مرتكب عملية القدس بائع ورد اعتنق الإسلام حديثا

الشرطة اعتقلت أيضاً منفذ الدهس

TT

مرتكب عملية القدس بائع ورد اعتنق الإسلام حديثا

صدم أهالي مدينة حيفا، عندما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، أن منفذ عملية إطلاق النار على قوات حرس الحدود في القدس، هو بائع الورد، شادي بنا (45 عاماً). وقال أحد جيرانه؛ واسمه شادي إبراهيم: «أنا بصراحة لا أصدق. هذا الشخص بالذات لا يمكن أن يقدم على عمل كهذا».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، اعتقال المشتبه بتنفيذه عملية الدهس التي وقعت الليلة قبل الماضية وأسفرت عن إصابة 14 شخصاً بينهم 12 جندياً إسرائيلياً. وقال الجيش في بيان: «في أعقاب عملية واسعة قام بها الجيش وجهاز المخابرات، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية والوحدات الخاصة الإرهابي منفذ الهجوم بسيارة».
وأعلنت الشرطة أن «بنا» أوقف سيارته، عند منتصف ليلة الأربعاء - الخميس، بالقرب من مجموعة من حرس الحدود الإسرائيليين، الذين اتخذوا موقعاً لهم بالقرب من باب الأسباط، الموصل إلى أحد مداخل المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية (المحتلة)، وراح يطلق الرصاص من مسدسه باتجاههم، وهرب، فأصاب أحدهم بجراح خفيفة، لكن بقية الجنود طاردوه وأطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلاً، ثم سيطروا على سيارته وصادروها.
وتبين أن المواطن الفلسطيني من سكان حيفا، وكان يعمل بائعاً للورود في حانوت بالمدينة، وعرف عنه أنه إنسان سَكوت، مُقلّ في الكلام. وقد ترك ديانته المسيحية واعتنق اليهودية، ثم تنازل عنها واعتنق الإسلام. وحال التعرف على هويته، داهمت قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات بيته في حيفا، وأجرت تفتيشاً تخريبياً بحجة البحث عن أسلحة. وقامت قوة أخرى بكسر أبواب حانوت الورد الذي كان يعمل فيه بالأجرة للحجة نفسها. وصادروا كل أوراقه. ورفض جيرانه تصديق رواية الشرطة، وقالوا إنه لا بد من شيء آخر في الموضوع. وقال صاحب حانوت يهودي مجاور لحانوته، اسمه شيمعون ساباغ، إن شادي إنسان مميز بأخلاقه الحميدة وهدوئه؛ «أنا لا أصدق ليس فقط أنه استخدم مسدساً؛ بل أشك في أن يقوم بمشاجرة مع أحد. إنه إنسان بعيد كل البعد عن العنف». وقال جاره شادي إبراهيم: «ينطبق عليه المثل الذي يقول: (القطة تأكل عشاءه)، فقد كان مشهوراً بهدوئه وإنسانيته. كان يطعم 10 قطط باستمرار، ولا يخيب أمل أي قطة تنضم إليها».
في سياق آخر, وفي الوقت الذي زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موقع حادث الدهس، أعلن الجيش أنه ألقى القبض على الشاب الفلسطيني منفذ العملية. وقال الناطق الرسمي للشرطة إن الحادث وقع عندما عاد مجموعة من 20 جنديا في لواء غولاني، الذين تم تجنيدهم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من جولتهم في حائط المبكى (البراق)، حيث أدوا القسم، وتوجهوا إلى محطة المواصلات المركزية في القدس الشرقية، فاجأهم الشاب الفلسطيني من الخلف ودهسهم. وتوقف ثم استدار ليدهس مرة أخرى. ثم انطلق منسحباً باتجاه الشرق. وأصيب في هذه العملية 12 جنديا ومواطنان، جراحهم خفيفة باستثناء جندي واحد جاءت جراحه خطيرة، لكن وضعه مستقر في العلاج.
وفي وقت لاحق عثر على سيارة الفلسطيني متروكة قرب مدينة بيت لحم. وقد داهمت قوات كبيرة من الجيش مدينتي بيت لحم وبيت جالا وانتشرت في الأحياء وبين البيوت والمتاجر، وصادرت أشرطة التصوير في الكاميرات. وبعد تفتيش مكثف، عثر على الشاب خارج المنطقة في مجمع استيطاني قريب. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه تم تحويل الشاب المتهم بتنفيذ عملية الدهس للتحقيق في جهازي المخابرات (الشاباك) والشرطة ووحدات خاصة أخرى.
وكشف التحقيق الأولي أن الجنود لم يردوا على إطلاق النار، لأنهم لم يستوعبوا ما حدث. وادعى قادتهم أنه تم تجنيدهم حديثا ولم يكونوا معتادين على هذا النوع من السيناريو في إسرائيل.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العملية نتيجة لتحريض السلطة الفلسطينية وتراخي التنسيق الأمني. وقال خلال اجتماع انتخابي له في مدينة الرملة، أمس، موجها رسالة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس بالقول: «إن إسرائيل ستحمي حدودها معك أو من دونك».
وقال نتنياهو، بعد زيارته الجرحى في ثلاثة مستشفيات متفرقة: «يا أبو مازن، عمليات الطعن والدهس والقنص والتحريض لن تجديك نفعا. سنفعل كل ما يلزم من أجل الدفاع عن أمننا وتحديد حدودنا وضمان مستقبلنا. سنقوم بذلك معك أو من دونك».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.