كشفت مصادر تونسية وإماراتية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن محادثات وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في تونس، ركزت أساساً على «الأزمة الليبية»، وفرص التسوية السياسية للحرب المدمرة التي تعاني منها ليبيا منذ 9 أعوام، والتي ارتفعت حدتها منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي، خاصة في العاصمة طرابلس، وبعض مدن الجنوب والمحافظات الغربية.
وحسب المصادر نفسها، فإن الزيارة الخاطفة التي قام بها الشيخ عبد الله بن زايد إلى تونس مكنته من عقد جلسة عمل «ناجحة جداً» مع الرئيس التونسي قيس سعيد، بحضور وفد إماراتي رفيع المستوى، ووزير الخارجية التونسي بالنيابة صبري باش طبجي.
وشملت المحادثات بين الجانبين نتائج قمة برلين حول ليبيا، ومقرراتها الخاصة بوقف إطلاق النار بين القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بدعم من دول المنطقة. كما تبادل الوفدان التونسي والإماراتي بالمناسبة وجهات النظر حول سبل حلحلة الأزمة الليبية، التي تنعكس مباشرة على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في تونس، بحكم فرار غالبية المدنيين الليبيين نحو تونس، باعتبارها الأقرب إلى المدن الليبية والعاصمة طرابلس، وأيضاً لأن تونس لا تفرض تأشيرة دخول على حاملي جواز السفر الليبي. كما يوجد أكثر من 90 في المائة من الدبلوماسيين والموفدين الأمميين المعتمدين لدى ليبيا في تونس منذ 2014، وذلك بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية في طرابلس وبنغازي ومطاراتها.
ونوهت المصادر الإماراتية بما أعرب عنه الجانب التونسي من حرص على «الحياد الكامل» في هذه الأزمة، و«رفض السماح لأي طرف» دولي، بما فيها تركيا، باستخدام الأراضي التونسية ومياهها الإقليمية في دعم أي من أطراف الاقتتال في ليبيا.
وجاءت زيارة الشيخ عبد الله بن زايد إلى تونس والجزائر بعد ساعات من مغادرة الرئيس التركي رجب الطيب إردوغان للعاصمة الجزائرية، في أعقاب زيارة دامت يومين في سياق جولة أفريقية.
كما زار إردوغان تونس قبل شهر رفقة وزير الدفاع ورئيس المخابرات العسكرية في تركيا، وأجرى لقاء مع الرئيس قيس سعيد، شملت بالخصوص الأزمة الليبية، والمساعي التركية والروسية والدولية لوقف إطلاق النار في طرابلس، وبحث سيناريو التسوية السياسية.
وكانت جل وسائل الإعلام والأطراف السياسية التونسية قد انتقدت بحدة زيارة الرئيس التركي، وحذرت من فرضية موافقة السلطات على توظيف الأراضي والأجواء البحرية التونسية لنقل معدات عسكرية تركية إلى القوات الموالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج. لكن الرئيس قيس سعيد نفى وجود مثل هذا المشروع، وأكد أن تونس لن تسمح باستخدام مجالها الجوي ومياهها البحرية وأراضيها في أي مهمة عسكرية تركية، أو دولية ضد ليبيا.
من جهة أخرى، كشفت الرئاسة التونسية أن محادثات الشيخ عبد الله بن زايد في تونس بحثت كذلك ملفات التعاون الثنائي بين البلدين، مبرزة أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي نقل إلى الرئيس قيس سعيد رسالة تتضمن دعوة لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن آلاف الموظفين ورجال التعليم والأطباء والمهندسين التونسيين يقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عقود.
«الأزمة الليبية» تتصدر مباحثات وزير خارجية الإمارات مع الرئيس التونسي
تونس تجدد رفضها السماح باستخدام أراضيها ومياهها لدعم أي طرف
«الأزمة الليبية» تتصدر مباحثات وزير خارجية الإمارات مع الرئيس التونسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة