الجزائر: حراك {الجمعة 49} يرفض خطة الرئيس لاستغلال الغاز الصخري

المتظاهرون وعدوا بمواصلة الاحتجاجات... والشرطة ترد بالقنابل المسيلة للدموع

جانب من المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في الجمعة الـ49 للحراك الجزائري أمس (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في الجمعة الـ49 للحراك الجزائري أمس (إ.ب.أ)
TT

الجزائر: حراك {الجمعة 49} يرفض خطة الرئيس لاستغلال الغاز الصخري

جانب من المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في الجمعة الـ49 للحراك الجزائري أمس (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في الجمعة الـ49 للحراك الجزائري أمس (إ.ب.أ)

عارض آلاف المتظاهرين في حراك الأسبوع الـ49 في الجزائر أمس، بشدة، فكرة الرئيس عبد المجيد تبون التنقيب عن الغاز الصخري في الصحراء، بعد أن تم التخلي عن هذا الخيار منذ سنوات، مؤكدين تمسكهم بمطلب الإفراج عن معتقلي الحراك.
وأثار حديث تبون عن الغاز الصخري، أثناء مقابلة مع وسائل إعلام محلية جرت الأربعاء الماضي، حفيظة المتظاهرين بالعاصمة؛ حيث رفعوا شعار «تبون ماشي شرعي.. ماكانش الغاز الصخري» (تبون رئيس غير شرعي، ونرفض التنقيب عن الصخري). وقال مراسلو صحف بمدن الصحراء إن الحراك عاد إليها أمس بقوة بسبب هذا الموضوع، بعد أن تراجع عدد المتظاهرين منذ انتخابات الرئاسة، التي جرت في 12 من الشهر الماضي.
وكان سكان عين صالح، بأقصى الجنوب، قد انتفضوا عام 2014 ضد مشروع الحكومة للتنقيب عن الغاز الصخري، وتخلت السلطات في النهاية عن المسعى. وكان التوجه يومها هو البحث عن بديل لانخفاض إنتاج النفط.
وسئل الرئيس في المقابلة الصحافية إن كان الغاز الصخري مدرج في أجندة حكومته الجديدة، فقال: «جاء قرار استغلاله (في 2014) فجأة من دون بذل مجهود لإقناع المواطنين به، وهو ما خلف تأويلات وسوء فهم». موضحا أن الحكومة «ستقيم بهدوء تجارب دول أخرى في هذا المجال، وهي قضية تهم المختصين، ولا بد أن يتأكد المجتمع أن الغاز الصخري ثروة مدفونة في باطن الأرض، وإذا أردنا رفع المستوى المعيشي للجزائريين، فلا بد من استغلالها». وتابع الرئيس تبون موضحا: «لدينا ثاني أو ثالث مخزون عالمي من الغاز الصخري، ونحن لا نصدر لا مواد فلاحية ولا صناعية. الباب مفتوح أمام من يريد استغلال الغاز الصخري».
وفرقت قوات الأمن مجموعات من المتظاهرين أمس بشارع «ديدوش مراد»، باستعمال القنابل المسيلة للدموع، بينما كانوا يهاجمون الرئيس بسبب قضية الغاز الصخري. كما هاجموا شركة «توتال» النفطية الفرنسية، على إثر تداول أخبار مفادها أنها ستبدأ أشغال استكشاف المحروقات غير التقليدية في الصحراء. واستهدف الأمن بشكل واضح مناضلين ينتمون لـ«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، أكثر أحزاب المعارضة تشددا في رفض كل ما يأتي من السلطة، وأعلن رئيسه محسن بلعباس أنه يرفض مسعى الحوار السياسي، الذي أطلقه الرئيس، بذريعة أنه «غير شرعي».
وفي العاصمة ووهران (غرب)، وقسنطينة (شرق)، وتيزي وزو وبجاية (منطقة القبائل) رفع المتظاهرون صور معتقلي الحراك، وطالبوا بالإفراج عنهم، وأبرزهم كريم طابوا الموجود بزنزانة انفرادية منذ 4 أشهر، وفضيل بومالة، وسمير بلعربي، وعبد الوهاب فرساوي. كما يوجد في السجن العشرات ممن تابعهم القضاء بسبب حمل الراية الأمازيغية في المظاهرات، وهو ما لا يجرمه القانون بحسب محامين.
ولوحظ وسط صور المعتقلين المرفوعة في الحراك، صورة الناشط السياسي رشيد نكاز، أيقونة الاحتجاجات ضد الحراك قبل خمس سنوات، والذي قطع مسافة تفوق 1500 كلم مشيا على الأقدام، من العاصمة إلى عين صالح، تنديدا بمشروع الغاز الصخري. ويوجد نكاز في السجن منذ 4 أشهر.
من جهته، قال عبد الرزاق مقري، رئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، في اجتماع لكوادر الحزب بالعاصمة، أمس، إن «المخاطر التي تهدد البلد كبيرة جدا، ولو كنا عمليين كما هو الإنسان العادي في سائر البلدان بخصوص الشأن السياسي، فإننا نؤكد أن الجزائر متجهة لوضع لا يتحمل عند نفاد احتياطي الصرف في أقل من سنتين، وأن لا حل يبقى سوى المديونية لتجاوز فجوة انقطاع السيولة».
وأكد مقري أن المديونية «التي سنتجه إليها ستكون بغياب كل الأوراق التفاوضية، فتكون بشروط قاسية ترهن السيادة، ولا تحقق التنمية، بل تجعلنا تابعين لا جهد لنا سوى تسديد مقادير خدمة الديون، وقد يكون في ذلك حتفنا لا قدر الله. ولو أضيف لهذه المخاطر استمرار ذهنية هندسة المشاهد السياسية فوقيا، بما يمنع كل رقابة وتدافع، فإن الأمر سيكون أجل وأعظم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.