نوع جديد من الروبوتات الزاحفة تطور من التصميم الأصلي للـ«أوريغامي» وهي التصاميم الورقية اليابانية الشهيرة. وبإمكان جسم هذا الروبوت المصنوع من الورق والبلاستيك، أن يثب من الوضعية المسطحة إلى وضعية مجسمة ثلاثية الأبعاد بصورة أوتوماتيكية كما يقول الباحثون.
لقد شيد المهندسون أدوات يمكنها أن تطوي ذاتها، لكنها تتطلب أيضا بعض المساعدة من البشر. وعن طريق وضع وتبييت المسخنات في مفاصل الروبوتات، تمكن مهندس الروبوتات الصغيرة سام فيلتون ورفاقه في جامعة هارفارد، من إنتاج جهاز يمكنه تغيير شكله مستخدما التغيرات الحرارية المبرمجة سلفا.
ويقوم كومبيوتر صغير في الروبوت بإبلاغ المسخنات هذه، بواحد من المفاصل التي ينبغي تسخينها أولا. وقد صنعت المفاصل من مادة البوليمر التي تتقلص لدى تسخينها، ساحبة أجزاء الروبوت لتنكمش على ذاتها. وعندما تبرد هذه المفاصل، تنقفل في وضعية الانطواء، ليقوم محركان بهزهزة قوائم الروبوت وتحريكها قليلا، مرغمة إياه على الاهتزاز والزحف ببطء.
ومثل هذه الآلات الذاتية الانطواء كالروبوتات، من شأنها أن توفر في المساحات في المركبات الفضائية، وحتى التحول إلى ملاجئ يمكن حملها ونقلها.
روبوت الفنادق
وطور المصممون روبوتا جديدا لخدمة نزلاء الفنادق. لنفترض أنك تفرغ حقيبة ملابسك في غرفة أحد الفنادق، وأدركت أنك نسيت شيئا كفرشاة الأسنان، أو شفرة الحلاقة، فبدلا من أن تشق طريقك إلى أقرب متجر لشرائها، يمكن الاتصال بمكتب الاستقبال في الفندق، الذي يرسل لك ما تريد مع أحد العاملين، باستثناء فندق «ألفوت» في كاليفورنيا في أميركا، الذي سيشرع قريبا باستخدام الروبوت المربع المشابه لروبوت «آر2 دي2» R2D2 لمثل هذه المهام. وتقوم «ستاروود هوتيلز» الشركة الأم لـ«الفوت» باختبار أحدث التقنيات في فندق «سيليكون فالي»، حيث يمكن لنزلاء فنادقها الدخول إلى غرفهم عن طريق تطبيق في هواتفهم الذكية، وتجاوز عملية تسجيل إجراءات الوصول لدى مكتب الاستقبال.
وفي الوقت الراهن سيتجول روبوت واحد في أرجاء الفندق وردهاته في برنامج تجريبي، لكن بريان ماغ غينيس المسؤول عن الأصناف والخدمات الخاصة في «ستاروود» يتوقع وجود عدة روبوتات في ردهات جميع فنادق «الفوت» هذه، ابتداء من عام 2016.
وبمقدور هذا الروبوت الذي تسميه فنادق «الفوت» «بطلر» Botlr استخدام المصاعد، والتجول، والعثور على طريقه في الردهات والممرات المتعرجة. ويستخدم «بطلر» كاميرا وسونارا للتعرف على خريطة الفندق، لئلا يرتطم بالجدران، والسقوط من السلالم التي قد لا يتوقعها. وقد جرى تجهيز المصعد للتواصل لاسلكيا مع «بطلر». وتقوم عربة المصعد بتنبيه الأخير أنه موجود في طابقه، ويمكنه الدخول إليها، واعتلاؤها، قبل أن يبلغها بالطابق أو الدور الذي يريد الوصول إليه. ويقول ماغ غينيس، إنه يمكن الوثوق بـ«بطلر» في مشاركته الآخرين الموجودين في عربة المصعد، وهو من التأدب الكافي، لأن يسمح لهم بالخروج منها أولا.
ولكون «بطلر» من صنع «سافيوكي»، فهو لا يطرق الباب، بل إنه مبرمج للوصول إلى الغرفة المطلوبة، وتشغيل تسجيل ينبه قاطني الغرفة أنه موجود في الخارج منتظرا.
وهو في الوقت الحالي قادر على تسليم طلبية واحدة في المهمة الواحدة، لكن ماغ غينيس يقول في حديث لـ«واشنطن بوست» إن ثمة خططا ليتمكن «بطلر» من حمل المزيد، والقيام بتسليك طلبيات متعددة في الرحلة الواحدة. وهذا ما يبدو مثالا جيدا على الأتمتة، التي حلت محل الأعمال والمهمات التي يضطلع بها البشر عادة. ولكن كما حذر كثيرون، فقد تقضي الروبوتات على بعض الأعمال، لكن من حديثي مع ماغ غينيس أصر على أن الأمر خلاف ذلك. فهو يعتقد «أنها فرصة كبيرة للقيام بخدمات أفضل للزبائن، في الأعمال البسيطة كتسليم شفرة حلاقة مثلا، وهذا لا يعني مطلقا الاستغناء عن العنصر البشري».