لاحتواء «كورونا»... الصين توصي مواطنيها بإرجاء السفر وتمدّد العطلات

طلاب مدرسة ثانوية في كمبوديا يصطفون لتعقيم أيديهم لتجنب الإصابة بفيروس كورونا الجديد (أ.ب)
طلاب مدرسة ثانوية في كمبوديا يصطفون لتعقيم أيديهم لتجنب الإصابة بفيروس كورونا الجديد (أ.ب)
TT

لاحتواء «كورونا»... الصين توصي مواطنيها بإرجاء السفر وتمدّد العطلات

طلاب مدرسة ثانوية في كمبوديا يصطفون لتعقيم أيديهم لتجنب الإصابة بفيروس كورونا الجديد (أ.ب)
طلاب مدرسة ثانوية في كمبوديا يصطفون لتعقيم أيديهم لتجنب الإصابة بفيروس كورونا الجديد (أ.ب)

أوصت الصين التي تبذل جهودا شاقة لاحتواء انتشار وباء فيروس كورونا، اليوم (الثلاثاء) مواطنيها بإرجاء خطط سفرهم إلى الخارج، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الإدارة الوطنية للهجرة في بيان «نوصي المقيمين» في الصين القارية «إرجاء موعد رحلاتهم التي لا ضرورة لها». وذكرت بأن «خفض التنقلات عبر الحدود يساهم في السيطرة على الوباء»، مؤكدة أنها أعلنت هذه التوصيات «لحماية صحة وسلامة الصينيين والأجانب على حد سواء».
وكانت بكين علقت منذ أمس (الاثنين) الرحلات المنظمة داخل البلاد وإلى الخارج.
وأسفر وباء الالتهاب الرئوي الحاد الناجم عن فيروس كورونا المستجد الذي بدأ في ديسمبر (كانون الأول) في ووهان بوسط الصين عن وفاة 106 أشخاص على الأقل في هذا البلد الذي سجلت فيه حوالى 4500 إصابة مؤكدة على الأقل.
وسجلت نحو خمسين إصابة في دول عدة في العالم. وعززت بلدان عديدة الإجراءات الوقائية على حدودها.
كما أرجأت السلطات الصينية اليوم إلى أجل غير مسمّى موعد استئناف الدروس في كل المدارس والجامعات في البلاد، وذلك في محاولة منها للحدّ من تفشّي الفيروس.
وقالت وزارة التعليم الصينية في تعميم على المؤسسات الدراسية إنّ موعد بدء فصل الربيع الدراسي في كل المدارس والمعاهد والجامعات ومؤسسات التعليم العالي في البلاد سيحدّد لاحقاً، علماً بأنّ التلامذة والطلاب في سائر أنحاء البلاد هم حالياً في إجازة بمناسبة عيد رأس السنة القمرية الجديدة.
وجاء في البيان: «يجب على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي التي تشرف عليها الوزارة تأجيل موعد بدء فصل الربيع».
أما بالنسبة لتاريخ إعادة فتح دور الحضانة والمدارس والمؤسسات الثانوية «فسيتمّ تحديده من قبل السلطات التعليمية المحليّة» بالاتفاق مع الحكومة المركزية، ما يعني تحديد كل حالة على حدة، بحسب التعميم.
وأوضحت الوزارة في تعميمها أنّها أصدرت تعليمات إلى مديري المدارس «بالطلب إلى التلامذة عدم الخروج وعدم التجمّع وعدم تنظيم أنشطة مركزية أو المشاركة فيها».
وكانت الصين قد أعلنت أنّ عطلة رأس السنة التي بدأت في 24 الجاري وكان يفترض أن تنتهي في 30 منه تمّ تمديدها لغاية 2 فبراير (شباط) ، وذلك في إطار مساعيها الرامية إلى احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
بدورها، قالت الحكومة اليابانية إنها سترسل طائرة في رحلة عارضة إلى مدينة ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا في الصين، مساء اليوم لإجلاء رعاياها الراغبين في العودة إلى اليابان، وفقاً لـ«رويترز».
وقال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي للصحافيين إن الطائرة تسع لحوالي 200 راكب، لكنه أضاف أن حوالي 650 يابانيا يأملون في العودة إلى ديارهم.


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».