البرلمان التونسي يعقد جلسة مغلقة مع ثلاثة وزراء حول الوضع في ليبيا

TT

البرلمان التونسي يعقد جلسة مغلقة مع ثلاثة وزراء حول الوضع في ليبيا

نظمت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التونسي جلسة مساءلة واستماع لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية خُصصت للاطلاع على تطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا المجاورة، والاحتياطات التي اتخذتها تونس في حال تأزمت الأوضاع هناك، والدور الدبلوماسي الذي يمكن أن تلعبه لفتح قنوات الحوار من جديد بين الفرقاء الليبيين.
وقررت أن تكون الجلسة «سرية ومغلقة» تجمع فقط أعضاء هذه اللجنة البرلمانية مع ممثلي الحكومة المتابعين لتطورات ما يحدث في ليبيا، نظراً إلى إمكانية تقديم معلومات سرية ذات طابع أمني أو عسكري.
وأعلنت تونس عن خطة حكومية للطوارئ في حال تدفق لاجئين على حدودها مع ليبيا. وأكد وزير الداخلية التونسية هشام الفراتي «اتخاذ كل الاحتياطات الأمنية والعسكرية والإنسانية لمواجهة تطورات ما يحصل في ليبيا». وفي السياق ذاته، عززت المؤسسة العسكرية وجودها على الحدود وتعتمد في مراقبة مناطق الجنوب الشرقي لتونس على منظومة إلكترونية ركّزتها في منطقة عسكرية عازلة لا يمكن دخولها من دون إذن مسبق.
ولدى زيارته للجزائر الأحد الماضي، كان الملف الليبي من أهم النقاط التي ناقشها الرئيس التونسي قيس سعيد مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون. وأكد الطرفان ضرورة إيجاد حل سلمي بين الليبيين أنفسهم من دون تدخل خارجي، وشددا على الدور المحوري الذي يلعبه البلدان في التوصل إلى تسوية تضع حداً للأزمة الليبية.
وكانت رشيدة النيفر المكلفة الإعلام في الرئاسة التونسية، قد أكدت إثر زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تونس في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن تونس «متمسكة بحيادها في الملف الليبي، وتقف على نفس المسافة من مختلف الأطراف»، مشددة على أن بلادها «لم تنضم لأي تحالف، وتدعو إلى تغليب الحل السلمي في ليبيا وحقن الدماء».
وإثر ما خلّفته التصريحات التركية، تقدمت أحزاب سياسية ممثلة في البرلمان التونسي بطلب رسمي إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي، لعقد جلسة عامة استثنائية، من أجل الاستماع لوزيري الدفاع والخارجية بشأن ما يروج حول دخول تونس في تحالف مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، برعاية تركية.
ولوّحت تونس قبل فترة قصيرة باتخاذ «إجراءات استثنائية مناسبة» على الحدود مع ليبيا، لتأمين الأراضي التونسية، والمحافظة على الأمن القومي، أمام أي تصعيد محتمل في ليبيا، وذلك بعد تغييبها عن مؤتمر برلين حول الملف الليبي الذي انعقد الشهر الماضي. وهي الخطوة التي خلّفت جدلاً سياسياً داخلياً واسعاً حول أسبابها، رغم كون تونس إحدى دول الجوار الأكثر تأثراً بالأحداث في ليبيا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.