الكرملين: بوتين على اتصال وثيق مع السعودية للحفاظ على استقرار أسعار النفط

خبير قال لـ «الشرق الأوسط» إن مباحثات الرياض وموسكو بالغة الأهمية وسط تأثيرات «كورونا»

TT

الكرملين: بوتين على اتصال وثيق مع السعودية للحفاظ على استقرار أسعار النفط

قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أمس الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتصال وثيق مع القيادة السعودية، مشيراً إلى أن الطرفين على استعداد لمناقشة التدابير الرامية إلى تحقيق استقرار سوق النفط إذا لزم الأمر.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن بيسكوف القول للصحافيين، رداً على سؤال عما إن كان بوتين يعتزم مناقشة وضع النفط مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أو ولي عهده، والتدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار: «تعلمون أن الرئيس على اتصال وثيق جداً مع قيادة المملكة العربية السعودية، وإذا لزم الأمر ستجري مثل هذه الاتصالات وسنبلغكم بذلك».
كانت وكالة «بلومبرغ» للأنباء قد نقلت عن مصادر مطلعة، أن طلب الصين على النفط الخام تراجع بنحو ثلاثة ملايين برميل يومياً، أي بنسبة 20 في المائة من إجمالي الطلب، وذلك في ظل تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المتحور الجديد على الاقتصاد الصيني.
وأكد خبير نفطي على أهمية التواصل بين الدول المؤثرة في سوق النفط، للعمل على محاولة سوق النفط نحو الاستقرار، مبيناً أن استمرار التواصل على مستوى عالٍ بحجم مصدرين للنفط على غرار السعودية وروسيا، أمر مهم جداً.
ولم يستبعد الخبير النفطي تداعيات «كورونا» على أسواق النفط العالمية.
وقال الخبير النفطي الكويتي جابر الحرمي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نأمل أن يؤدي التواصل السعودي الروسي للمساهمة في استقرار سوق النفط، ولا سيما في هذه المرحلة الحاسمة التي تؤثر فيها تداعيات انتشار فيروس (كورونا) في الصين، بعد انخفاض الطلب الصيني على المشتقات البترولية».
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجاري، كان الأسوأ بالنسبة لسوق النفط منذ عام 1991، عندما انخفضت أسعار الشهر بنسبة 26 في المائة، ما تسبب في انخفاض العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 15.5 في المائة، من 66 دولاراً للبرميل إلى مستويات أقل من 56 دولاراً يوم الجمعة، بينما بدأت عقود خام غرب تكساس الوسيط عند 61 دولاراً سنوياً، ولكن في 31 يناير انخفضت دون 51 دولاراً، بعد أن فقدت 16.5 في المائة.
وتوقع الحرمي أن تستمر تداعيات تفشي فيروس «كورونا» في الصين على أسواق النفط، مبيناً أن «أزمة (كورونا) في الصين تصعب نوعاً ما العمل على ضبط أسعار النفط أو الوصول إلى استقرار دائم».
وأضاف: «الطلب الصيني على النفط انخفض بنحو 3 ملايين برميل، وهو بالتالي أثر على إنتاجها فيما يتعلق بمنتجات المشتقات الصينية إلى نحو مليون برميل من النفط، كما أثر ذلك بمجمله أيضاً على حركة الطيران العالمي، وبالتالي قطاع السياحة العالمي، وهي بكل تأكيد لها انعكاساتها على أسواق النفط».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».