الليرة التركية تسجل هبوطاً قياسياً لأدنى مستوى في 9 أشهر

الليرة التركية تسجل هبوطاً قياسياً لأدنى مستوى في 9 أشهر
TT

الليرة التركية تسجل هبوطاً قياسياً لأدنى مستوى في 9 أشهر

الليرة التركية تسجل هبوطاً قياسياً لأدنى مستوى في 9 أشهر

سجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها منذ 9 أشهر في تعاملات أمس (الاثنين) مواصلة الهبوط الذي حدث في تعاملات ختام الأسبوع الماضي، الجمعة، ليتم تداول الدولار عند مستوى أعلى من 6 ليرات.
وجرى تداول الليرة في التعاملات الصباحية عند 6.042 ليرة مقابل الدولار، ومضت متذبذبة خلال التعاملات لتهبط إلى 5.795 ليرة للدولار قبل أن تتراجع مجددا في التعاملات إلى 6.001 ليرة للدولار.
وجاء ذلك على الرغم من خطوة اتخذتها الحكومة بهدف الحفاظ على بعض الاستقرار لليرة التركية، عن طريق الحد من حرية حيازة البنوك الخارجية للعملة المحلية الآخذة في الانخفاض.
وقررت الحكومة التركية تخفيض حجم التعاملات بالمشتقات المالية بما في ذلك العقود المستقبلية لتبادل العملات الأجنبية بالليرة التركية، والتي يمكن للبنوك المحلية تنفيذها مع المستثمرين الأجانب غير المقيمين، في رد فعل على هبوط الليرة في تعاملات الجمعة.
ولن تتجاوز تبادلات ومقايضات البنوك التركية مع المستثمرين الأجانب، بحسب القرار الجديد نسبة 10 في المائة مما لدى البنوك التركية من تدفقات نقدية، بحسب ما أعلنت هيئة التنظيم والرقابة على المصارف في تركيا. وكان الحد السابق يبلغ 25 في المائة منذ أغسطس (آب) 2018 مع توقعات باستمرار تخفيض النسبة.
وقالت الهيئة، في بيان أول من أمس، إنها ستخفض سقف تبادل البنوك التركية للعملات، سواء في المعاملات الفورية أو الآجلة، مع الكيانات الأجنبية إلى 10 في المائة من حقوق المساهمين بدلا عن 25 في المائة كما تحدد في أغسطس 2018 في أوج أزمة العملة التركية.
وقال مستثمرون ومتعاملون إن الهبوط الحاد المفاجئ لليرة التركية ثم تعافيها، بعد أن ظلت عالقة داخل نطاق ضيق لأسابيع، تشير إلى أن بنوك الدولة عاودت التدخل لحماية الليرة بعد أن باعت عشرات المليارات من الدولارات خلال العام الماضي.
من جانبه، توقع بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس غروب» انخفاض أسعار الفائدة في تركيا إلى أقل من 10 في المائة خلال شهور، قبل أن تعود إلى الارتفاع في العام المقبل مع ارتفاع معدل التضخم.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن تقرير أعده مراد أونور وكليمنس غريف المحللان الاقتصاديان في «غولدمان ساكس» أن السلطات التركية ستعطي الأولوية للنمو الاقتصادي وخفض الفائدة إلى أقصى مستوى ممكن دون إحداث اضطراب في سعر صرف الليرة... وأن «آليات التضخم الأخيرة ونمو التراكمات النقدية، ستزيد من وجهة نظرنا مخاطر تجدد تقلبات سعر الليرة».
كان البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة خلال العام الماضي بأكثر من النصف ليصل إلى 11.25 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مقابل 24 في المائة في يوليو (تموز) الماضي وهو المستوى الذي تم رفع السعر إليه في أغسطس 2018 مع أزمة الليرة.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بخفض الفائدة إلى أقل من 10 في المائة خلال العام الحالي، ويعتقد أن معدل التضخم سيتراجع أيضا، حيث يرى أن خفض أسعار الفائدة سيؤدي إلى تباطؤ نمو الأسعار وخفض التضخم، في حين يعتقد أغلب البنوك المركزية وخبراء الاقتصاد في العالم العكس، أي أن أسعار الفائدة المنخفضة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ويتوقع غولدمان ساكس انخفاض الفائدة التركية إلى 10.75 في المائة بنهاية الربع الأول من العام الحالي، ثم إلى 10 في المائة بنهاية الربع الثاني و9.75 في المائة في نهاية الربع الثالث لتستقر عند هذا المستوى حتى نهاية العام، في حين كانت التوقعات السابقة للبنك الأميركي تبلغ 11.5 في المائة بنهاية الربع الأول و11 في المائة بنهاية الربع الثاني لتستقر عند هذا المستوى حتى نهاية العام الحالي.
في الوقت ذاته، فإن أغلب المحللين الذين استطلعت «بلومبرغ» آراءهم يتوقعون انخفاض الفائدة في تركيا إلى 9.5 في المائة خلال العام الحالي ثم إلى 9 في المائة في الربع الثاني من العام المقبل.
وقال المحللان أونور وغريف: «كنا مخطئين بشكل خاص في تصورنا لمدى السرعة التي يمكن للبنك المركزي التركي أن يخفض سعر الفائدة بها، دون أن يضر بالطلب النقدي أو يؤدي إلى تجدد تقلبات الليرة».
من ناحية أخرى، شهدت مدينة إسطنبول أمس احتجاجات من طلاب الجامعات على خلفية قرار بلدية إسطنبول زيادة تعريفة تذاكر المواصلات العامة بالمدينة بنسبة 35 في المائة.
وأرجع رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، القرار الذي اتخذته بلديته بزيادة تذاكر المواصلات إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد، وما ترتب عليها من ارتفاع أسعار الوقود. وقال إن «البلدية اتخذت قرار زيادة أسعار تعريفة المواصلات من أجل مواصلة خدمات النقل في إسطنبول، مع الأخذ بعين الاعتبار أوضاع سكان المدينة».
وأشار إلى أن الارتفاع المتواصل لأسعار الوقود في تركيا خلال العامين الأخيرين، إضافة إلى عوامل أخرى، كلها عوامل دفعت البلدية إلى هذا القرار.
ويوم الاثنين الماضي، طبقت زيادة جديدة في أسعار البنزين في تركيا بلغت 8 قروش لكل لتر بنزين. وبعد هذه الزيادة أصبح سعر لتر البنزين في العاصمة أنقرة 6.88 ليرة بدلاً عن 6.80 ليرة، أما في إسطنبول فبات سعر اللتر 6.81 ليرة بدلا من 6.73 ليرة.
ويعتقد خبراء اقتصاديون أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الارتفاعات في أسعار المنتجات والسلع المختلفة سواء في القطاع الخاص أو العام، بسبب ارتفاع نفقات الإنتاج نتيجة استمرار تراجع سعر صرف الليرة وازدياد عجز الموازنة.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.