تفاؤل طفيف بانتعاش السوق العقارية الكويتية في 2020

مؤشرات وعوامل تدفع بالنشاط إلىحركة إيجابية خلال العام الحالي

بلغت تداولات السوق العقارية خلال العام الماضي 3.4 مليار دينار (11.5 مليار دولار) استحوذ منها السكن الخاص على نحو 50% من إجمالي التداولات
بلغت تداولات السوق العقارية خلال العام الماضي 3.4 مليار دينار (11.5 مليار دولار) استحوذ منها السكن الخاص على نحو 50% من إجمالي التداولات
TT

تفاؤل طفيف بانتعاش السوق العقارية الكويتية في 2020

بلغت تداولات السوق العقارية خلال العام الماضي 3.4 مليار دينار (11.5 مليار دولار) استحوذ منها السكن الخاص على نحو 50% من إجمالي التداولات
بلغت تداولات السوق العقارية خلال العام الماضي 3.4 مليار دينار (11.5 مليار دولار) استحوذ منها السكن الخاص على نحو 50% من إجمالي التداولات

روح تفاؤل تسود سوق العقارات الكويتية بانتعاش طفيف سيشهدها القطاع مع دخول العام الجديد (2020)، وذلك من خلال حركة النشاط اللافتة التي شهدها خلال العام الماضي (2019) بمختلف القطاعات العقارية، ولا سيما السكنية والاستثمارية والتجارية في مؤشر واضح على تعافيه.
وساهمت مجموعة من العوامل الإيجابية في حركة سوق العقار خلال العام الماضي؛ وهو ما يبحث عنه المستثمر دائماً، وتحديداً الأمان الذي تتمتع به السوق، أضف إلى ذلك ارتفاع الطلب على قطاعات العقار السكني والاستثماري والتجاري.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، فقد دعمت تلك الحركة أيضاً حزمة إجراءات اتخذتها وزارة التجارة والصناعة الكويتية لتأمين السوق العقارية من عمليات النصب والمشاريع الوهمية التي كانت تروجها بعض الشركات في المعارض العقارية، إلى جانب بدء العمل بنظام دفتر الوسيط العقاري الإلكتروني عبر الموقع الرسمي للوزارة.
وقال التقرير، إن المتعاملين في السوق العقارية يأملون هذا العام في إقرار قانون الرهن العقاري المعني بتمويل شراء السكن الخاص، الذي ما زال يناقش من الجهات ذات الصلة، ما من شأنه إنعاش السوق والقطاع المصرفي وقطاع المقاولات والإنشاءات.
وبلغت تداولات السوق العقارية خلال العام الماضي 3.4 مليار دينار كويتي (11.5 مليار دولار)، استحوذ منها السكن الخاص على نحو 50 في المائة من إجمالي التداولات العقارية في 2019.
إلى ذلك، رأى تقرير لبيت التمويل الكويتي (بيتك) حول أداء السوق العقارية المحلية خلال فترة الربع الثالث من عام 2019، أن العقارات الاستثمارية تتمتع بعوائد تتميز بالتنافسية مقارنة بالفرص الاستثمارية الأخرى؛ إذ تتفوق بشكل متفاوت عن العوائد على العقارات التجارية في أغلب المحافظات.
ووفق ذلك التقرير، فإن مستويات العوائد على العقارات الاستثمارية شهدت حالة استقرار ملحوظة بنهاية الربع الثالث من 2019 عند نسب تتراوح بين 7.3 و8.3 في المائة، كما استقرت معدلات العوائد على العقارات التجارية في معظم المواقع عند نسب تتراوح بين 7.3 و8.4 في المائة.
وفي السياق ذاته، توقع عقاريان كويتيان أن تشهد السوق العقارية المحلية حركة انتعاش ملحوظة خلال العام الحالي مدعوماً بعدم وجود معروض كاف في قطاعات العقار السكني والاستثماري والتجاري؛ ما سيعزز ارتفاع الطلب عليها.
وأوضح العقاريان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أن هذا العامل ساهم في محافظة الأسعار على مستوياتها خلال 2019 ولم تشهد أي تراجع، خصوصاً أن المعروض في هذه القطاعات لا يفي بحجم طلبات المتعاملين.
وقال سليمان الدليجان، رئيس مكتب الدليجان العقاري، أن قطاع العقار المحلي شهد تحسناً ملحوظاً خلال 2019 مقارنة بعامي 2016 و2017، وهما العامان اللذان شهدا تراجعاً ملحوظاً في القطاع، موضحاً أن القطاع العقاري يستقطب شريحة واسعة من المستثمرين؛ إذ يدر عوائد سنوية تتراوح بين 7 و8 في المائة، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن جميع القطاعات تشهد طلبات مستمرة طوال العام.
وذكر أن الطلب على القطاع السكني يعتبر الأعلى في الكويت؛ إذ استحوذت تداولاته على 50 في المائة من القيمة الإجمالية لتداولات السوق خلال العام الماضي مقابل 30 في المائة للقطاع التجاري.
وأفاد بأن المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة يبحثون عن الاستثمار في البيوت السكنية التي تتراوح أسعارها ما بين 250 و500 ألف دينار (ما بين 850 ألفاً و1.7 مليون دولار) لاستثمارها عقاراتٍ مدرةً للدخل. وتوقع زيادة ارتفاع الطلب على كل قطاعات سوق العقار خلال العام الحالي؛ إذ يفوق حجم الطلب المعروض في مختلف القطاعات.
من جانبه، توقع ميثم الشخص، المدير العام لشركة عذراء العقارية، زيادة استمرار الطلب على كل قطاعات السوق بنسب متفاوتة تحددها معطيات الحركة وتوجهات المستثمرين والراغبين في السكن. ذكر الشخص، أن القطاع العقاري يعول على مشاريع المنطقة الشمالية ومدينة الحرير لدعم أهداف خطة التنمية ورؤية «كويت جديدة 2035».
وأضاف، أن القطاع العقاري أثبت أنه أفضل استثمار وأكثر أماناً على مدار الزمن؛ إذ تعد عوائده الأعلى والأفضل مدعومة بارتفاع مستوى الأشغال في قطاعي العقار الاستثماري ونظيره التجاري. وأعرب عن الأمل أن تشهد القوانين العقارية تطوراً بما يسهل عمليات التداول العقاري، متوقعاً أن تواصل أسعار العقارات ارتفاعها خلال العام الحالي، ولا سيما في القطاع السكني.
من جانبه، قال تقرير لشركة المزايا القابضة الكويتية، إن مسارات السوق العقارية الكويتية أثبتت خلال الفترة الماضية وحتى اللحظة ثباتها واستقرارها وتميزها بالقيم المضافة التي يطمح لها أي مستثمر؛ وذلك نظراً لقدرتهم على تحقيق إيرادات شبه ثابتة من خلال التملك والتأجير، مع العلم بأنه يشهد المزيد من الطلب على فئة العقارات ذات الطابع التشغيلي، وبشكل خاص العقارات الصناعية والتجارية والترفيهية، وانخفاضاً ملحوظاً على مستوى المعروض لدى عدد من المواقع؛ الأمر الذي يعني توافر معطيات إيجابية عن الأداء الاقتصادي الكويتي ككل.
وقال التقرير، إن مؤشرات الأداء للسوق العقارية تحمل خلال السنوات المقبلة المزيد من المسارات الإيجابية، والازدهار والنمو على المستويين المحلي والإقليمي، التي من المتوقع أن تقوده إلى مرحلة جديدة من الانتعاش والخروج من حالة الركود والتعثر، بسبب تأثر هذه السوق بأداء مثيلاتها في الدول المجاورة بطبيعة الحال.
وأشار التقرير الأسبوعي لـ«المزايا القابضة» إلى أن القطاع العقاري الكويتي يسير ضمن مستويات متقلبة بين انتعاش تارة وتراجع تارة أخرى، وفقاً لطبيعة فرص الاستثمار المتوافرة والأهداف التي يسعى المستثمرون لتحقيقها داخلياً وخارجياً، وذلك بوجود إمكانية تحقيق المزيد من الأرباح الرأسمالية من خلال الاستثمار بالعقارات على اختلاف أنواعها وفئاتها، التي تعد متوافرة وممكنة، حتى في ظل وقع الأسعار المرتفعة للعقارات والأراضي والعوائد المشابهة والسيولة المتقلبة وما يتبعها من انتظار حدوث تطورات إيجابية ملموسة على مستوى الاقتصاد الوطني في الكويت.
وأوضح التقرير، أن طرح المزيد من العقارات السكنية والاستثمارية والصناعية، ساهم في تحسين مستويات الطلب ودفع نحو التنوع وتوفير المزيد من الخيارات أمام المستخدم النهائي وكذلك المستثمرون. مع العلم أنه وفي ضوء الأسعار المتداولة لا تزال هناك شرائح كثيرة غير قادرة على تجاوزها سواء كانت للشراء أو التأجير؛ إذ يستحوذ الأخير على ما نسبته 30 في المائة و35 في المائة من دخل الأسر الكويتية، ويعود ذلك إلى ارتفاع تكاليف الأراضي، وبالتالي الأسعار بشكل عام.
وبحسب التقرير، تبدو مؤشرات السيولة لدى السوق العقارية الكويتية، وقدرتها على تصريف العقارات المعروضة، من أهم المؤشرات التي يمكن الحكم من خلالها على قوة ووتيرة نشاط القطاع، سواء على مستوى طرح المشاريع الجديدة أو استكمال وتسليم المشاريع الجاري تنفيذها. وأتبع التقرير، أن التداولات العقارية تشهد المزيد من الارتفاعات والانخفاضات تبعاً لطبيعة فرص الاستثمار، في حين حافظت قيمها على مستويات مرتفعة منذ بداية العام الماضي حتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) لتسجل قيمة إجمالية بلغت 3.62 مليار دينار كويتي مقارنة بـ3.11 مليار دينار كويتي خلال الفترة ذاتها من عام 2018، وبنسبة انخفاض 1.5 في المائة فقط.
في المقابل، شهدت سيولة السوق العقارية الكويتية تحسناً خلال شهر نوفمبر الماضي على أساس شهري بنسبة ارتفاع وصل إلى 6.9 في المائة، مقارنة بمستواها خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ الأمر الذي يؤكد أن التداولات العقارية ما زالت عند مستويات مرتفعة، وبشكل خاص في القطاعات الحرفية والواجهات البحرية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».