طيار موقوف يجدد الجدل حول صورة محمد رمضان في قمرة القيادة

الفنان المصري محمد رمضان في المقطع المصور الذي نشره بأكتوبر الماضي (انستغرام)
الفنان المصري محمد رمضان في المقطع المصور الذي نشره بأكتوبر الماضي (انستغرام)
TT

طيار موقوف يجدد الجدل حول صورة محمد رمضان في قمرة القيادة

الفنان المصري محمد رمضان في المقطع المصور الذي نشره بأكتوبر الماضي (انستغرام)
الفنان المصري محمد رمضان في المقطع المصور الذي نشره بأكتوبر الماضي (انستغرام)

أعاد طيار مصري موقوف عن مزاولة المهنة مدى الحياة، الجدل مجدداً حول واقعة ظهور الفنان المصري محمد رمضان داخل قمرة قيادة إحدى الطائرات الخاصة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتسببت الصورة حينها في إثارة الجدل والرفض على المستويين الشعبي والحكومي، حتى أعلنت وزارة الطيران حينها سحب رخصة الطيار أشرف أبو اليسر مدى الحياة.
وظهر أبو اليسر، في مقطع مصور نشرته وسائل إعلام مصرية، متحدثاً عن الواقعة التي تسببت في إنهاء مسيرته المهنية، وأوضح أن الفنان محمد رمضان توجه إلى كابينة القيادة، نظراً لأن الطائرة خاصة وصغيرة تتسع لما يقرب من 8 أشخاص، ولا يوجد فاصل بين قمرة القيادة المحظور دخولها على غير الطيارين ومقاعد الركاب.
وطلب رمضان التقاط صورة داخل قمرة القيادة من أجل أن يريها لابنه، فوافق الطيار وطلب من رمضان عدم النشر والاحتفاظ بها بشكل شخصي، إلا أن الممثل المصري قام بنشر فيديو عبر حسابه على موقع «تويتر»، وظهر رمضان وهو داخل قمرة قيادة إحدى الطائرات قائلاً: «أول مرة أسوق الطيارة»، ثم جلس بجوار قائد الطائرة، وأمسك بعصا القيادة.
وأشار الطيار الموقوف في فيديو نشره موقع «في الفن» المصري على حسابه على موقع «فيسبوك» إلى أن رمضان «نشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدون علمي، وهذا يخالف الأعراف والقوانين، وأنه تسبب في إيذاء أناس كثيرين».
وأضاف: «وعندما واجهته بأن ما فعله سيتسبب في إيذاء طاقم الطائرة، رد وقال: لا تقلق... كل شيء تحت السيطرة، و(اعتبر الموضوع منتهياً)».
https://www.facebook.com/watch/?v=1356328071220352
وفي أكتوبر الماضي، قررت وزارة الطيران المدني في مصر، إلغاء رخصة الطيار قائد الرحلة، وسحبها مدى الحياة، وعدم توليه مستقبلاً أي أعمال تخص الطيران المدني، سواء إدارية أو فنية»، كما قررت الوزارة «سحب رخصة الطيار المساعد لمدة عام».
وقالت وزارة الطيران في بيان رسمي لها حينها على الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»، إنه «بشأن ما تم تداوله على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من وجود أحد الفنانين، وهو جالس محل الطيار المساعد على متن طائرة لإحدى شركات الطيران الخاصة، في رحلة خاصة لصالح الفنان المذكور، وتظاهره بتولي قيادة الطائرة، أصدر وزير الطيران تعليماته بإجراء التحقيقات اللازمة للوقوف على ملابسات تلك الواقعة»، مضيفة: «بناء على نتائج التحقيقات، وبعد التأكد من ثبوت ارتكاب مخالفات لقوانين الطيران المدني المصري، اتخذت الوزارة إجراءات رادعة حيال ما حدث من أفعال غير مسؤولة».
ودخل الفنان محمد رمضان على خط الأزمة، وقال في مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر» إنه «لن يتخلى عن الطيار وإنه مستاء لإنهاء مسيرته المهنية، واعتذر له على الهواء قائلاً: (اللي يعوضه أنا هعمله)»، وتابع أنه حاول بالفعل إعادته إلى العمل، وإيضاح الموقف للمسؤولين في الطيران المدني المصري بأنه لم يقم بقيادة الطائرة وكانت الصورة والفيديو للذكرى ليس أكثر، وناشد السلطات بأمله في التوصل إلى حل لإنهاء أزمة الطيار الموقوف.
وأنهى مداخلته قائلاً: «لم ولن أتخلى عنه، أي شيء يطلبه أنا تحت أمره، ودي مش أخلاقنا ولا أخلاق ولاد البلد، أنا مولود في منطقة شعبية وصعيدي ووالدتي من الغربية، فأصولي تمنعني من أن أتخلى عن أحد تعرض للأذى بسببي».
ويذكر أن إجراءات السلامة الجوية لا تسمح لأي شخص بدخول قمرة القيادة أثناء الرحلات الجوية إلا أفراد الطاقم فقط، وذلك وفقاً لقوانين الطيران الجوية التي تحظر دخول الركاب أو التعامل مع قائد الطائرة أو مساعده.



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».