البرهان يتعهد تقديم كل من ارتكب جرائم خلال 30 سنة إلى العدالة

«هيومان رايتس»: أمام السودان فرصة فريدة لإقامة دولة القانون والديمقراطية

TT

البرهان يتعهد تقديم كل من ارتكب جرائم خلال 30 سنة إلى العدالة

وعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، بتقديم كل من ارتكب جرماً خلال الأعوام الـ30 الماضية إلى العدالة، فيما عزا مجلس الوزراء تمديد مهمة فريق الخبراء بشأن دارفور إلى عدم التوصل لاتفاق سلام نهائي.
واتفقت الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، الثلاثاء الماضي، على مثول كل المطلوبين في جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال البرهان لدى لقائه مدير «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، أمس (الأربعاء)، إن «الحكومة الانتقالية حريصة على ترسيخ حكم القانون وإقامة نموذج لحكم ديمقراطي تعددي بالبلاد». وأكد «التزام المؤسسات الانتقالية احترام المعاهدات الدولية الخاصة بحماية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة في كل أنحاء السودان».
من جهته، وصف مدير المنظمة كينيث روث، في تصريحات صحافية، اللقاء بـ«المثمر»، مشيداً بـ«الخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة تجاه بناء دولة القانون والديمقراطية».
وقال إن «البرهان أكد له أن كل من ارتكب فظائع خلال السنوات الثلاثين الماضية سيقدَّم للعدالة». وأضاف أن «البرهان يملك فرصة فريدة لقيادة السودان من خلال ترسيخ دولة القانون وتقديم نموذج للحكم الديمقراطي».
إلى ذلك، أرجع المتحدث باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، قرار مجلس الأمن تمديد مهمة فريق الخبراء بشأن دارفور إلى «عدم التوصل لاتفاق سلام نهائي». وقال في تصريحات صحافية إن «الحكومة ليست قلقة من هذه الخطوة، ولا ترى فيها شيئاً جديداً»، مضيفاً أن «التمديد إجراء روتيني تقوم به الأمم المتحدة».
وتابع صالح: «في حال تم توقيع اتفاق سلام نهائي بين الحكومة والحركات المسلحة، وخروج بعثة (اليوناميد) من دارفور، ستنتهي مهمة فريق الخبراء، ويخرج السودان من الفصل السابع».
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قد طلب مطلع الأسبوع الجاري، من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن إنشاء بعثة سياسية لدعم السلام في البلاد تحت البند السادس.
وتقتصر مهمات البعثة على تنفيذ الوثيقة الدستورية المبرمة بين المدنيين والعسكريين، وتوسيع نطاق المساعدات التنموية والإنسانية التي تقدّمها الأمم المتحدة لبناء السلام بعد التوقيع على اتفاق السلام.
إلى ذلك، أجاز مجلس الوزراء مشاريع قوانين السلطة القضائية لسنة 1986 (تعديل) لسنة 2020، ومشروع قانون مجلس القضاء العالي لسنة 2020، المقدمة من وزير العدل نصر الدين عبد الباري.
كما صادق على اتفاقية العمل الدولية رقم 144 بشأن المشاورات الثلاثية لسنة 2020، وانضمام السودان إلى بروتوكول العمل القسري لسنة 2020.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.