المجال لأكبر عدد من النواب للمشاركة في الجلسات الأسبوعية».
وذكر المالكي أنه جرت المصادقة على 35 مشروع قانون باعتماد نهج التوافق، حيث إن 82 في المائة من النصوص التشريعية صودق عليها بالإجماع، مشيراً في هذا السياق إلى أن هذا التوافق يعد «تتويجاً لحوار ديمقراطي ناضج»، ونوه بالدور البناء والنضج المؤسساتي، وحكمة وبعد نظر كل مكونات المعارضة بالمجلس، التي جعلت في جميع القضايا «مصلحة المؤسسة التشريعية فوق كل اعتبار آخر».
في المقابل، عبر المالكي عن الأسف لعدم مصادقة المجلس سوى على مقترح واحد من أصل 35 نصاً تشريعياً، وهو ما يشكل، بنظره «نقطة ضعف كبيرة في الإنتاج التشريعي»، خصوصاً عند المقارنة بالكم العددي لمقترحات القوانين، التي تناهز 152 مقترح قانون، معتبراً أن المبادرة التشريعية لأعضاء المجلس تعد تجسيداً لاختصاص دستوري أساسي للسلطة التشريعية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.