استمرار تدفق الغاز في سيناء رغم تفجير ضربَ خطاً محلياً احتياطياً

TT

استمرار تدفق الغاز في سيناء رغم تفجير ضربَ خطاً محلياً احتياطياً

انتظمت معدلات تدفق الغاز في شمال سيناء، أمس، بشكل عدّه مستخدمو الخدمة والسلطات المحلية «طبيعياً»، وذلك رغم تفجير طال أنبوباً لنقل الغاز في منطقة غرب العريش مساء أول من أمس.
وأعلنت محافظة شمال سيناء، في بيان صحافي، أمس، أن «التفجير لم يؤثر على المنازل والمشتركين والمصانع والمشروعات التي تعمل بالغاز في المحافظة»، وأفادت بأن «الخط الذي تعرض للانفجار هو احتياطي قادم من بورسعيد، ومقام لرفع كفاءة الخط الرئيسي، وأنه جارٍ الآن عمل معاينة لمكان الانفجار وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للإصلاح في أسرع وقت ممكن».
وفي الوقت الذي أعلنت فيه حسابات منسوبة لتنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الذي قالت إنه استهدف «خط الغاز الرابط بين اليهود والحكومة المصرية»، نقلت وكالة «رويترز» عن شركاء يعملون في تطوير حقل «ليفياثان» الإسرائيلي، أن «واردات الغاز من إسرائيل إلى مصر لم تتأثر»، مؤكدين أنه «لم تلحق أي أضرار بخط أنابيب شركة (غاز شرق المتوسط) وأن التدفق إلى مصر مستمر كالمعتاد».
وقالت مصادر قبلية وأمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «أنبوباً ناقلاً للغاز يمر من منطقة بئر العبد بشمال سيناء شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منه مساء أول من أمس (الأحد) بعد سماع دويّ انفجار».
وأكدت السلطات المحلية، أمس، «استمرار ضخ الغاز للمحطة البخارية للكهرباء والمنازل والوحدات السكنية في مدينة العريش، وإلى المصانع وباقي المشروعات التي تعمل بالغاز، وأنه لم يتم قطع خدمة توصيل الغاز إلى المنازل، وأن خطوط الغاز داخل مدينة العريش مؤمّنة وتعمل بشكل جيد». وكان آخر استهداف لخطوط الغاز بشمال سيناء قد وقع عام 2016 في منطقة الميدان غرب العريش.
وقال محمد جبر، أحد أهالي منطقة شرق مركز بئر العبد لـ«الشرق الأوسط»، إنه شاهد ألسنة اللهب تتصاعد من على مسار الخط سبقها سماع دويّ انفجار، واستمرت النيران مشتعلة بشكل واضح للجميع وتشاهَد من على بُعد أكثر من 10 كيلومترات طوال الليل وخفتت صباحاً حتى تلاشت رؤيتها.
وقال «س.م»، أحد الرموز القبلية في المنطقة، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، لأسباب تتعلق بأمنه الشخصي، إن التفجير «وقع في منطقة تلال رملية غير متاح فيها رؤية المنفذين، وهي خالية من السكان، وتشهد ملاحقات من قوات الأمن لعناصر إرهابية بين الحين والآخر».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء، منذ عام ونصف العام تقريباً، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة تابعة في أغلبها لتنظيم «ولاية سيناء» (أنصار بيت المقدس سابقاً) والموالي لـ«داعش». وتُعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وقال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، الشهر الماضي، إن «مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، منذ أول أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018؛ بل تحولت إلى مُصدّر له خلال الربع الأخير من العام نفسه، وقد استطاع القطاع الخاص المصري الوصول لاتفاقيات للتعاقد على شراء الغاز من الحقول الإسرائيلية، ليمر بالشبكة القومية للغازات المصرية، وتتم إسالته بمصانع الإسالة المصرية وتصديره لأوروبا بعد ذلك، بما يعزز مشروع مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول»، مشددة على «ارتفاع حجم إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يومياً ليصل إلى نحو 7.2 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، وكذلك توفير نحو 1.5 مليار دولار سنوياً نتيجة إيقاف استيراد الغاز المسال».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.